رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مقابر الإرهابيين في سيناء.. «بيت المقدس» يخصص "جبانات سرية" لدفن قتلاه ويرفض وضعهم في مقابر المسلمين.. أهالي غزة يرفضون دفن أبنائهم في سيناء.. وطبيب بن لادن أشهر المدفونين مع المتطر


ولاية سيناء.. مسمى أطلقه تكفيريو شمال سيناء على أنفسهم، أدرجوا أسفله قواعد ولوائح تنظم حياتهم التي يرونها مثالية للجهاد في سبيل الله، كفروا أهلهم ورفضوا التقارب مع أي ممن عرفوهم قبل انضمامهم لتنظيم بيت المقدس، حددوا حياتهم داخل نطاق جغرافي لا يعيشون خارجه إلا للظروف القصوى.


هذا وهم على قيد الحياة أما بعد قتلهم أو رحيلهم عن الحياة فلا يجوز أن يدفنوا مع باقي المسلمين من أهلهم، هكذا جاءت إحدى أهم قواعد التنظيم في شمال سيناء.

أسئلة كثيرة طرحت نفسها خلال الأشهر الأخيرة عن طبيعة الحياة القاسية للتنظيم الإرهابي الأخطر في مصر بل والمنطقة العربية بأكملها، كان أهمها أين هؤلاء الأشباح وأين تلك الجثث الخاصة بقتلاهم التي يعلن عنها يوميا من قبل الجهات الرسمية؟ إجابات متناقضة أثيرت كان أبرزها أن من يعلن عنهم هم ضحايا عاديون من الأهالي يسقطون أثناء القصف أو المطاردات من قبل القوات الأمنية، إجابات أخرى منها أن الأمن يتصرف في دفن جثث الإرهابيين بمعرفته، وأن آخرين قالوا إن مشرحة مستشفيات شمال سيناء تكتظ بالجثث المجهولة.

"فيتو" في مغامرة صحفية داخل معاقل الإرهابيين في شمال سيناء توصلت إلى معلومات خطيرة حول طبيعة تعامل الإرهابيين في هذا الملف، كشفت خلالها المعلومات عن مفاجآت خطيرة وضعها المؤسسون الأوائل للتنظيم الإرهابي.
حياة عناصر التنظيم تتلخص في سيطرتهم على مدن رفح والشيخ زويد وذلك منذ سنوات طويلة، خاصة أن القوام الأساسي للتنظيم تشكله عناصر بدوية يعتنقون الفكر التكفيري الذي بزغ في عهد الدكتور خالد مساعد الذي أسس تنظيم التوحيد والجهاد بسيناء عام 2004.

وكانت أهم أفكاره هي تكفير المجتمع والحاكم والدولة حتى كفروا أقرب الناس إليهم منهم آباؤهم وأمهاتهم وأشقاؤهم وبدأت العناصر التكفيرية تتخذ لنفسها طريقا وعزلة عن المجتمع وعن عائلاتهم فحرموا على أنفسهم طعام ذويهم باعتبارهم كفارا وأكلهم ومشربهم من الحرام وكل خصائص حياتهم.

العناصر التكفيرية منعزلون عن المجتمع في كل أشكال الحياة فيؤدون الصلاة بعيدا عن الناس وفي أماكن خاصة ولا يصلون مع باقي المسلمين باعتبارهم كفارا كما يتناولون الطعام مع بعضهم البعض بعيدا عن المجتمع وكذلك يدفنون عناصرهم التكفيرية في مقابر خاصة بهم بعيدا عن مقابر المسلمين العاديين باعتبار مقابر المسلمين مقابر كفار لا يجوز للتكفيريين دفن موتاهم بها لذلك اتخذوا لأنفسهم مقابر في أماكن بعيدة عن المقابر المتواجدة بمدينتي رفح والشيخ زويد.

استمرت هذه الظاهرة لسنوات حتى احتدمت المعارك بين القوات المسلحة والشرطة من جانب والعناصر التكفيرية بعد ثورة 25 يناير عام 2011 حتى ظهرت للجماعات التكفيرية مقابر خاصة بها يطلقون عليها مقابر الشهداء خصصها التكفيريون لأنفسهم.
تتركز المقابر الخاصة التي أسسها أو اختارها التكفيريون في قريتي الجورة والعبادي جنوب الشيخ زويد حيث خصصوا مكانا في الخلاء الصحراوي واعتبروه مقابر للشهداء والمجاهدين، كما تجيز هذه الجماعات لنفسها دفن قتلاها في أي مكان برفح والشيخ زويد إذا لم تستطع الوصول لمقابرها حال اشتداد الحملات الأمنية فيقوم عناصر هذه الجامعات بدفن قتلاهم بأية منطقة صحراوية باعتبارها أرض الإسلام وأرض ولاية سيناء، ونوع التنظيم مقابره فمنها من هي للعاديين من عناصر التنظيم وأخرى لقياداته.

حيث كشفت المعلومات أن هناك مقابر سرية خاصة بهم لا يعلمها أحد وهي مخصصة لدفن قيادات تنظيم بيت المقدس. 

