رئيس التحرير
عصام كامل

هل هاجم السيسي أمس إسلام بحيري ؟!


لم يذهب السيسي لاحتفال الكلية الحربية لطمأنة طلابها والتضامن معهم بعد حادث كفر الشيخ فقط..فالرجل فعلا لا يترك مثل هذه الواجبات لكنه أيضا يقوم بتوظيفها..وفي خطاب الأمس رسائل عديدة..فهم الكثيرون منها كلامه عن القوات المصرية المشتركة في اليمن وأنها لم تتجاوز القوات البحرية والجوية وأن شائعات مشاركة القوات البرية غير صحيحة..وفهم المصريون شكوى السيسي من حروب الجيل الرابع وأنها حرب خطرة يشنها البعض ضد مصر وبتكثيف شديد..


أما الذي أثار لبسا وتداوله الناس كل بهواه ووفقا لما يأمله من السيسي كان كلامه حول الخطاب الديني وتجديده وقد بدا السيسي مصرا عليه غير متراجع عنه..بل بدا أكثر وعيا بالموضوع كله وأكثر من أي وقت مضى..فقد قال حرفيا: "لقد قلت عنوانا ولم أدخل في تفاصيل لكي تقوم بهذا الدور مؤسسات الدولة" لكن السيسي لم يقف عند هذا الحد وإنما أكمل حرفيا: "تقوم بالدور ده بشكل مسئول وبشكل واع"..ثم أكمل يقول: "لكنني وجدت كلام مش لمصلحة القضية دي" لكنه لا يتركها أيضا هكذا حيث يكمل في الاتجاه نفسه: "ده أمر لن يتم بين يوم وليلة..ده عايز جهد مستنير من علماء أفاضل مستنيرين.. لأن القضية دي قضية كبيرة جدا لها سنين طويلة دون أن يتصدى لها أحد"!

لا يتوقف السيسي عند ذلك بل يخاطب من تحصن بالبسطاء فقال: "ما تضغطوش على الرأي العام والناس في بيوتها وتخوفوها..لأن مافيش أغلى من الدين عند الناس" ولكنه أيضا لا يتركها بغير تفسير بل يضيف: "لما قلت خطاب ديني وتجديده كنت أريد التحرك في الموضوع بوعي وبمسئولية وباستنارة وأرجو أن ده يكون واصل لينا كلنا"!

السيسي شدد على ثلاثية الوعي والمسئولية والاستنارة! وكررها في كل جملة تناول فيها الموضوع.. فمن يا ترى الذي تخلى بغير وعي عن مسئوليته ففقدنا الاستنارة ؟ ومن الذي عليه أن يمارس مسئولياته بوعي وباستنارة ؟ هل هو إسلام بحيري ؟ بالطبع لا فإسلام بحيري ليس " مؤسسة " من مؤسسات الدولة.. وفي المقابل لو كانت مؤسسات الدولة ـ الأوقاف مثلا ـ تقوم بدورها فكيف يطالب السيسي بشيء موجود ؟

خطاب الأمس ـ يا سادة ـ إصرار من السيسي على تجديد الخطاب الديني حتى لو بطريقته.. دون النظر إلى أسماء أو أشخاص وإنما ينظر إلى مضمون ما يريده.. ولا نريد منه الآن وفي تلك اللحظة إلا الإصرار على ذلك دون الالتفات لهجوم السلفيين الكاسح على أي فكرة أو مشروع يحمل أي عبارات عن التجديد أو عن الخطاب الديني على السواء !!
الجريدة الرسمية