رئيس التحرير
عصام كامل

خريطة انتشار مرض الفشل الكلوي.. 52 ألف مريض في مصر.. المحافظات الساحلية تحتل المرتبة الأولى والصعيد يتذيل القائمة.. الدولة تتحمل تكاليف العلاج.. والسكر والضغط والتناول العشوائي للأدوية من أسباب المرض


مرض الفشل الكلوى أصبح مشكلة قومية من ضمن الأمراض المزمنة التي يعانى منها المصريون، ويزداد بصورة خطيرة في المجتمع المصري.

ووصل عدد المصابين بمرض الفشل الكلوى إلى 52 ألف مريض بجميع المحافظات وفقا للإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة.


الدكتور حسن العزاوى، مدير إدارة الكلى بوزارة الصحة، كشف لـ"فيتو" خريطة انتشار مرض الفشل الكلوى في مصر، وتأتى أعلى نسبة انتشار للمرض في المحافظات الساحلية.

وأشار إلى أن هناك 52 ألف مريض بالفشل الكلوى، وأكد إصابة العديد من الأطفال الأقل من 15 سنة نتيجة عيوب خلقية في الكلى أو التهابات في الكلى.

وأشار إلى أن الأطفال المسجلين بوزارة الصحة من عمر 7 سنوات إلى 15 سنة هم 700 طفل على مستوى الجمهورية.

وأوضح أن أكثر المحافظات المصابة بمرض الفشل الكلوى هي المحافظات الساحلية منها بورسعيد ودمياط والبحيرة، بينما ينتشر في مطروح بنسبة قليلة وتأتى في المرتبة الثانية محافظات وسط الدلتا كالدقهلية والشرقية والبحيرة والغربية، وتأتى في المرتبة الثالثة محافظات الصعيد. 

وعن نسب الوفيات أكد الدكتور حسن العزاوى أن مصر تحتل المرتبة الأولى في الدول العربية والأفريقية ودول العالم في نسب الوفيات من مرض الفشل الكلوى بنسب تتراوح من 18 إلى 20 % وفي دول العالم 10%.

وأوضح أن عدد مرضى الفشل الكلوى المسجلين بمستشفيات قطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة يبلغ 22 ألفا و300 مريض في قطاع الطب العلاجى حتى بداية 2015 بينما عدد جميع المرضى المسجلين في الوزارة بهيئاتها المختلفة كالتأمين الصحى وأمانة المركز الطبية المتخصصة والهيئات والمعاهد التعليمية والمستشفيات الجامعية أيضا يبلغ 52 ألف مريض.

نسبة الإصابة
وأوضح أن نسبة الإصابة بالفشل الكلوى في مصر مقارنة بعدد السكان تبلغ نصفا في الألف، أي أنه من بين كل 10 آلاف مواطن يوجد بينهم 6 مرضى مصابون بالفشل الكلوى.

وأشار إلى أن هناك 9 ملايين مصري يحملون عوامل خطورة ولديهم مرحلة من مراحل الفشل الكلوى.

وأكد وجود 12 ألف ماكينة غسيل كلوى موزعة بمراكز الغسيل الكلوى في المستشفيات التابعة للوزارة بجميع المحافظات، وعدد مراكز الغسيل الكلوى على مستوى الجمهورية 700 مركز على مستوى القطاعات التابعة للوزارة، وأضاف أن جميع مرضى الفشل الكلوى تصدر لهم قرارات علاج على نفقة الدولة أو يتم علاجهم على نفقة التأمين الصحى.

وأكد أنه لا يوجد مريض كلى ينفق على نفسه، مشيرا إلى أنه يصدر قرار العلاج على نفقة الدولة سنويا ويشمل جلسات الغسيل مع العلاج بمبلغ 19 ألفا و800 جنيه، شاملا الغسيل والأدوية ويجرى المريض 3 جلسات غسيل في الأسبوع.

وأضاف أن إدارة الكلى يقع عليها أيضا مهام الجانب الوقائى حيث تم إنشاء عيادات للاكتشاف المبكر للمرض في المستشفيات ومن المقرر بنهاية 2015 أن تصل عيادات الاكتشاف المبكر إلى 30 عيادة، مشيرا إلى سعي الوزارة إلى أن تكون جميع المستشفيات بها عيادات للكلى للكشف المبكر.

