تحذير للأمهات.. القهر والإجبار يصنعان طفلا عنيدا
كثيرات من الأمهات يعانين من عناد الأطفال، وأنهم لا ينفذون إلا رغباتهم فقط، دون أن يصغوا لكلام الوالدين، وتبدأ الأم بالبحث عن حل للمشكلة.
وتقول زينب مهدى معالج نفسى، إن إجبار طفلك على ما لا يريده من أهم العوامل التي تنتج طفلا عنيدا، ولابد أن نوضح أن الطفل لم يولد عنيدا بطبعه، بل إن الله خلق كل إنسان على الفطرة، ولكن العناد يأتي من طريقة تعامل الأب والأم مع الطفل.
وتضيف زينب أن الطفل الذي يتسم بالعناد في كل سلوكياته، هو الطفل المتمسك برأيه، وهو ليس عنيدا، بمعنى أن مصطلح العنيد لابد أن نغيره، لأن كل طفل لديه ثقة بنفسه وتمسك برأيه، فهو بداية لبنية نفسية سليمة.
وتؤكد زينب أن كل أم تشكو أن طفلها عنيد، فهي بذلك تسقط ما بداخلها عليه، لأنها في الأساس هي العنيدة، وهي التي تريد أن تنفذ كلامها، وما تقوله على طفلها، ولكن دون أن تشعر عندما تتبع ذلك تسحب الطفل من الاستقلالية والاعتماد على الذات إلى الخضوع والاتكالية.
وتابعت: "لابد للأم أن توضح للابن كل ما يدور حوله حتى يزيد ذلك من وعيه عن طريق توعيته بأضرار الأشياء ومنافعها، ولكن لو أصر على الضرر فتوضح له أن هذا اختياره، فبذلك الأسلوب سيتراجع من نفسه عن التمسك برأيه، لأنه سيعي أن ما اختاره لنفسه خطأ، وسوف يؤذيه، ولكن لا تجبر الأم طفلها على فعل ما تريد لأن ذلك سوف يؤذيه نفسيا، وسوف تدفعه للتطاول عليها، في المرات القادمة".
وتنصح زينب كل أم بأن تعامل طفلها على أنه إنسان مستقل، وليس تابعا لها حتى يكبر، فشخصية الإنسان تتكون من سن سنتين وحتى 5 سنوات، ففي تلك الفترة لابد لكل أم أن تضع ما تريد في البنية النفسية لطفلها حتى يكون أفضل من غيره، كما يجب تجنب العقاب المستمر للطفل على تمسكه برأيه، لأن ذلك سيعطيه إحساسا بأنه استطاع أن يغضبك، وسيكرر نفس الشيء، كلما منعتِه من أي شيء.
وقالت "مهدى"، إنه لابد للأم أن تتحدث مع ابنها بأسلوب حنون وتتجنب النصائح المبررة، لأن الطفل العنيد في الغالب هو طفل ذكي، وسيعلم أن أمه تتحدث معه حتى يتجنب مضايقتها وبالتالي سيفعل عكس ما تريد.