المرأة المصرية حبيسة الفكر الرجعى
لا تزال المرأة المصرية حبيسة الفكر الرجعى على مستوى شرائح كبيرة من المجتمع المصرى.. لا تزال فى عينى الرجل فى بلادنا حبيسة إطار معين يعوق ويقيد مواهبها وأفكارها وأحاسيسها.. وكانت حدودها قد توقفت عند الأعباء المنزلية فى دائرة جهنمية من الواجبات اليومية فتحولت فى أغلب الأحيان إلى نمط متكرر وأحلام مؤجلة إلى أجل غير مسمى مما أدى إلى زحف سريع للتجاعيد وعلامات الشيخوخة التى تظهر أحيانا فى عز الشباب.
ولا أجد حرجا فى أن نأخذ المرأة الأوربية مثلا يحتذى به فى بعض جوانب الحياة ونترك منها ما لا يتناسب وعاداتنا وتقاليدنا الشرقية.. حيث تستطيع المرأة الأوربية أن تصل بعمرها إلى ما فوق الثمانين والتسعين محتفظة بروحها الشابة وحيويتها وإرادتها فى الحياة.
المرأة العاملة فى أوربا تنظم وقتها بين واجباتها اليومية وممارسة الرياضة أو الهواية فى أيام الإجازات التى تعتبر متنفسا لها بعد أسبوع عمل شاق ومتابعة لدروس الأبناء.. الشىء الذى نفتقده فى مصر.
الشعوب الأوربية تشجع المواهب والهوايات كالرسم والموسيقى والكتابة وتنميها وليس بالضرورة أن تتحول كل موهبة أو هواية إلى نجومية يعترف بها العالم لكن يكفى سعادة من يماسها بها... تلك السعادة البسيطة التى تقويه لاستكمال عمله المعتاد وتدفعه لمقاومة ملل الحياة الروتينى وتطفى لمسة جميلة تساعد سلامته النفسية على التوازن.
المرأة المصرية لها أفكار وطموحات واسعة إن لم يطلق لها العنان لتعبر عن نفسها وظلت حبيسة بداخلها أفقدتها أجمل ما فيها وهو رونقها.. للمرأة المصرية رونق منذ عهد الفراعنة ولقبت بجميلة الجميلات وكانت عنوانا للأناقة والرقى على مستوى العالم وآن الأوان أن نزيح التراب الذى غطى هذا الرونق لتعود المرأة المصرية لمكانتها الطبيعية.
المرأة ليست فقط نصف المجتمع بل هى المسئولة عن المجتمع كله كونها الزوجة والأخت والأم التى تربى... فإن كانت حرة أبية أخرجت للدنيا ابنا حرا أبيا مثلها.. ولنا فى الثورة المصرية خير مثل لهذا وللدور الذى لعبته المرأة وأثبتت تفاعلها مع كل أحداث بلدها وأن لها رأيا يؤخذ فى الاعتبار وقرارا بالمشاركة يجب أن يحترم.. فأطلقوا العنان لهوايات المرأة المصرية لتفاجئكم بقدراتها على التألق فى موقع المواهب وأيضا حكمة الإدارة فى موقع المسئولية.