رئيس التحرير
عصام كامل

مرسى يُلهى الشعب!!


فكرة هذا المقال راودتنى بعد تولى د.مرسى الحكم بأسبوع، تحديدًا يوم 8 يوليو2012  حينما أصدر قراره بعودة مجلس الشعب, حيث كتبت فى حينه: "إن هذا لن يكون آخر قرار صادم للرئيس"، وتوقعت قرارات كثيرة قادمة تُدخل كل مؤسسات الدولة والشعب المصرى فى دوامات وأزمات مستمرة، وقد كان وتحقق ما توقعته، وما زال وسوف يستمر, أصبح لدى قناعة أن جماعة الإخوان وضعت د.مرسى فى الحكم حتى يُلهى الشعب عن خططها بإذابة مصر فى الجماعة, أعترف أننى حزين جدًّا وأنا أكتب هذا الكلام، وليس من السهل علىّ كتابته، وكنت أتمنى ألا أفعل، ورغم أن الفكرة فى ذهنى كما ذكرت منذ ثمانية أشهر، إلا أننى كنت أحاول تكذيب نفسى وتأخير كتابة المقال ربما أكون مخطئًا, ولكن كل كلمة وكل حركة وتصرف، وكل قرار للرئيس، بداية من قرار عودة مجلس الشعب حتى حواره التليفزيونى الأخير فى الثانية صباحًا، مرورًا بخطابه أمام الاتحادية، ثم خُطبه وصلاته فى المساجد والمناسبات المختلفة، وإعلاناته الدستورية، ولقاءاته داخل مصر وخارجها، ومشاكل أبنائه مع رجال الأمن والتعيين، وكذلك حواراته الوطنية، كل هذه الأمور أثارت جدلًا مقصودًا فى وسائل الإعلام والشارع، حتى ينشغل الشعب عن خطة الجماعة فى فرض سيطرتها على الدولة، وتمكنها من مفاصلها، والغريب أن الرئيس يتراجع مثلًا عن تعيين نجله فى وظيفة حكومية براتب 900 جنيه قد تكون من حقه مثل أى شاب فى مصر، ولا يستطيع إلغاء قرار لرئيس قطاع الأدوية الإخوانى عن تعيين اثنين من أبناء أشقائه فى وظائف ليست من حقهما وبآلاف الجنيهات، أو لا يتراجع الرئيس نفسه عن إقالة نائب عام تم تعيينه بقرار باطل تسبب فى تمزق السلطة القضائية، أو حتى فى إلغاء قرار لمحافظ كفر الشيخ الإخوانى بتعيين مدرس جغرافيا إخوانى مستشارًا له لمكافحة الفساد بأربعة آلاف وخمسمائة جنيه فى غير أوقات العمل الرسمية، وكذلك غيره من المحافظين الذين أصدروا قرارات باطلة لصالح أعضاء الجماعة، تسببت فى إغلاق وإحراق مبانٍ حكومية, كل ذلك يؤكد أن وجود محمد مرسى على كرسى الحكم هو فقط لإلهاء الشعب عما تفعله جماعة الإخوان بالبلد، حتى فى الوقت الذى كان العالم كله يشاهد رئيس حزب النور أثناء الحوار الوطنى وهو يقدم للرئيس كشفًا بأسماء مَن تم تعيينهم من الإخوان فى الجهاز الإدارى للدولة، لم تتوقف الجماعة عن أخونة الدولة، حتى ولو مؤقتًا لعدم إحراج الرئيس، والله إننى أكتب هذا الكلام وأنا فى غاية الحزن، وأتمنى أن أكون مخطئًا فى تحليلى هذا؛ لأنه يتناول رئيس مصر التى أشرف بالانتماء إليها، وإهانته إهانة لى ولمصر والمصريين أمام العالم, وكأن الإخوان غير مدركين أننا فى كارثة، والسفينة على وشك الانهيار، وتحتاج إلى خبراء مهرة يساعدونها على النجاة، لا إلى من يُعجل بإغراقها, وربنا يحفظ مصر وشعبها من الغرق، اللهم أمين.


egypt1967@yahoo.com

الجريدة الرسمية