رئيس التحرير
عصام كامل

سر انتهاء عاصفة الحزم ! «١»


مثلما فاجأ انطلاق عاصفة الحزم البعض فاجأهم أيضا انتهاء هذه العاصفة، ولذلك تعددت وتنوعت التكهنات التي تقترب إلى التخمينات أكثر من استنادها إلى معلومات.. غير أن من كان يتابع بدقة ما يحدث منذ انطلاق عاصفة الحزم كان عليه ألا يفاجأ بانتهاء هذه العاصفة.


فمنذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم، وهى تشمل ضمنا عوامل انتهائها وليس استمرارها لفترة طويلة.. فهي أولا لم تستهدف تصفية الحوثيين والقضاء عليهم وإنما النيل من قدراتهم العسكرية لتحقيق ما يمثلونه من تهديد، وذلك يختلف عن الهدف بالنسبة للرئيس السابق على عبد الله صالح هو وأنصاره حيث الهدف كان استبعاده تماما.

أيضا منذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم كان الموقف المصري واضحا ويتمثل في المشاركة في هذه العاصفة بحرا وجوا وبرا إذا اقتضى الأمر مع السعي إلى حل النزاع في اليمن سلميا وسياسيا من خلال إعادة أطراف الصراع إلى مائدة المفاوضات، أي كانت مصر تضع في اعتبارها أن الحل لن يكون عسكريا في نهاية المطاف.

وهذا يتناقض بالطبع مع ما كان يروج إليه البعض بغير علم وحتى الدقائق الأخيرة التي سبقت إعلان انتهاء عاصفة الحزم حول تطوير هذه العاصفة بدخول قوات مصرية وسعودية أراضي اليمن.. ولذلك منذ سارع هؤلاء للقول إن رفض مصر المشاركة البرية في عاصفة الحزم كان سببا لانتهاء هذه العاصفة، رغم أن السعودية نفسها لم تعلن في أي وقت منذ انطلاق العاصفة أنها يمكن توسعها بريا.. فهي كانت تتحسب أيضا لذلك ولا نريد استدراجها لما قد يحول دون تحقيق أهداف تلك العاصفة ويمثل استنزافا بشريا وماليا لها، وهو ما كان يراهن عليه أعداء العرب ويترقبه الإيرانيون ويدفع إليه علنا الحوثيون، وتجربة السوفيت والأمريكان في أفغانستان فيها الكثير من العبر.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية