منع السوبيا والخروب
في بداية عهد مبارك رفعت الحكومة شعار التقشف لمواجهة الأزمة الاقتصادية وتوفير العملة الصعبة فقررت حظر استيراد ياميش رمضان واعتبرت ذلك فتحا عظيما وبداية النهضة الاقتصادية لمصر في حين استمرت الوزارات في الإسراف غير المبرر وكانت النتيجة تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي طوال عهد المخلوع لأن الحكومات المتعاقبة لم تضع سياسات اقتصادية حقيقية لتنشيط حركة الإنتاج وجذب الاستثمارات مثلما فعلت دول عديدة في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
ومنذ أيام، قررت وزارة التجارة منع استيراد فوانيس رمضان وتجاهلت مثل باقي الوزارات اتخاذ إجراءات فعالة لها تأثير إيجابي على أرض الواقع باعتبار أن الفوانيس لن تغير من الأمر شيئا سواءً تم استيرادها أو حظرها..فحجم وارداتها يعادل ثمن عدة حفلات عشاء مما تقيمها الوزارات بمناسبة أو غير مناسبة
فبعد المؤتمر الاقتصادي ينتظر المستثمرون من حكومة محلب إصدار قوانين جديدة لإزالة المعوقات أمام الاستثمارات وكان يجب خروجها للنور قبل المؤتمر بوقت كاف لكن الصراع بين الوزارات وغياب الرؤية تسبب في تأجيلها.. وأشك أن تكون هناك تغييرات حقيقية في البنية التشريعية والاقتصادية في ظل استمرار الدولة العميقة ولعبة المصالح.
الكارثة أن الحكومة اعتبرت انعقاد مؤتمر شرم الشيخ هدفا في حد ذاته في حين أن تجارب الدول التي حققت نهضة اقتصادية خلال السنوات الأخيرة اعتمدت على وجود إرادة سياسية للتغيير إلى جانب رؤية محددة ترسم سياسات البلاد لعقود قادمة على مستوى المجالات والقطاعات المختلفة ثم استغلال المؤتمرات في تنفيذ الخطط الواضحة التي تكشف للمستثمر الرؤية بشفافية للوضع السياسي والاقتصادي القادم لهذا البلد.
التجارب الناجحة لم تعتمد على الخطب العنترية وصراخ الإعلاميين "إياهم" في الفضائيات وتصريحات المسئولين الوردية التي نسمعها منذ عقود طويلة ولم نشهد شيئا ملموسا على أرض الواقع.
لكن يبدو أن الحكومة لن تفعل الصعب.. واختارت الأسهل.. وبعد منع الفوانيس سيكون قرارها القادم حظر استيراد السوبيا والتمر هندي والخروب!!!