سبت فراغ كبير
قليل من الشعراء يكتبون عن الحب ويؤمنون به.. وكثير منهم يملئون الدنيا ضجيجًا بكلامهم عن الحب وهو لا مكان له في حياتهم.. ومن أبرز شعراء الفريق الأول الشاعر العظيم مجدي النجار الذي كان مؤمنًا بكل درجات الحب والعشق.. حبه لله.. وعشقه لآل البيت، قلت له وماذا عن حب البشر؟.. قال إن سمو الإنسان وشفافيته يجعلانه يحب بمشاعر صادقة وتعيش أحاسيسه طول العمر.. فهي ليست زائفة ولذلك تصمد أمام أي عقبات أو مصاعب.
وهل القلب المرهف لا ينسى من أحب حتى لو باعدت بينهما الأزمان والأماكن؟.. قال "لا يمكن أن ينسى.. فهذا النوع من القلوب النادرة الآن إذا أحبت صدقت في حبها حتى نهاية العمر".
كثير منا معشر الكتاب والصحفيين يشعر أن رحيلهم سيكون مفاجئًا.. في لحظة واحدة يكون الانتقال من دار إلى أخرى، قلتها للشاعر العظيم مجدي النجار فابتسم.. وصمت.. ولم أدر أنه سيرحل في صمت ويفاجئنا باختفائه من عالمنا بعد أن كتب أغنية "سبت فراغ كبير" ليترك في قلوبنا فراغًا قاسيًا.
رحل يوم 9 مايو الماضي.. وترك جرحًا في قلوبنا يزداد يومًا بعد يوم.. فقدنا مشاعره الدافئة التي كانت تملأ من حوله سعادة وطمأنينة.. نبحث عنه في أحزاننا وأفراحنا ثم نفاجأ بأنه لن يعود ليشاركنا فيما نحن فيه، فتغمرنا مشاعر الطفل الذي فقد أمه فلم يعد لحياته طعم بعدها.
بعد عام من رحيله ما زلت أفتش عنه في عيون أولادي عندما كانوا يلتفون حوله ويعودون إلى البيت تملأ السعادة قلوبهم.. ما زلت أبحث عنه في وجوه أبنائه "الحسين ونور وهمسة" فأجد حزنًا دفينًا يسكنها.. وفي زوجته فأرى أحزان الدنيا أثقلت كاهلها وتحجرت في مقلتيها بعد عام من الرحيل ما زال مجدي النجار يسكن بداخلنا.. نتكلم معه.. ونردد في كل لحظة "سبت فراغ كبير".