وكشف عن وجود عوامل خطورة تسبب مرض الفشل الكلوى منها الضغط العالى والسكر والسمنة والأنيميا بالإضافة إلى وجود أمراض أخرى مثل الحصوات والعوامل الوراثية ومنها على سبيل المثال ضمور الكلى أو عيوب في المسالك البولية والحالب بالإضافة إلى الأسباب البيئية كتناول الأدوية بطرق عشوائية والمبيدات.

وأكد أن السبب في زيادة نسب الإصابات بمرض الفشل الكلوى هو عدم وعى المواطنين وأخذ الأدوية بدون داع وبدون وصفة من الطبيب، وكذلك كثرة تناول أدوية الروماتيزم والمسكنات والمضادات الحيوية بدون داع وارتفاع الضغط.

أسباب المرض
ولفت إلى أن الإصابة بالفشل الكلوى بمفرده أفضل من وجود أمراض مصاحبة له كالسكر وارتفاع ضغط الدم الأكثر سببا في الإصابة، مشيرا إلى أن الحمى الروماتيزمية عامل من إصابات الفشل الكلوى.

وأشار إلى أن الكلى وظيفتها تنقية واستخلاص السموم والأملاح من الجسم وعند إصابتها بالفشل تتم الاستعاضة عن ذلك باستخدام فلتر لتنقية الدم وترشيح عملية السموم والبكتيريا.

وأكد ضرورة التركيز على التوعية بالمرض والثقافة الصحية وعدم تناول الأملاح بكثرة وتناول المياه باستمرار، مشيرا إلى أن مرض الفشل الكلوى انتشر بصورة كبيرة وتفشى للدرجة التي من الممكن أن يصبح فيها وباء، مشيرا إلى أنه لابد من تضافر كل المؤسسات والجهود حتى لا يتحول لوباء لأن المريض في حال إصابته بالفشل الكلوى يصبح قوة غير منتجة ويصبح عالة على المجتمع.

وأوضح أن هناك نوعين من الفشل كلوى أحدهما حاد أو فشل مزمن وفي حالة الإصابة بالفشل الحاد يمكن أن يتم علاجه سريعا ويجرى الغسيل الكلوى مادام اكتشف في المراحل الأولى، مشيرا إلى أن خدمة الغسيل الدوري مستمرة 24 ساعة في المستشفيات.

وأشار مدير إدارة الكلى بوزارة الصحة أنه كل عام يتم تخصيص مخصصات مالية للإدارة لشراء ماكينات غسيل كلوى جديدة أو إجراء صيانة لها وخلال 2014 تم تخصيص 32 مليون جنيه ونصف المليون لشراء أجهزة غسيل كلوى ووحدات معالجة مياه للمستشفيات.

وأكد وجود سجلات موحدة وملفات لجميع المرضى في جميع المحافظات ويتم توزيع ماكينات الغسيل حسب زيادة عدد المرضى والإحلال والتجديد بالإضافة إلى تنظيم برامج تدريبية للفريق الطبي ليكون على علم بما وصل إليه العلم الحديث.

وأوضح أن إدارة الكلى تضع بروتوكول العلاج المنظم للعمل بمراكز الغسيل الكلوى بالمستشفيات وتجهيز مراكز الغسيل الكلوى وتوفير ماكينات الغسيل الكلوى ووحدات معالجة المياه وتطبيق معايير مكافحة العدوى.

وأشار إلى أن هناك نسبا من المصابين بالفشل الكلوى هم أيضا مصابون بفيروسات الإيدز وفيروس سي وفيروس بي وكل منهم له ماكينات غسيل مختلفة ومحددة بمستشفيات الحميات ويتم عزلهم.

وعما يتردد بشأن انتقال فيروسات الإيدز وسي لمرضى الغسيل الكلوى أثناء إجراء جلسات الغسيل أكد مدير إدارة الكلى أن ماكينات الغسيل لا يمكن أن تنقل الفيروسات المختلفة كالإيدز وسي.

وأشار إلى أنه يطلب من المريض قبل خضوعه للجسلة إجراء تحليلات لتلك الفيروسات لمعرفة موقفه منها وفي حال إصابته بأى فيروس منهم يتم عزله في أماكن مخصصة لهم ويتم إجراء تحليل الفيروسات إجباريا كل 3 شهور.

الجريدة الرسمية