رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل المؤتمر الصحفى المشترك بين السيسي ونظيره اليوناني.. مناقشة تعزيز العلاقات بين البلدين.. بحث سبل مواجهة الإرهاب وأزمات الشرق الأوسط.. و"بافلوبولوس" يطالب أوربا بتقديم معونات لدول جنوب "المتوسط"


رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس، مؤكدا أنه التقى به سعيا لتعزيز العلاقات التاريخية والفريدة بين الدولتين، وأشار إلى تاريخ العلاقات المصرية اليونانية منذ 4 آلاف سنة.


وأضاف السيسي خلال مؤتمر صحفى مشترك أن اللقاء تناول مسار العلاقات "المصرية – اليونانية" وأهمية تطويرها في مختلف المجالات.

وقال الرئيس السيسي: "إن اللقاء شهد تعزيز العلاقات في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية وفي مجالات الطاقة والاستثمارات وغيرها وبما يليق بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين".

العلاقات الاقتصادية

وأضاف السيسي أن حجم التجارة بين البلدين وصل لمليار وواحد من عشرة، إضافة إلى تفعيل العلاقات التجارية والاقتصادية، وتوقيع العديد من الاتفاقيات في المجالات، مشيرا إلى أنه تم عقد الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصرى اليونانى.

وأوضح السيسي أن المشاورات تناولت أوضاع الشرق الأوسط والوضع في العراق وسوريا وليبيا، مشيرا إلى تناول مكافحة الجماعات الإرهابية والقوى الداعمة لها وسبل تعزيز هذه الجهود فضلًا عن الهجرة غير الشرعية ومحاربة هذه الظاهرة حيث إن مصر لديها 5 ملايين لاجئ على أرضها في مصر وتتم معاملتهم كمواطنين مصريين لهم نفس الحقوق.

وأكد السيسي أنه تم الحديث عن الوضع في ليبيا، مشيرا إلى أنه تم استعراض الجهود لعودة الشرعية لليبيا فضلا عن تطورات الوضع السورى والحفاظ على الدولة السورية.

وأضاف أن المباحثات مع الرئيس اليونانى شهدت تطابقا في الأفكار إزاء الموضوعات التي نتبناها وهذا يعود بين الدولتين.

وقال: "بدا جليًا أن الدولتين عازمتان على تعزيز العلاقات في مختلف المجالات انطلاقا من وجود قاعدة عريضة من المصالح المشتركة التي تهدف في النهاية لتحقيق الاستفادة القصوى من جهود التنمية الاقتصادية ما يمثل نموذجًا إقليميًا لحسن الجوار والعمل على تفعيل الاستفادة الكاملة من الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين في كافة المجالات وهو ما ينبع من احترامنا لقواعد القانون الدولى وميثاق ومبادئ الأمم المتحدة خاصة سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية".

وأشار إلى الاتفاق مع مسئولى البلدين على استمرار الاتصالات والتنسيق في كافة المحافل الدولية والإقليمية لحماية المصالح المشتركة.

مواجهة الإرهاب

وأكد عزمهم على مواجهة الإرهاب والتطرف بمنتهى الحزم من خلال تكثيف التعاون في كافة المجالات بما في ذلك المجال الأمني، لافتا إلى أن مصر تولى اهتماما كبيرا بالتعاون بين الدولتين لحماية مصالح مصر في المتوسط وتحقيق السلام للشعوب.

ووجه الرئيس اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس، الشكر للرئيس السيسي على حسن الضيافة، موضحا أنها الزيارة الثانية، وأشاد بالعلاقات التاريخية بين البلدين.

وأكد أن التاريخ لا يفرق أبدا بين مصر واليونان، وقال: "يجب الحفاظ على علاقة الدولتين في ظل ظروف خاصة نمر بها ولكن أعتقد أنه كلما كانت الظروف التي تمر بها الشعوب عصيبة، تزداد قوة هذه الشعوب وإرادتها كاملة".

وأضاف: "إن القادة الكبار يظهرون خلال الأزمات لذلك فإن مواجهة المشكلات في الشرق الأوسط والبحر المتوسط متوقفة على دور مصر الرائد داخل العالم العربى والإسلامي".

وأشار أنه ناقش مع الرئيس السيسي أوجه التعاون بين الدولتين اللتين ترتبطان بجذور تاريخية وإرث ثقافى، وقال: "كما يربطنا قلق بخصوص الاستقرار في جنوب شرق البحر المتوسط، ومصر هي أكبر الدول في الوطن العربى".

وأضاف: "أولينا اهتمامًا كبيرًا بخصوص التصدى للإرهاب، وأهنئ الرئيس السيسي بدوره في هذا الصدد ويجب على العالم المتحضر أن يسمح بتوسيع خارطة الإرهاب في العالم ومحاربته واقتلاع جذوره".

توحيد السياسات
وأشار إلى أنه يجب توحيد السياسات في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط لمواجهة كافة المشكلات، وأضاف أنه فى عام 2004 تم تفعيل عمل دول الجوار والبحر المتوسط، مؤكدا أن هذا البعد يتضمن عددا من الدول ليست أعضاء في الاتحاد الأوربي من بينها فلسطين لبحث شتى الموضوعات على رأسها الأمن.

ونوه إلى أنه على الاتحاد الأوربي أن يحل تلك المشكلات كما أنه يجب أن يواجه المشكلة الكبرى وهي الهجرة غير الشرعية.

وأكد بروكوبيس بافلوبولوس أن الاستثمارات اليونانية في مصر بلغت 4 مليارات يورو، من خلال 180 شركة يونانية في مصر.

وأكد "بافلوبولوس" رغبة اليونان في مواصلة تطوير العلاقات المتميزة مع مصر على أساس التفاهم والدعم المتبادل بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد الرئيس اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس بالجهود التي تبذلها مصر للحفاظ على الممتلكات اليونانية بأراضيها وما تحظى به الجالية اليونانية المقيمة في مصر من رعاية واهتمام بالغين.

وأكد الرئيس اليوناني دعم بلاده لجهود مصر من أجل تحقيق النمو والازدهار في مناخ يسوده الأمن والاستقرار، مشددًا على العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر واليونان سواءً على مستوى الحكومات أو الشعوب.

الممتلكات اليونانية
وأكد خلال لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي عميق شكره وتقديره للتنسيق القائم بين البلدين في المحافل الدولية، منوها إلى الجهود التي تبذلها مصر للحفاظ على الممتلكات اليونانية في مصر وما تحظى به الجالية اليونانية المقيمة في مصر من رعاية واهتمام بالغين كما أعرب عن حرص بلاده على دعم الاتحاد الأوربي للجهود المصرية من أجل تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري.

وأكد الرئيس اليونانى أن الهجرة غير الشرعية لها جانبان إنسانى وأمني، مشيرا إلى أن الجانب الأمني يجب ألا يتجاهله أحد لأنه متصل بأمن البلدان، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوربي بدأ في تطبيق سياسة منح اللجوء السياسي لمعالجة الهجرة.

وقال: "إن اليونان في جنوب الاتحاد الأوربى ودولا أخرى ليست أعضاء بالاتحاد الأوربى لكن لها دورا رائدا في البحر المتوسط ومنها مصر، خصوصا بعد المأساة التي شاهدناها مؤخرا في جزر اليونان"، موجها حديثه للاتحاد الأوربى بضرورة صرف معونات ليس فقط للدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي، وإنما للدول المقابلة لها على البحر المتوسط.

ووجه الشكر لمصر باعتبارها تواجه بعقلانية موضوع المنطقة الاقتصادية الخاصة باليونان وقبرص بعكس دول أخرى.

وأكد ضرورة استمرار التعاون الاقتصادى وفى الفكر والفنون والأدب، مشيرا إلى أن ما يجمع البلدين هو الثقافة والحضارة قبل أي شيء آخر، كما وجه الرئيس اليونانى الدعوة للرئيس السيسي لزيارة العاصمة اليونانية أثينا.

الجريدة الرسمية