رئيس التحرير
عصام كامل

بالأدلة.. مصر الرابح الأول من حرب اليمن !


ماذا حدث إذن الأسابيع الماضية ؟ نقول بدأت السعودية الحرب على الحوثيين باليمن بشكل منفرد بتنسيق خليجي كامل مع إبلاغ أمريكا ثم مصر قبيل العملية مباشرة.. مصر التي قال رئيسها إن أمن الخليج من أمن مصر وهو خط أحمر ثم قال مقولته الشهيرة "مسافة السكة" كان من المستحيل عليها أن تمتنع عن المشاركة خصوصًا أن البديل الإخواني اليمني جاهز لقبول الشراكة مع السعودية باليمن ولو مصر خارج المعادلة لتمددت الشراكة مع الإخوان من اليمن إلى خارجه !


كان الموقف المصري سريعًا بالمشاركة في "عاصفة الحزم" خصوصًا أن تركيبة التحالفات الدولية والإقليمية تتبدل وبلغت ذروتها بالإعلان عن الانتهاء من تفاصيل الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا والغرب، وهو ما يعني الوصول إلى مرحلة الوفاق وليس المواجهة وهو ما يتطلب دورا مصريا متزايدًا أكبر من ذي قبل لكن مصر أرادت منذ اللحظة الأولى إبعاد شبح المذهبية والطائفية عن الصراع في اليمن وإبقائه في حدود الصراع السياسي الداخلي المتشابك إقليميًا، ولذلك أرسلت مصر إشارات مهمة في هذا الاتجاه كان منها تكريم وزير الأوقاف المصري لداعية شيعي بالكويت وهو ما أشرنا إليه باستفاضة في مقال سابق !

اليوم تتوقف "عاصفة الحزم" بنصف انتصار للسعودية ونصف هزيمة للحوثيين.. فالاتفاق الذي تسرب -إن كان صحيحًا ونعتقد أنه صحيح بعد إفراج الحوثيين عن وزير الدفاع اليمني الأسير- والذي يقضي الاتفاق بتسليم الحوثيين الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والانسحاب من المدن الكبرى وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كلًا -كل-الفصائل في اليمن يعني -أول ما يعني- أن الأسلحة غير الثقيلة وغير المتوسطة لن يتم تسليمها ويعني أيضًا أن الانسحاب الحوثي ليس فوريًا ويعني أيضًا أن الحوثيين شركاء في الحكومة الجديدة وفي طريقهم وفقًا للاتفاق إلى تشكيل حزب سياسي!

مصر كانت الدولة الوحيدة التي كسبت في كل شيء فهي مثلا:
-قالت "مسافة السكة" ولم تتخلف !
-دعت إلى جيش عربي مشترك ولم تتناقض مع نفسها !
-شاركت في العمليات وكأنها موجودة وكأنها أيضًا غير موجودة وبشكل لم يحسب عليها على الإطلاق !
-اتخذت الأزمة فرصة لتعزيز ـ تعزيز وليس الوجود ـ قواتها ووجودها أكثر وأكثر في باب المندب!
- لم تخسر مصر الحوثيين فالحل السلمي -كما هو مسرب- إدارته مصر وبموافقة حوثية كاملة وبوفد جاء إلى القاهرة بعد أن دعا رئيسها إلى الحوار أكثر من مرة وأرسلت وزير خارجيتها سامح شكري أمس الأول إلى السعودية لوضع اللمسات الأخيرة له وقبلت السعودية!

وفي الأخير نقول إن تأكيد ضرورة مشاركة مصر منذ اللحظة الأولى كان صحيحًا رغم هيستيريا البعض وادعاءات لا وزن لها عن أسباب أخرى لمشاركة مصر.. وبقي أن نقول إن من تدخل سياسيًا في اليمن وأوشك على النجاح قادر على تكرار التجربة في سوريا حتى لو كانت أصعب وأكثر تعقيدًا، فاليوم هو يوم القاهرة بلا منازع كقوة معتبرة لها نفوذها في المنطقة عند الجميع !
الجريدة الرسمية