ترامادول جديد بالأسواق ينافس الفياجرا ولا يعاقب عليه القانون.. استشاري كيمياء: يعالج الضعف الجنسي وخال من المواد المخدرة.. حمزة: مصانع "بير السلم" تتلاعب بالمدمنين.. يوسف: يسبب الموت المفاجئ
ترامادول جديد يغزو الأسواق المصرية بكثرة، يتميز بقدرته على علاج مشكلات الضعف الجنسي وخلوه من المواد المخدرة وبالتالي لا يعاقب عليه القانون، تقوم بتصنيعه مافيا الدواء في مصر ومصانع بير السلم لبيع الوهم لمدمني الترامادول وتحقيق أرباح خيالية، استثمارا لأزمة عدم وجود العقار في أسواق الإدمان.
العقار مغشوش
وقال مصطفى حمزة، مستشار بالتحكيم الدولى: " إن الأجهزة الأمنية تمكنت في الفترة الأخيرة من ضبط عدد كبير من الأقراص الدوائية المكتوب عليها نفس الاسم التجارى لعقار الترامادول، إلا أنها خالية تماما من مشتقات الدواء، الأمر الذي دفع جهات التحقيق في النيابة العامة لاستدعاء خبراء من الطب الشرعي لمعرفة تفاصيل العقار المغشوش".
وأضاف حمزة أن مافيا غش الدواء ومصانع بير السلم استغلت ندرة العقار ونهم المدمنين لتناوله وصنعت أقراص شبيهة بالفياجرا مكتوب عليها اسم الترامادول وبيعها في أسواق الإدمان استثمارا للأزمة في صعوبة الحصول على شريط الأقراص الذي وصل ثمنه بين المتعاطين لـ 200 جنيه مقارنة بعقار الفياجرا الذي يتراوح سعره بين 10 و20 جنيها وذلك لتحقيق أرباح خيالية والخروج من طائلة عقوبة الجنايات.
القدرة الجنسية
وأشار الدكتور محمد نجاح، استشارى التحاليل والكيمياء، أن العقار المغشوش عبارة عن مادة "سيلدينافيل" المصنع منها عقار الفياجرا وبالتالي فهو يعالج الضعف الجنسى ومشكلات العلاقة الزوجية بنفس مواصفات الفياجرا العادية وليس له تأثير المسكن أو المخدر الموجود في الترامادول، إلا أن تحسن حالة المتعاطي للعقار المغشوش نتيجة تنشيط الدورة الدموية تجعله يقتنع بأنه نوع من الترامادول.
وأوضح أن بعض الرجال يقدمون على تناول الترامادول قبل الشروع في العلاقة الزوجية فقط، رغبة في التأخير وعلاجا لسرعة القذف إلا أنهم غير مدمنين وهم أكثر عرضة للاقتناع بالدواء المغشوش عن غيرهم من محترفي التعاطي اليومي الذي لا يمثل لهم هذا العقار أي نوع من التأثير ويستطيعون اكتشافه من أول قرص.
الموت المفاجئ
وحذر الدكتور على يوسف استشاري أمراض الباطنة والكبد من خطورة الترامادول المغشوش حتى وإن كان في صورة الفياجرا، حيث تفتقد مصانع مافيا غش الدواء لآليات السلامة الطبية، وكافة معايير الجودة والحفاظ على الصحة، فمن الممكن جدا أن تسبب زيادة نسبة المادة المصنع منها عقار الفياجرا أو خلطها بمواد أخرى في إصابة المتعاطى بسكنة قلبية أو أمراض خطيرة مثل السرطان أو الفشل الكلوى أو الكبدى.
أرباح طائلة
وعلق حسن جمعة الخبير الاقتصادي والباحث في ملف الغش التجاري قائلا: "إن غش عقار الترامادول فكرة شيطانية ترتكز على محورين أساسيين هما تحقيق الأرباح الخيالية والهروب من العقوبة الجنائية".
وأضاف: "تجنى الشركات المزيفة ملايين الجنيهات في فترة وجيزة ولا يمكن عقابها في حال كشف الجريمة إلا في إطار الغش التجاري وهو ما يدفعنا للمطالبة بضرورة تغليظ عقوبات الغش في المنتجات خاصة المتعلقة بالصحة والدواء".
الإيحاء السبب
وفسر الدكتور سيد سلامة الحجار، استشاري الصحة النفسية، سر انتشار العقار المزيف واقتناع المتعاطين به، بسبب الحالة النفسية للمدمن والإيحاء الذي يمثله تعاطي الدواء، فالكثير من متعاطى الترامادول موهومين بالعقار وليست لديهم أي دواعي صحية لتناوله ولكن شهرته بالقدرة على تسكين الألم ومنح المزيد من الطاقة الجنسية والصمود في المهام الشاقة يجعلهم أكثر استعدادا لتقبل أي عقار مكتوب عليه اسم الترامادول.
وأكد أن اختيار الشركات لعقار الفياجرا كبديل عن الترامادول ليس من قبيل المصادفة وانما أثبتت العديد من الأبحاث الطبية والنفسية أن العقارين يتمتعان بنفس التأثير الإيحائى عند أغلب المواظبين على تناوله.
وأشار إلى أن هناك تجارب عديدة تم فيها إعطاء رجال يعتقدون بضعف قدرتهم " اسبرين " عادى كبديل عن الفياجرا أو الترامادول وأعربوا عن ارتياحهم وتحسن قدراتهم دون علمهم أنهم يتعاطون أقراص دوائية لا علاقة لها بالحالة التي يعتقدون فيها، مما يؤكد قدرة التأثير الإيحائى على الجسم.