رئيس التحرير
عصام كامل

«القات» وسيلة تسلية اليمنيين في السلم والحرب


وسط الحرب التي يشهدها اليمن، ورغم الظروف المعيشية لازال مضغ القات وسيلة تسلية لم يطرأ عليها أي تغيير في دولة انقلب حالها رأسا على عقب، حتى المعارك تتوقف لتناول القات، والرأي العام يناقش أوضاع بلده في جلسات "التخزين".


وحينما تقل حدة القصف، يضع المقاتلون من الجانبين أسلحتهم الكلاشنيكوف جانبا للاستمتاع بمضغ القات، والرغبة في تناول المنشط الخفيف ساهمت في الحفاظ على قوة تجارة القات في اقتصاد دمرته الحرب من نواح أخرى.

ويقوم المزارعون بقطف "القات"، والتجار يجابهون القنابل لنقله، والمدمنون يفرغون كل ما في جيوبهم لاقتناء كيس من الأوراق الخضراء الناعمة التي يمضغها ملايين اليمنيين يوميا.

ويتراوح ثمن الكيس من 2إلى 14 دولارا بحسب الجودة. ورغم الضربات الجوية التي تقودها السعودية منذ نحو ثلاثة أسابيع بهدف وقف تقدم المتمردين الحوثيين الموالين لإيران فقد زادت رغبة اليمنيين في التنفيس والاسترخاء وهو ما يوفره مضغ القات.

ويعمل واحد من كل سبعة أفراد عاملين في إنتاج وتوزيع القات، مما يجعله أكبر مصدر أحادي للدخل في الريف وثاني أكبر مصدر للعمالة في البلاد بعد قطاع الزراعة والرعي متفوقا حتى على القطاع العام طبقا لتقارير البنك الدولي.

وأغلقت المكاتب والبنوك مما حرم السكان من السيولة المالية لكن لا تزال تجارة القات تشهد رواجا كبيرا في الوقت الذي تحتدم فيه الحرب.

والقات أحد السلع الوحيدة التي لا تزال تتدفق بعد أن تسبب القتال في تدمير البنية التحتية للمياه والكهرباء وإحجام موردي الألبان واللحوم عن ممارسة نشاطهم.

وتصنف منظمة الصحة العالمية القات على أنه "مخدر يؤدي إلى الإدمان يمكن أن يسبب اعتمادا نفسيا من خفيف إلى معتدل"، وتشمل الأعراض النفسية للقات الهلوسة والاكتئاب وتسوس الأسنان.

كما تشير دراسات إلى أن 80 في المائة على الأقل من الرجال ونحو 60 في المائة من النساء وعددا متزايدا من الأطفال أقل من عشرة أعوام يجلسون معظم أوقات الظهيرة لمضغ القات، وهذه الأعداد أعلى من أي وقت مضى.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية