الحرق..والخلع..وعلاج التخان !!
بين حرق الكتاب وخلع الحجاب.. وزير ثقافة مصر عنده مشكلة مع ( التخان ).. مشاهد ثلاث تزامنت في الطفو على سطح ماء المجتمع الجاري، أو الذي نريد له أن يجري بعد طول توقف قسري.. كل مشهد من المشاهد كان – للأسف – يديره عقل ولا تديره رؤية، فالعقول في الرءوس كثيرة لكن الرؤية شحيحة وقد تكون نادرة !
- المشهد الأول مرتبط عقلا بالاستجابة الخطأ لدعوة تصحيح الخطاب الديني وتنقية ما في كتب التراث من تشدد يستقوي به الإرهاب ويحتج به في وجه من يعارضه.. قامت الدكتورة بثينة كشك مديرة مديرية التعليم بالجيزة وبعض القيادات التعليمية بانتقاء عشوائي لبعض الكتب من مكتبة مدرسة فضل الحديثة ( مدرسة تابعة للجماعة ) وكانت قد هيأت مسرح عمليات الجريمة وفي حوش المدرسة وضعت عددا من الكتب وأشعلت فيها النيران وهي تحمل العلم المصري وتصورها الكاميرات والموبايلات أمام الطلبة !! هكذا أدت مدير المديرية المسئولة واجبها في مواجهة التطرف والفكر المتشدد، وقدمت الدليل على أنها تؤدي واجبها على أكمل وجه.. السيدة المديرة تصرفت بطريقة القطيع حيث لا منطق ولا رؤية، ومع ذلك دافع عنها الوزير وقال إن نيتها سليمة ولم يكن بقصدها شيء من عملية حرق الكتب.. وزير التعليم وقيادات الوزارة تواجه الفكر المتطرف بالنية السليمة.. أسلوب من خارج الصندوق.. هو ده الكلام !!
صحيح تم تحويل الأمر برمته إلى جهات التحقيق.. لكن أثر عملية الحرق وغياب الرؤية عند من يقومون على تعليم وتربية الأجيال الجديدة لن يزول بعقاب إداري، وستبقي الصورة شاهدة على أزمة قيادات العمل في الوطن.
- المشهد الثاني مرتبط عقلا بالدعوة إلى الحرية لكنه يفتقد إلي الرؤية.. دخل الشوباشي إلى دائرة الضوء ليضع المجتمع فوق صفيح ساخن نحن أحوج ما نكون إلى تبريده في هذا الوقت العصيب ليدعو إلى خلع الحجاب في مظاهرة حاشدة في ميدان التحرير.. الشوباشي وهو يدعو إلى الحرية يمارس الوصاية والتسلط مستخدما نفس القيمة التي يدعو إليها فيبدو متناقضا فيما يقول ويدعو.. ويبدو أن الباحثين عن الشهرة أو الولوج إلى دوائر الأضواء لا يجدون طريقا غير الخوض في قضايا الجنس والدين والدجل والشعوذة التي تستحوذ على عقول قطاع كبير من المشاهدين، ولأول مرة أعرف أن خلع الحجاب يحتاج مظاهرة حاشدة وفي ميدان التحرير بالذات ! ولأول مرة أعرف أن قرار خلع الحجاب يحتاج إذن أو موافقة من السلطة حتى نحشد لها النساء في الميدان.. الذي أعرفه أن ارتداء الحجاب أو خلعه قضية شخصية وقناعة عقدية ولا يملك رئيس أو سلطة أو غاوي شهرة أن يجبر فتاة أو سيدة على ارتداء الحجاب أو خلعه، لذلك فإن المشهد لا يخلو من علامات الاستفهام والتعجب، وأن هذه الدعوة ستنتهي إلى لا شيء، ولكن ما وراءها سيظل شاهدا على أزمة نخبة ترقص على أنغام موسيقي الفتنة !
- المشهد الثالث وزير ثقافة مصر عنده مشكلة مع التخان في وزارته.. والحقيقة أنني لم أكن أعرف أن وزير الثقافة دمه خفيف إلى هذا الحد إلا عندما قال إنه كان بيهزر وبيرطب اللقاء.. وزير الثقافة صرف ذهنه وعقله إلى ضرورة أن تمارس أمينة المتحف الرياضة على السلم صعودا وهبوطا حني تنقص وزنها، وبدلا من الاستماع إلى مشاكل المتحف ورؤية العاملين فيه، وبدلا من تحديد رؤية ثقافية تنجو بالوطن من كمين التراجع والتخلف.. خلق أزمة لا حاجة للوطن فيها
المشاهد الثلاثة تبعث على القلق والخوف على مستقبل الوطن، وهي عينة من مشاهد كثيرة تمرق أمامنا ولا نتوقف عندها وكل ما يربطها هو غياب الرؤية وعدم تحديد الهدف..
m.elazizi@hotmail.com