رئيس التحرير
عصام كامل

«جند الشيطان»..تفاصيل اصطياد أخطر تنظيم إرهابى في مصر.. يضم قيادات من جيل الوسط في الإخوان وخطط لتفجير مشروع قناة السويس الجديدة ومصالح حكومية حساسة..وضع قائمة اغتيالات تضم "الزند" و"شحاتة"


قبل أن تقرأ
يبدو أن جماعة الإخوان ما زالت متمسكة بخيار "الإرهاب" ولا تريد أن تبرحه وتبحث عن خيار آخر يكون كفيلًا بتصالح المجتمع معها، لذلك فالجماعة تضع الخطة تلو الأخرى ولا تريد أن تنهي بحور الدم التي بدأتها بعد إسقاط نظامها كنتيجة مباشرة لثورة 30 يونيو 2013، مؤخرًا سقطت ورقة جديدة كانت الجماعة تعدها للانتقام من الشعب المصري الذي خرج للشوارع واحتشد بالملايين لرفض حكم دولة المرشد، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية مؤخرًا من الإيقاع بأخطر تنظيم إرهابى كان التنظيم الدولي للجماعة قد أقره وبارك خطوات إنشائه، التنظيم الجديد جاء مزيجًا من تحالف قوى الإرهاب الأسود "الإخوان- القاعدة- أنصار بيت المقدس- حماس- أجناد مصر" وحمل اسم "جند أنصار الله" في حين أن اسمه الصحيح لابد أن يكون "جند الشيطان" والتفاصيل في غاية الإثارة.


ضربة الداخلية
"نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في توجيه واحدة من أكبر ضرباتها القاصمة للجماعات الإرهابية والمتطرفة في الآونة الأخيرة، وتمكنت من ضبط 21 من أخطر الجماعات المتشددة من عناصر جماعة "جند أنصار الله"، والتي تورطت في العديد من العمليات الإرهابية مؤخرا".

ما سبق مقدمة بيان إعلامي أرسلته وزارة الداخلية أواخر الأسبوع الماضي للصحف والقنوات الفضائية، وفي تفاصيل البيان أن عملية القبض على هذه العناصر كانت في إطار رصد تحرك تنظيم الإخوان الإرهابى لتنفيذ مخططاته العدائية التي تستهدف زعزعة أمن البلاد والنيل من استقرارها في محاولة لإشاعة الفوضى وخلق مناخ مضطرب على كل الأصعدة الأمنية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، لصالح توجهاته.

وأكدت معلومات قطاع الأمن الوطنى بدء التنظيم الإخوانى في تنفيذ مخطط يستهدف الاستعداد والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية مسلحة واسعة النطاق تستهدف منشآت وأقسام الشرطة ومعسكرات الأمن المركزى والقوات المسلحة وعددًا من المنشآت الحيوية والإعلامية وإجراء تحالف مع عناصر من تنظيمى أنصار بيت المقدس والقاعدة لتنفيذ ذلك المخطط تحت مسمى "جند أنصار الله".

وفى ضوء هذه المعلومات بادر قطاع الأمن الوطنى بالتنسيق مع أجهزة الأمن المعنية بتوجيه ضربات أمنية استباقية مقننة لأحد أجنحة التنظيم الإرهابى بمحافظتى الإسكندرية والشرقية في أعقاب رصد كل أبعاده.

وأسفرت الجهود الأمنية عن ضبط 21 من قيادات وكوادر تلك المجموعات الإرهابية والمنضمين لهذا التحالف حيث اعترفوا بارتكاب 38 حادثة زرع عبوات ناسفة، وإضرام النيران في سيارات ومحولات كهرباء وإطلاق أعيرة نارية على رجال شرطة، واغتيال رجال شرطة، ومحاولة تفجير محطات كهرباء وسيارات نقل عام، محرر عنها جميعًا محاضر شرطية ومن بينهم مسئولا الجناح التنظيمى (أحمد محمد محمد جبر، ومحمد أحمد مصطفى عبد المجيد).

حيث ضُبط بحوزتهما 3200 ملف مسجلة على أحد الوسائط الإلكترونية تحوى المخططات التنفيذية الجارى تنفيذها، وقد اعترفا بتلقيهما دورات تدريبية على المنهاج الجهادى الجديد ودورات متقدمة في كيفية استخدام السلاح وتصنيع العبوات، بالإضافة لاعترافهما بارتكاب العديد من العمليات الإرهابية في الفترة الماضية.

حيث اعترفا باغتيال أحد أمناء الشرطة بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية وإصابة آخر بمنطقة سيدى جابر بالإسكندرية، وإضرام النيران بعدد من أبراج وأكشاك ومحولات كهرباء الضغط العالى بمراكز "أبو حماد، بلبيس، والزقازيق" بمحافظة الشرقية وكبائن التليفونات بقسمى ثان المنتزه والرمل، ومكاتب البريد بمنطقة الهانوفيل، وأتوبيسات النقل العام بقسمى (الرمل ثان، منيا البصل)، وسيارات نقل أسطوانات البوتاجاز بدائرة قسم الرمل، والقطارات بقسمى ثان الرمل، والمنتزه بمحافظة الإسكندرية، ومركز "أبو كبير" بمحافظة الشرقية، بالإضافة إلى تفجير عبوات ناسفة بشريط السكة الحديد بمركز بلبيس، وعدد من خطوط الغاز الطبيعى "طريق مصر / الإسماعيلية، طريق بلبيس / العاشر من رمضان، وأتوبيسات شرق الدلتا بمحطة أتوبيس العاشر من رمضان، وماسورة مياه الشرب بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، وزرع عبوات ناسفة بعدد من فروع البنوك الأجنبية بدائرة قسمى أول وثان المنتزه، وأحد المحال التجارية بدائرة قسم شرطة باب شرق، والشركة الشرقية للدخان بدائرة قسم شرطة محرم بك، والمحاكم بدائرة قسم شرطة المنشية، والمنشآت الشرطية "قسم أول المنتزه، ونقطة شرطة الورديان " قسم شرطة باب شرق" بمحافظة الإسكندرية.

كما اعترفا بإطلاق أعيرة نارية على مقرى البنك الأهلي بفرعى السيوف، والإمارات دبى الوطنى بدائرة قسم شرطة ثان المنتزه.

وأشارت المعلومات إلى استئجار المتهمين مخزنًا بمحافظة الإسكندرية، حيث تم استهدافه وضبط 52 بندقية آلية، و5000 طلقة آلية، والعديد من العبوات المتفجرة، والصدارى الواقية.

كما تم تحديد مصنعين بمحافظة الشرقية مملوكين لأحد عناصر ذلك التنظيم يستغلهما في تصنيع وتخزين العبوات المتفجرة، وقد أسفر تفتيشهما عن ضبط 54 عبوة معدة للتفجير، والعديد من الدوائر الكهربائية، والمواد الكيميائية التي تستخدم في تصنيع تلك العبوات.

وعند هذه النقطة تحديدًا انتهى بيان وزارة الداخلية المرسل للصحفيين والإعلاميين دون أن يسرد معلومات أكثر عن هذا التنظيم وتشكيلاته وخططه المستقبلية التي كانت بحوزة عناصره أثناء القبض عليهم.

حقيقة التنظيم
العملية التي أشارت لها وزارة الداخلية في بيانها الإعلامي كانت من الوزن الثقيل فتنظيم "جند أنصار الله" الذي أعلنت الوزارة القبض على 21 من عناصره هو تحالف من عدة تنظيمات على رأسها جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة وأنصار بيت المقدس وأجناد مصر وضم أعضاء من حركة "حماس".

القبض على هذا التنظيم يعد أكبر عملية أمنية قام بها جهاز الأمن الوطني منذ بدء الصراع مع جماعة الإخوان.

وكانت التحريات قد كشفت أن جماعة الإخوان قامت بعقد تحالف مع تنظيم القاعدة وأنصار بيت المقدس وأجناد مصر وعناصر من حركة حماس بهدف توجيه ضربات إرهابية إلى مصر في سيناء والقاهرة والمحافظات الكبرى.

شعار التنظيم
المعلومات تؤكد أن التنظيم الجديد صمم شعارًا جديدًا خاصًا به بديلاً عن شعار جماعة الإخوان، وكان هذا الشعار عبارة عن سيفين يتوسطهما علم القاعدة وبين مقبضي السيفين كلمة "وأعدوا".

تخزين الأسلحة
قام هذا التنظيم بتخزين الأسلحة والمتفجرات داخل سراديب أسفل بعض المساكن المملوكة لأفراده في محافظات البحيرة والغربية والإسكندرية والقاهرة وغيرها من المحافظات.

وحينما تم الحصول على إذن نيابة أمن الدولة العليا تمت مداهمة الأماكن الخاصة بالتنظيم وتم إلقاء القبض على 21 عنصرًا من أهم قيادات الجيل الثاني "الوسيط" في الإخوان لم تكن معروفة من قبل، وقيادات من القاعدة وأنصار بيت المقدس.

وكانت كميات الأسلحة المضبوطة وبراميل المتفجرات هي أضخم كمية تم ضبطها، فوفقًا للتقديرات الأمنية فإن كمية الـ tnt كان من شأنها أن تمحي من الوجود مدينة دمنهور أو مدينة طنطا، وكانت الكمية أكبر مما يتوقع أي أحد في أي جهة أمنية في مصر.

اصطياد الفئران
اشتركت في عملية القبض على عناصر التنظيم قيادة أمنية كبيرة من جهاز الأمن الوطني مع فريق تم تجهيزه من المباحث الجنائية في المحافظات التي تمت مداهمة أوكار هذا التنظيم فيها وقد تم دعمهم بقوات مكافحة الإرهاب.

تفاصيل التنظيم
البيان الذي صدر من اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية لم يشرح كل الأبعاد المتعلقة بهذا التنظيم لأن الإعلان جاء بعد يومين من الحادث الإرهابي الذي استهدف قسم العريش ثالث، علمًا بأن القبض على هذا التنظيم جاء قبل عملية تفجير القسم، وكانت عملية تفجير القسم انتقامية للرد على القبض على قادة التنظيم.

