تضارب آراء الخبراء حول آثار غرق ناقلة الفوسفات بنهر النيل.. «الناظر»: الفوسفات لا يذوب في الماء ولا خطورة منه.. «نور الدين»: يؤثر على التنوع البيئي وتكاثر الأسماك.. وأستاذ ري: يضر
تضاربت آراء الخبراء حول الآثار الناتجة عن حادث غرق ناقلة نيلية محملة بـ 500 طن فوسفات إثر اصطدامها بأحد أعمدة كوبري دندرة العلوي بقنا، فالبعض أكد عدم خطورة الفوسفات على صحة الإنسان بينما أكد آخرون تأثيره على الكبد والكلى
البيئة: الفوسفات لا يذوب بالماء
قال الدكتور خالد فهمي وزير البيئة، إن الوزارة حريصة على التأكد من عدم تأثر سلامة مياه النيل بحادث غرق الناقلة المحملة بـ 500 طن فوسفات، من خلال أخذ عينة كل 3 ساعات وتحليلها مشيرا إلى أن الفوسفات لا يذوب في الماء وكان محملا في خزانات الصندل.
وأشار وزير البيئة إلى أنه تم تحريك 4 قطع بحرية تابعة للقوات المسلحة من أسوان نحو الموقع، كما تم تحريك حفار تابع لوزارة الري لانتشال الجزء الغارق من الفوسفات، مضيفا أنه تم سحب الوقود الخاص بالصندل قبل غرقه.
وأضاف فهمي أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية ومنها غلق 5 محطات مياه حتى تم التأكد من سلامة المياه وتمت إعادة فتحها فجر اليوم.
"الرى" تؤكد عدم خطورة المياه
ومن جانبها أعلنت وزارة الموارد المائية والري، أن التحاليل التي تمت لمياه النيل في قنا، أكدت أن نوعية المياه في الحدود المسموح بها وأنها لم تصل إلى درجة الخطورة وفقًا للتحاليل، مضيفة أن محطات الشرب بقنا تعمل بكل طاقتها، مع تأكيد الخبراء الفنيين بالوزارة النتيجة السلبية لتحاليل المياه لعدم قابلية حمولة الفوسفات للذوبان في الماء.
وأضافت الوزارة، أن عمليات التحاليل مستمرة بجانب تفريغ الصندل من الوقود والفوسفات بمساعدة القوات المسلحة، فيما أشار الخبراء الفنيون بالوزارة إلى أن النتائج السلبية لأن حمولة الفوسفات غير قابلة للذوبان في الماء.
ووجه المغازى باستمرار حالة الطوارئ لكل الأجهزة التابعة للوزارة في الوجه القبلى، وتواجد كل مسئولى وقيادات قطاع حماية النيل بموقع الحادث، واستمرار عمليات الرصد والمتابعة على مدى الأربع وعشرين ساعة، سواء بالاستمرار في أخذ عينات للمياه، أو بالتنسيق مع كل الأجهزة المعنية ممثلة في القوات المسلحة وشرطة المسطحات المائية وأجهزة محافظة قنا وأجهزة البيئة لحين الرفع التام لحمولة الفوسفات وانتشال الصندل.
لا داعى للقلق
وقال الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق إن خام الفوسفات الغارق في نهر النيل في قنا لا يذوب في الماء ولا خوف منه على مياه النيل ولا حياة الأسماك.
وأَضاف الناظر في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن نتيجة التحاليل التي قامت بها الجهات العلمية المختلفة التابعة لمركز بحوث المياه وغيرها أثبتت سلامة المياه في المنطقة فلا داعي للقلق أو الخوف من شرب مياه النيل.
وناشد الناظر المواطنين بعدم الانسياق وراء أي شائعات تهدف إلى أي بلبلة أو تنشر الخوف من استعمال المياه أو شربها.
تكاثر الأسماك
وقال الدكتور أحمد نور الدين أستاذ الأسماك بالمركز القومي للبحوث: إن إذابة الفوسفات في مياه نهر النيل لا تؤثر على الكائنات الحية، لكنها تؤثر على التنوع البيئى والذي يتمثل في تكاثر الأسماك ونموها وطريقة تغذيتها.
وأضاف نور الدين لـ" فيتو": أن الفوسفات لا يؤثر في مياه الشرب بأى شكل، مؤكدا أنه عنصر يزيد من نسبة الفوسفور فقط، وهو أحد العناصر التي تؤثر على الطحالب في تركيبها البيئى.
وأوضح أن الفوسفات الذي سقط في المياه أمس غير مصنع ولا يؤثر على صحة المواطنين.
وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ استصلاح الأراضي والري بجامعة القاهرة، إن تأثير صخر الفوسفات على مياه النيل ليس خطيرا، لافتًا إلى أن صخر الفوسفات هو المادة الخام التي نصنع منها الأسمدة والمبيدات ولا تزيد نسبة الفوسفور على 12% وذوبانه ضعيف جدا.
وأضاف نور الدين في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن هناك خطورة فقط من الكادميوم الموجود بهذا الصخر فهو يضر بالكلى والكبد، مشيرًا إلى أن محطات المياه قادرة على التخلص منه عبر الفلاتر والأكسدة لترسيبه، بجانب تسبب هذا العنصر في تنمية بعض الطحالب ما يمنع الأكسجين عن الأسماك.