وطنية اللواء "وصفى"
لأن الجيش أطهر وأنقى مؤسسة وطنية، مهمته المقدسة هى حماية أرض وبحر وجو مصر، فيقوده {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}، هم خير أجناد الأرض، حماة الأرض والعِرض والشرف، تسرى الوطنية فى عروقهم مسرى الدماء.
شاهدت اللواء أحمد وصفى - قائد الجيش الثانى الميدانى- فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى بورسعيد، يفخر بشعب المدينة الباسلة؛ لأنهم من قاموا بحماية بورسعيد وليس الجيش، وأنه لم يتم سماع صوت أى سيارة إسعاف قبل صدور الحكم فى مذبحة بورسعيد حتى نهاية اليوم، وعدم حدوث اشتباكات أو أعمال عنف فى المدينة الباسلة، وأن الهدوء كان سيد الموقف.
وأبكانى اللواء وصفى عندما قال: "وحق لا إله إلا الله، إن مصر لا تستحق ما يُفعل بها"، كانت كلمات الرجل تقطر وطنية وإخلاصًا شديدًا لمصر، وما يخرج من القلب يستقر فى القلب، وناشد شعب بورسعيد الانخراط فى العمل والإنتاج والاستثمار، ووعدهم – وهو صادق تماما- برفع مطالبهم وتحقيقها، وأكد أن الجيش ليست وظيفته تأمين المدن، وليس بديلًا عن الشرطة ، وناشد أهالى المدينة الباسلة بالاستمرار على العهد بحماية مدينتهم؛ ليتفرغ الجيش لمهمته المقدسة فى حماية الوطن وحدوده.
وعندما هتف الأهالى "نحن بكم"، قال القائد - ليس كل رجل يستحق هذا اللقب العظيم - "بل نحن بكم"، ليثبت أن ولاء الجيش الثانى الميدانى والقوات المسلحة لمصر ولشعبها.
لقد أديت خدمتى العسكرية ضابطًا فى قوات المظلات منذ ثلاثين عامًا، ولدى إيمان راسخ ويقين شديد أن العقيدة القتالية لجيشنا هى القتال بشراسة حتى تحقيق النصر، والفرح بنيل الشهادة فى سبيل الله، وهو ما لمسته فى حديث القائد بحق اللواء أحمد وصفى.
مصر قوية بجيشها، بأطهر مؤسسة وطنية، وتحية من القلب لكل قائد وضابط وجندى فى قواتنا المسلحة الباسلة، وتحية من القلب لكل شهداء جيشنا العظيم فى يوم الشهيد، وتحية خاصة لقائد الجيش الثانى الميدانى اللواء أحمد وصفى.