ووفقًا للمعلومات فإن مجموعة من فلول هذا التنظيم الذين لم يتم القبض عليهم هم من قاموا بتفجير قسم العريش ثالث.

وكانت رغبة وزارة الداخلية تتركز في عدم الإعلان عن ضخامة التنظيم المقبوض عليه حتى لا تثير قوة التنظيم وقوة أسلحته الخوف لدى المواطنين.

لذلك جاء بيان القبض مقتضبًا ومختصرًا، لكن في الحقيقة عملية القبض على عناصر هذا التنظيم هي أكبر عملية قام بها جهاز أمني في الـ 20 عامًا الأخيرة.

فهذا التنظيم يتفوق من حيث الأعداد والتدريب على تنظيمات شبيهة سابقة مثل تنظيمات "العائدون من أفغانستان" والسلفية الجهادية الذي كان يترأسه الشيخ فوزي السعيد، وتنظيم "العائدون من ألبانيا"، وكل التنظيمات التي ألقي القبض عليها طوال العشرين عامًا الأخيرة.

ووفقًا لخبراء أمنيين فإن توجيه هذه الضربة لهذا التحالف الإرهابي سيتسبب في انهيار تنظيم الإخوان في مصر، إذ كان التنظيم الدولي للجماعة يراهن على هذا التحالف ويرتب أموره على نجاحه في توجيه ضربات تؤدي إلى انهيار مؤسسة الشرطة وإجهاد الجيش المصري إجهادًا كبيرًا وإدخال مصر في أزمات اقتصادية طاحنة تمنعها من استكمال مسيرتها الاقتصادية بنجاح.

خطط التنظيم
وفقًا للأوراق المضبوطة بحوزة قادة هذا التحالف الإرهابي فإنه كان يخطط لتوجيه ضربة قاصمة لمشروع قناة السويس الجديدة وكان ينتظر انتهاء عمليات الحفر ليقوم عناصره بتفجير المشروع بأعمدته بكسوته الخرسانية، وهو ما كان يعني أن يبدأ العمل في المشروع من نقطة الصفر وربما يقضي على إمكانية إعادة الحفر مرة أخرى وإمكانية رد قيمة السندات الملوكة للمواطنين الذين ساهموا في مشروع القناة.

وكشفت الأوراق أيضًا أن على رأس الضربات التي كان ينوي هذا التحالف القيام بها، تفجير مبنى دار القضاء العالي بشكل يترتب عليه انهياره بشكل كامل، وتفجير معهد أمناء الشرطة الذي تنعقد به محاكمات الإخوان.

خطط الاغتيالات
ومن بين الأوراق التي ضبطت بحوزة التنظيم خطط خاصة باغتيال عدد كبير من رجال القضاء وعلى رأسهم المستشار أحمد الزند والمستشار ناجي شحاتة والمستشار محمد شيرين فهمي خيري.

وضمت الأوراق كذلك خططًا لاغتيال مجموعة من الإعلاميين على رأسهم إبراهيم عيسى ولميس الحديدي ومجدي الجلاد وأحمد موسى وخيري رمضان وتامر أمين وحمدي رزق وعمرو أديب ويوسف الحسيني.

واشتملت الأوراق أيضًا على خطط تفصيلية خاصة باغتيال مجموعة من الإخوان السابقين الذين وقفوا ضد مشروع الجماعة في الفترة الأخيرة.

مدينة الإنتاج الإعلامي
ووفقًا للأوراق المضبوطة فكانت أولى العمليات التي يستهدفها هذا التحالف هو تفجير مدينة الإنتاج الإعلامي والاستديوهات القائمة فيها بشكل كامل، وكان هذا من المستهدفات الرئيسية للتنظيم وفقًا للأولويات التي حددها التنظيم الدولي للإخوان الذي بارك هذا التحالف وأشرف عليه ودعمه.

وعندما تم إلقاء القبض على بعض قادة التنظيم قام بعض أعضائه الفارين بتفجير قسم ثالث العريش وبرجي كهرباء مغذيين لمدينة الإنتاج الإعلامي كمحاولة لإثبات الوجود والانتقام للقادة الذين تم إلقاء القبض عليهم.

ووفقًا للمعلومات فإن جهاز الأمن الوطني لديه معلومات عن الفارين وبدأ فعليًا في مطاردتهم، في حين تولت نيابة أمن الدولة التحقيق وأمرت بحبس أعضاء التنظيم المقبوض عليهم.

انفراد فيتو
القبض على هذا التنظيم يعد انفرادًا جديدًا يضاف إلى انفرادات فيتو، فمنذ أسبوعين نشرنا حوارًا مع ثروت الخرباوي تحدث فيه عن تفاصيل هذا التحالف الإرهابي وقال إنه يشعر أن قوات الأمن ربما تكون ألقت القبض على بعض قادته ولم يتبق سوى الإعلان رسميًا عن عملية القبض، وهو ما حدث بالفعل الأسبوع الماضي عبر بيان وزارة الداخلية.

"نقلًا عن العدد الورقي.."

الجريدة الرسمية