رئيس التحرير
عصام كامل

عاوز تواجه الإرهاب بجد ؟ اقرأ السطور التاليه !


اتركوا الرصاص والقنابل والمدافع لرجال الجيش والشرطة..لكن أنتم كيف تساعدونهم بغير ذلك؟
بالأمس تحدثنا عن صرخة المتحدث العسكري من الشائعات التي تطارد القوات المسلحة وينفي الرجل وبشدة كل المعلومات المتداولة عن دور مصر في عاصفة الحزم..ولمحنا نبرة الأسي بين كلماته من التأثير الكبير للإعلام الإخواني الإلكتروني على الرأي العام في مصر وخارجها..والسؤال وحديثنا فقط للشرفاء من أنصار دعم الدولة المصرية في اللحظة التاريخية الصعبة الحالية ومعها مؤسساتها: هل تريدون حقا الوقوف إلى جانب جيشكم وشرطتكم أم لا ؟ هل تريدون تركهم نهبا لإعلام الإخوان وتكتفون بالصراخ والبكاء أم تريدون بالفعل دعم الجيش بالغالي والرخيص ؟


مطلوب منكم دعم الجيش بالرخيص فقط وهو بعضا من وقتكم هنا على الفيس بوك وغيره من المواقع الاجتماعية فماذا يجري إذن ؟ نقول:

أدرك الإخوان مبكرا أهمية الإعلام الإلكتروني وقبل الانتشار الواسع للمواقع الاجتماعية أسس الإخوان لجانهم الإلكترونية لتوجيه الرأي العام من خلال التأثير على تعليقات الصحف الإلكترونية..فمثلا صحيفة ما تمدح جمال عبد الناصر..عدو الإخوان الأول..ستجد لجانهم الإلكترونية تبدأ بالتعليقات الأولى أسفل الخبر تهاجمه وتسفه منه وهو ما يؤثر قطعا في توجيه مسار التعليقات..بينما العكس لو كان الخبر عن المرشد العام للجماعة حيث ستكون التعليقات الأولى أغلبها مدحا في المرشد وفي الخبر وفي كاتبه بغير الإشارة في الحالتين أنهم من الإخوان..وهكذا !

ما هي اللجان الإلكترونية إذن التي توسع دورها هكذا وعلي كل المواقع ؟ هي عناصر مدربة جيدا على العمل الإلكتروني.. ولنفترض أنهم اختاروا للمهمة مائة شخص.. لو كل شخص تم تكليفه بإعداد 30 صفحة على الفيس بوك لصار لديهم ثلاثة آلاف صفحة يمكنها أن تنشر خبرا واحدا يحمل شائعة محددة في لحظة واحدة فإذا تحول هؤلاء المائة إلى " شيفت " واحد في اليوم لصار لدينا ثلاث " شيفتات " أي تسعة آلاف صفحة تقريبا تستطيع أن تروج لفيديو ما أو لشائعة محددة أو الهجوم على شخص بعينه وإذا تكفلت كل صفحة بالتأثير في الدقائق الأولى على عشرة آخرين ومنهم إلى غيرهم لأدركنا حجم التأثير الكبير!

والسؤال: كيف نكتشف الصفحة المزيفة ؟ هي طبعا صفحة بمعلومات على المشاع..لا فيها عنوان ولا وظيفة ولا صور أصلية ولا يوجد حوار حقيقي بين صاحب الصفحة وأشخاص آخرين حقيقيين يعرفونه معرفة شخصية..هناك من يضع صورا لأشخاص آخرين لا يعرفون شيئا عن الاستغلال السيئ لصورهم وهناك من يضعون عناوين غير كاملة أو وظائف بغير تفاصيل كطبيب أو مهندس مدني وهكذا..

السؤال أيضا: لماذا يتفوقون ؟
الإجابة باختصار: لأنهم منظمون وملتزمون بقيادة واحدة وإن غابت فهم يدركون واجباتهم..فمثلا ـ مثلا يعني ـ لا تجد منهم من يشن حملة منظمة على محمد ناصر أو معتز مطر حتى لو لديهم ملاحظات..لأن أولوياتهم منضبطة ومرتبة ولأنه لا يقبل بتشويههما وهم يدركون أنهم في معركة من أجل الجماعة..أما أنصار الدولة والجيش فلم يتركوا مذيعا واحدا من جبهتهم إلا وشتموه وسبوه ولعنوه..وهذا مثال من بين عشرات الأمثلة وما نقصده ليس النقد..فالنقد مفيد وإيجابي ويصحح الأخطاء..إنما نقصد الحملات المنظمة والإصرار على معارك جانبية ثانوية تجرنا جميعا إلى الخلاف والاختلاف في حين المعركة الأساسية لم تنته بعد..!
الجريدة الرسمية