رئيس التحرير
عصام كامل

شيشة المدرسة..وكتاكيت المصنع !


تداولت وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الماضية واقعتين تم إظهارهما على أنهما جديدتان على المجتمع المصري.. الأولى هي اكتشاف محافظ سوهاج وجود شيشة داخل إحدى المدارس والثانية اكتشاف محافظ الشرقية سيدة تقوم بتربية " كتاكيت " داخل أحد المصانع.


والغريب أن غالبية الشعب المصري بمن فيهم المسئولون يدركون جيدا أن هاتين الواقعتين عاديتين جدا ولكن تم تداولهما بطريقة غريبة.. هما بالفعل عاديتان لمن يدرك طبيعة الثقافة المتراكمة منذ سنوات طويلة لدينا نحن الشعب المصري.. ولذلك لو قام الإعلام بالتركيز على مثل هذه الأمور لخرج بالكثير من السلوكيات الغريبة والتي هي تعتبر عادية لمن يعيش على أرض الواقع.

فنحن نعلم جميعا بأن هناك مدارس كثيرة يقوم فيها الطلاب بشرب السجاير والمكيفيات مع الأستاذة.. ونعلم أيضا أن هناك الكثير من المؤسسات الحكومية يتم بداخلها تجهيز المطبخ المنزلي..ونعلم أيضا أن التوقيع على كشوفات الحضور والانصراف تتم من خلال أشخاص لم يحضروا أو ينصرفوا من أماكن عملهم..فتسمع من يقول:" وقعلي النهاردة حضور يا فلان علشان أنا مش حقدر أجي الشغل".. وإذا تحدثنا على الصعيد بشكل خاص بصفتي أحد مواطني هذا القطاع لن تجد سوى القواعد العرفية وجبر الخواطر والعشم و"دي عندك ودي عندي" التي تسيطر على غالبية الأعمال في المؤسسات الحكومية..!!

ولذلك يجب أن نكون واضحين مع أنفسنا ونعترف بأن المشكلة الأساسية ليست في قيام المدرس بشرب الشيشة داخل المدرسة.. أو موظفة تقوم بتربية "كتاكيت" أو حتى قامت بشرائهم وتركتهم على مكتبها داخل أحد المصانع..لأن هذا الذي شاهدناه بالصوت والصورة يعتبر قليلا من الكثير جدا مما هو موجود داخل القطاع الحكومي في الدولة.

المشكلة تتمثل في ثقافة متراكمة..لا أحد يمكن أن يقوم بتغييرها بين يوم وليلة..مثلما هو الحال في ثقافة عدم احترام أي قواعد مرورية..أو ثقافة "انت مش عارف بتكلم مين".. أو ثقافة لازم تشوفلك واسطة علشان تعمل محضر في قسم الشرطة أو تطلع شهادة ميلاد أو جواز سفر أو أو أو أو...... الخ..!!

ثقافات الشعوب لا تتغير بسهولة.. وتأخذ الكثير من الوقت ولكن الأهم من كل هذا هو استعداد الناس للتغيير..أما غير ذلك فلا داعي للدهشة أو الاستغراب من هذه المشاهد.. وبلاش نضحك على أنفسنا ونعمل نفسنا مندهشين ومستغربين من الشيشة أو الكتاكيت..!!
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية