شكري يلقي كلمة أمام مجلس الأمن حول دور الشباب في مكافحة الإرهاب
استهل سامح شكري وزير الخارجية لقاءاته خلال الزيارة التي يقوم بها حاليًا لنيويورك في الفترة من 23- 27 أبريل الجاري بالمشاركة في جلسة النقاش المفتوح بمجلس الأمن حول دور الشباب في مكافحة التطرف العنيف ونشر السلام والذي دعت له المملكة الأردنية الهاشمية التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، حيث رأس الجلسة الأمير الحسين بن عبد الله ولي عهد الأردن، وبحضور سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون ووزير خارجية الأردن ناصر جودة وأعضاء مجلس الأمن.
وفي بداية كلمته توجه شكري بالشكر للمملكة الأردنية، على دعوتها لعقد هذه الجلسة المهمة، والتي تتناول أحد أهم الموضوعات الذي يتعين على كافة دولنا التعامل معه بالجدية اللازمة دون تهاون لما تشكله من تداعيات تهدد أمن مواطنينا ودولنا، بل وتهدد السلم والأمن الدوليين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي أن الوزير شكري أوضح في كلمته أن هناك عدة عوامل أدت إلى ظهور فصائل وتيارات وجماعات اعتنقت أفكارًا وآراءً متطرفة بعيدة عن روح الدين وسماحته وأخذوا يلزمون الناس بها، مستهدفين الشباب بشكل خاص، حيث تعمدوا التركيز على إظهار نقاط الاختلاف وتضخيمها، مما أدى إلى الصراع والتناحر، وعمليات الإرهاب والقتل والعدوان.
وفى هذا السياق، أكد الوزير شكري أن المجتمع الدولي مطالب بالتصدي الشامل للتطرف أينما وجد وبالتطرق إلى كافة الأسباب المؤدية له كونه الطريق الممهد للإرهاب، فضلًا عن العمل على إيلاء الشباب الاهتمام اللازم وتجنيبهم الوقوع في براثن التطرف والإرهاب، خاصة أن الشباب يمثلون في الكثير من الدول النسبة الأكبر من السكان، وأخذا في الاعتبار الحملات الشرسة التي يتعرض لها الشباب من كل الدول، خاصة في الآونة الأخيرة، لتجنيدهم كمقاتلين في جماعات إرهابية تتخذ من الدين مظلة لتحقيق أهداف لا تمت لأي من الأديان بصلة.
وتناول شكري في كلمته دعوة رئيس الجمهورية مؤخرًا بتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف، وضمان وصول التفسير والفهم الصحيح للإسلام الحنيف وأحكامه إلى المتلقين، موضحًا أن مصر بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات ملموسة وجادة في هذا الشأن، مضيفًا أنه يتعين مواجهة التطرف والإرهاب بالحجج الواضحة والبراهين القاطعة، إذ أن الأمر ليس قاصرًا على المواجهات الأمنية ومن خلال اتخاذ الوسطية كمنهج لنا، علمًا بأن الوسطية لا تعنى أنصاف الحلول، وإنما الاعتدال في التصورات والمناهج والمواقف.
وفى هذا السياق، قال شكري إنه من الضروري وقف ظاهرة قيام الشباب، الذي يفتقد المؤهلات التي تؤهلهم للاجتهاد، بالاعتماد على أنفسهم في استقاء الأحكام مباشرة من القرآن والسنة، ناسين أن المتصدر للفتوى لابد وأن يكون على علم بالتأويل، وأسباب النزول، والأساليب اللغوية، وغيرها من القواعد العلمية حتى لا تكون الفتوى سببا لفتنة ولوقوع الشقاق. كما أضاف أنه هناك أسباب اجتماعية وسياسية عديدة تؤدى إلى تطرف الشباب ولجوئهم إلى العنف، من بينها تدهور مستوى التعليم، وانعدام أو محدودية فرص الحياة الكريمة، وانتشار البطالة والفقر، وتهميش الأجانب، واستمرار كل أشكال الاحتلال الأجنبى، وعدم الاعتراف بالحق الشرعي للشعوب في تحديد مصيرها، وكلها عوامل يتعين على المجتمع الدولى أن يتعامل معها بكل جدية، سواء عن طريق تعزيز التعاون، وإقرار الإستراتيجيات ذات الصلة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية، والامتناع عن التحريض وتوفير الدعم للمتطرفين والإرهابيين.