هذا النوع الجديد من المقابر تم الكشف عنه بعد مهاجمة الجيش لأهم وأخطر معاقلهم بقرية الفليتات جنوب الشيخ زويد، حيث عثر على نفق تحت الأرض تبين أنه مقبرة سرية لتنظيم بيت المقدس وعثر بداخله على 7 جثث حديثة لقتلى تنظيم بيت المقدس مدفونين بمقبرة سرية تحت الأرض خصصتها الجماعات التكفيرية في قرية الفيتات التي اعتبروها نواة الولاية الإسلامية الجديدة لهم في سيناء.

وفي مقابرهم العادية اضطرت الجماعات التكفيرية خلال الفترة الماضية إلى دفن أعداد كبيرة من عناصرها قبل أن تنبش عناصر خاصة في سرية تامة الرمال لتكتشف وجود بعض الجثث التي دفنتها عناصر بيت المقدس لقتلاهم خلال الفترة الماضية وتبين أن العديد من قتلاهم بينهم أجانب وفلسطينيون من قطاع غزة تم دفتهم بمقابر التكفيريين بالشيخ زويد.

واقعة أخرى سببت أزمة للتنظيم ظهرت حينما قُتلت عناصر فلسطينية عديدة من قطاع غزة كانوا يقاتلون مع تنظيم بيت المقدس، على أيدي القوات المسلحة، وحاولت قيادات التنظيم الإرهابي دفن العناصر الفلسطينية في سيناء إلا أن الأهالي اعترضوا على دفن أبنائهم بمقابر التكفيريين بالشيخ زويد فاضطرت العناصر التكفيرية إلى نقل جثامين الفلسطينيين القتلى إلى قطاع غزة عبر الأنفاق لدفنهم بالجانب الفلسطيني وقد تم رصد العديد من هذه الحالات التي يتم فيها نقل قتلى تكفيريين فلسطينيين إلى غزة عبر الأنفاق.

متابعون لتحركات التنظيم بالشيخ زويد أكدوا أن العناصر التكفيرية عندما يسقط لها قتلى يسارعون في إجلاء الجثث من مكان الحادث وسرعة دفنهم وإخفاء جثثهم من أي مكان تسقط فيه لتجنب انخفاض الروح المعنوية لعناصرهم ويقوم قيادات التنظيم في سرية وبسرعة كبيرة بإجلاء قتلاهم ودفنهم ولأحيانا تضطر العناصر التكفيرية لدفن لأشلاء جثث لهم من جراء قصفها بالطيران الحربي فيقومون بدفن أشلائهم في أقرب منطقة رملية خاصة لأن لهم طقوسا خاصة بهم في تشييع جنازاتهم وأثناء دفن قتلاهم ويتزوجون دائما من داخل دوائرهم الضيقة فإذا قتل أحدهم من العناصر التكفيرية يسارعون في الزواج بأراملهم وأحيانا يتزوج التكفيري الواحد بأربع سيدات أرامل في وقت واحد.

أما أشهر قيادات تنظيم بيت المقدس التي سبق دفنها في مقابر الشهداء طبيب أسامة بن لادن الذي هرب من السجون المصرية خلال ثورة 25 يناير عام 2011 وتوجه إلى سيناء واشترك في تنظيم بيت المقدس في عمليات عديدة بل كان طبيب بن لادن يقوم بإلقاء خطب جهادية وتكفيرية على عناصر عديدة بأحد مساجد الشيخ زويد بقرية التومة حتى تأكد مقتله خلال مواجهات سابقة مع الجيش وتم دفنه فيما يطلقون عليه مقبرة الشهداء الخاصة بالتكفيريين بقرية الجورة بالشيخ زويد.

وكذلك حسين محارب الشهير بأبي منير شيخ التكفيريين بسيناء عندما قتل العام الماضي على يدي أحد ضباط القوات المسلحة لم يتم دفنه بمقابر المسلمين بالشيخ زويد وإنما دفن بمقابر التكفيريين.
أحد عواقل مدينة الشيخ زويد، رفض ذكر اسمه، أكد أن عناصر بيت المقدس عندما تتحرك في مهمة إرهابية ضد الجيش ترافق عناصرها دائما سيارة ربع نقل يقودها 3 عناصر متخصصين فقط في إجلاء جثث قتلاهم من أي معارك وشوهدت هذه السيارات دائما ترافق عناصر التنظيم تحسبا لسقوط قتلى من عناصرهم وعلى الفور حال سقوط قتلى تقوم هذه السيارة بسحب قتلاهم من المكان لسرعة دفنهم وإخفائهم عن عيون المواطنين تجنبا لانخفاض الروح المعنوية لعناصر التنظيم.

وأضاف أن عناصر بيت المقدس تقوم بدفن عناصرها أمام مقابرها ناحية قرية نجع شباه جنوب رفح أو بقريتي الظهير أو الجورة جنوب الشيخ زويد ويقوم قيادات التنظيم بإقامة خطبة على الميت تدعى خطبة الموت ولا تؤدى العناصر التكفيرية صلاة الجنازة على قتلاها بالمساجد العادية لأنهم يعتبرون هذه المساجد مساجد كفار ويقومون بصلاة الجنازة وخطبة الميت في العراء ثم يدفنون قتلاهم.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية