المسئول الفاسد رقم عشرة !!
المسئولون المصريون أربعة أنواع: الأول يأخذ من المنصب وجاهة اجتماعية ويعتبر نفسه سيدا لا خادما للمواطنين يجلس في مكتبه يقضي أيامه مستمتعا بمنصبه لا يفعل خيرا ولا شرا ويذهب كما جاء لا يشعر به أحد، هو مسئول فاسد لأنه أضاع على البلد وقتا وفرصا كثيرة للنهوض والتقدم والأكثر منه فسادا هو النوع الثاني من المسئولين الذي يسخر المنصب لمصالحه الشخصية ويتكسب منه ويتاجر به ويعتبره العزبة التي ورثها عن والديه.
النوع الثالث هو المسئول رقم عشرة وهو أسوأ أنواع المسئولين لأنه يحب أن يكون رقم واحد ومن يعمل معه يكون رقم صفر ولأنه ضعيف لا يثق في نفسه فإنها يختار الأصفار بجانبه حتى يكون هو الظاهر يختار الأضعف منه حتى يكون هو النجم وللأسف معظم المسئولين المصريين كانوا ومازالوا من هذه النوعية يحبون أنفسهم وفقط ضعفاء يحاربون المبدعين يقربون حولهم أصحاب النفوس والقدرات الضعيفة ويستبعدون الأكفاء.
وزير سابق أخبرني عن مسئول مهم حالي أنه من نوعية المسئولين رقم 10 وأنا صدقت واقتنعت بكلام الوزير السابق ليس لأنه كان رئيسا للمسئول المهم الحالي ولكن أيضا لأن الواقع يؤكد صحة كلامه فكل اختيارات المسئول المهم الحالي تتجه إلى الضعفاء إلى الأصفار حينما تعرض عليه أسماء للاختيار منها وكأنه يتعمد اختيار الأضعف والأسوأ.
أما النوع الأخير من المسئولين وهو القليل والنادر والذي نحتاجه بشدة هذه الأيام هو المسئول الذي يعطى للمنصب حقه ويعتبره تكليفا لا تشريفا وأنه خادم للمواطن لا سيدا عليه ويعلي من الصالح العام على مصلحته الشخصية وأنا اعتبر أن الرئيس السيسي يأتي في مقدمة هؤلاء حينما قرر حمل كفنه على يديه والإطاحة بالإخوان والانحياز للشعب ثم توالت قراراته الشجاعة التي يبتغي فيها مصلحة الوطن حتى لو كانت على حساب شعبيته مثل قرارات ترشيد الدعم.
ما فعله الرئيس السيسي أنقذ البلاد من الانهيار ولكنه لا يكفي حتى تعبر مصر إلى بر الأمان وتنهض وتتقدم وسط هذه المخاطر الداخلية والخارجية التي تهدد الأمن القومي، فالرئيس السيسي الآن يتحمل أخطاء المسئول رقم عشرة، ومصر اليوم في حاجة إلى المسئول رقم 11 الذي يحب أن يكون "رقم واحد" ومن يعمل معه رقم واحد مثله يبحث عن الأقوياء المبدعين يجمعهم حوله، يستقوي بهم يحب أن يكون نجما وسط النجوم وليس أعور وسط العميان.
egypt1967@yahoo.com