الشعب يريد إسقاط الحجاب !
عندى حساسية مفرطة من التشنجات في هذه الأمور، مش عارف أعراضها إيه بالظبط، خصوصًا أن شعرى لم يبدأ في السقوط، كما أن أسنانى ما شاء الله بتمضغ الزلط، ومطلعليش كمان حبوب في وشى، فمش قادر أحدد أعراض هذه الحساسية المفرطة، لكن السؤال المنطقى: هو ليه لازم يكون فيه تشنجات أصلًا، ولماذا لا نُناقش المواضيع ببساطة وسهولة ويُسر كدة من غير عيون حمرة، وأنياب طويلة، وحناجر مُلتهبة، وهى أمور لا يستفيد منها إلا شريحة بسيطة من المُجتمع، لا تتخطى بأى شكل من الأشكال الصيادلة والعطارين وأطباء البواسير؟!
كُل الحكاية وببساطة شديدة أن واحد طلع علينا في الإعلام من ضمن اللى بيطلعوا علينا في الشوارع والميادين والطرق السريعة، ليُطالب بحتمية عمل مليونية في ميدان التحرير لخلع الحجاب، طيب وماله، خلى اللى مش عاجبها الحجاب تقلعه، إيه المُشكلة في كدة؟ ولماذا نلجأ للتشنجات في مثل هذه الأمور، ونحلف ونستحلف ونستعرض طول أنيابنا وقوة حنجرتنا وحَمَار أعيننا زى ما قلنا فوق؟ يا أخى اللى عاوزة تشارك تتفضل تشارك، واللى عاوزة تنفَّض هي حُرة، لكن المُشكلة بصراحة تكمُن في هيافة الدعوة نفسها، ليه مليونية؟
واحد يقول لى إن المليونيات أصبحت شيئا هايف من زمان؛ بسبب استهلاكها في أمور جسيمة، وأمور تافهة عبيطة على حدٍ سواء، ولم يعُد ينقصنا غير أننا نعمل مليونية خلع الحجاب رخرة، ماشى موافق بجملة الهيافة، بس برضو إيه وجاهة ضرورة الجهر بكدة، يعنى هي حضرتها هاتخلع الحجاب في المليونية، وبعدين ترجع تلبسه تانى بعد انتهاء الفعالية مثلًا؟ لاحظ كمان إن كلمة فعالية دى بتاعة إخواننا النشطاء، ما هى الفعالية دى بتبقى بعد المليونية طوالى طول ما إنت ماشى في سكة الثورة مُستمرة على طول!
المُهم برضو إن حضرة الأخت الفاضلة المُحترمة اللى ناوية تستجيب لدعوة خلع المليونية في الحجاب، يُفترض أنها ستستمر في خلع الحجاب للأبد، يعنى هاتنزل تروح السوق أو المدرسة أو الكلية أو القهوة من غير حجاب بعد كدة، طيب ما تبدأ على طول من بيتهم والنهاردة قبل بُكرة، ليه تستنى لابسة الحجاب كُل دة، وهو كابس على مراوحها وعامل لها قلق وأزعرينة لحد يوم المليونية، هو دة السؤال المُهم في الموضوع الحقيقة، غرض المليونية إيه لما إحنا مُمكن نوصل للنتيجة من غيرها، يعنى هل مُمكن لو المليونية دى جمعت رقما قياسيا من المُشاركات، وليكُن مثلًا خمسين رأسا وأرجوك متستغربش من العدد وتسألنى وإنت بتتذاكى عليّ إيه علاقة الخمسين بالمليونية، طيب هو إيه علاقة العشرة رءوس اللى احتفلوا بذكرى جماعة 6 أبريل بالمليونية أو حتى بوصف المظاهرة وهُما لو دخلوا جمعية هايقبضوها كُلهم الأول بعددهم دة، أهم كُلهم من بتوع هتاف الشعب يُريد، وهو كان هتافا نبيلا في الأول، لكن كُتر استهلاكه خلاه ماسخ، لدرجة أننا وصلنا لأن الشعب يُريد إسقاط الحجاب!
هل العبد لله مع خلع الحجاب؟ يا راجل تف من بؤك، بس تف بعيد عن المليونية، مش خوفًا عليهم، لكن احترامًا لحُريتهم، أى نعم لازم نحترم حُرية اللى عاوزة تخلع الحجاب، ونحترم حُريتها في إنها تلبسه هي أو غيرها، ونحترم حُرية لبس الإستريتش والأستوميك والإسدال والنقاب، آه وربنا، كُل واحدة حُرة في اللى تلبسه، من غير ادعاءات فارغة، وأساليب تجارية ساذجة، ومن غير ما يتفضَّل واحد مُفكر عبقرى لوذعى يعمل لنا الموضوع كبير وخطير ومحتاج مليونية، واللا هو حرمان من المليونيات، واللا محاولة متأخرة للحاق برَكب التغيير تحت شعار كابتن (زيكو) أنا رُكبى حديد؟!
وعندما تكون المُطالبة بقلع الحجاب، زى ما أخونا بتاع المليونية عاوز لمُجرَّد أنه متأذٍ وزعلان من منظر المُحجبات، أو شايف أن الحجاب مش فريضة، أو مش شيك، أو مش مُهم، فهذا أمر مُريع، مش علشان الحجاب في حد ذاته، لكن علشان بعد كدة، وبعد فتح الباب المنيِّل دة، حضرته هايطلع علينا كُل أسبوع بمليونية جديدة، مرَّة يطلُب فيها قلع اللون الأسود، ومرَّة يقول يا جماعة بلاش تلبسوا أخضر، يا جماعة مبحبش الروج البمبى، يا هوانم اقلعوا البالرينا، يا ستات إياكن وطبخ البامية، يا إخواننا مبحبش زيت دابر أملا، يا حبايب ياللا نعمل مليونية نرفض ونستنكر الزيتون الأسود اليع، ونطلُب زيتون كالاماتا جميل.. وهوبا تيتو مامبو.. هوبا إيه؟!