رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى تحريرها.. مبارك وسيناء من التأييد الكامل لاستصلاحها إلى التجاهل التام.. خبراء يؤكدون: تعامل معها كملف أمني وأهدر ثرواتها.. وحماد: تعامل مع أهالي سيناء كمواطنين من الدرجة الثانية


من ثورة يوليو إلى حرب أكتوبر حتى تحرير طابا، هكذا اتخذ كل رئيس من الرؤساء المصريين شرعية يعتمد عليها بجانب نجاحه في الاستفتاء أو الانتخابات أو ثورة كما حدث في عهد جمال عبدالناصر.


وكان تحرير طابا، القاعدة التي اتخذها الرئيس الأسبق مبارك قاعدة له في بداية حكمه؛ استكمالا لصورته كبطل من أبطال حرب أكتوبر، بجانب إطلاق مشروع توشكى مما عزز من ارتباط سيناء به، قبل أن يقرر مبارك إعطاء ظهره لها بعد ذلك بسنوات.

شرعية مبارك
ويعد مشروع توشكى، أحد المشروعات التي أراد بها مبارك صنع سد عالٍ جديد، وهو ما تمثل في استعانته بالشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي لتخليدها على غرار جوابات حراجي القط، وكانت بداية التدشين الرسمي 1997 لاستغلال ما يقرب من 150 ألف فدان، وبحسب المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق، فإن نجاح المشروع كان ينقصه الإرادة السياسية، وهو ما لم يتوفر في مبارك.

لم يكن مشروع توشكى فقط هو الذي تركه مبارك، بل ترك سيناء أيضا، مكتفيًا فقط بمدينة شرم الشيخ، التي اتخذها مقرًا لاستراحته وعقد المؤتمرات الدولية، وهو ما ظهر بعد خلعه لتتحول سيناء إلى مقر لتجارة السلاح بجانب توطن الجماعات الإرهابية فيها وساعد على ذلك حكم الإخوان الذي أفرج عن عدد كبير من الإرهابيين؛ لتتحول تلك البؤرة إلى أهم تحد للدولة المصرية في الوقت الراهن.

مبارك وتهريب السلاح
ويري اللواء سامح جوهر الرئيس الأسبق لمكافحة الإرهاب بالمخابرات الحربية، أن علاقة مبارك بسيناء تحولت من التأييد الكامل في بداية حكمه إلى الإهمال الكامل مع ظهور الألفية الثانية، لافتًا إلى أنه كان على علم بتهريب السلاح عبر الأنفاق وكان لا يمانع شريطة ألا تستخدم ضد الدولة.

ويضيف جوهر أن التعامل الأمني فقط مع ملف سيناء بعيدًا عن الملفات الأخرى كالتنمية الاقتصادية واندماج أهالي سيناء باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى كان إحدى الكوارث التي ارتكبها مبارك في سنوات حكمه الأخيرة.

مجرد أوراق
ويوضح الباحث السياسي عبد الله حماد، أن المشروعات التنموية في سيناء كانت مجرد أورق يستخدمها مبارك في الاحتفالات السنوية لعيد تحرير سيناء، مشيرًا إلى أن كل الوقائع أثبتت أن ملف سيناء كان أمنيا فقط.

وأضاف حماد أن مبارك منع حقوق أهالي سيناء، عندما حرمهم من بعض المناصب المعينة بجانب عدم قبولهم في الكليات الحربية وهو ما عزز إحساس أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وأعطى هذا فرصة إلى الجماعات الإرهابية في استقطاب أعداد كبيرة منهم بجانب عمل البعض الآخر في مجالات تجارة المخدرات والسلاح.

إهدر الثروات
ومن جانب آخر يرى الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي أن مبارك أهمل كنوز سيناء مثل الرمال البيضاء وغيرها، واعتمد فقط على السياحة في بعض مناطقها، رغم أن التنمية الاقتصادية كانت تعني إدماج المجتمع السيناوي بجانب إنعاش الاقتصاد، وهو أحد مساوئ اقتصاد مبارك الذي اعتمد على الاستهلاك أكثر من الإنتاج.
الجريدة الرسمية