رئيس التحرير
عصام كامل

الدين للحياة وليس للموت


في أمور العقائد لا تستطيع أن تفرق بين جاهل وعالم فكلا الفريقين يتحدثون في أمور الدين كما تعلموها وبنفس الطريقة. سمعت أحد أساتذة الجامعة في مجلس يجمع مجموعة من زملائنا بالقسم يقص علينا أنه قام بشراء قبر وبدأ يرسم لنا شكل القبر الذي قام بشرائه وحاول أن يثير انتباهنا وخشوعنا وأن يستدمع أعيننا خوفًا ورهبة من ظلمة القبر فبدأ يحكى لنا أنه ما أن تسلم القبر حتى نزل إلى أسفله ونادى الحارس بأن يغلق عليه باب القبر وذلك لكى يلمس بنفسه ظلمة القبر فقال إنه لم ير ظلمة كظلمة قبره هذا وإنه ما أن نزل إلا وكانت درجة حرارة القبر لا تطاق فنادى على الحارس ليفتح له الباب ليخرج.


ورأيت جميع الأساتذة الكبار يقولون سبحان الله وقد أدمعت أعينهم فبدأ يكمل حديثه ويقول كيف لنا احتمال هذه الظلمة وكيف لأجسادنا أن تحتمل حرارة وخنقة هذا القبر عند مثوانا الأخير.

وكأننا عندما نموت سندفن أحياء فما هذا العبث ؟ فكيف يكون الأحياء مثل الأموات ؟ وكأننا نؤمن بأن أجساد الأموات لا تبلى. 
وكأننا توارثنا فكر الفراعنة القدماء فهم حنطوا الجسد ووضعوا في القبر كل ما يلزمه من مأكل ومشرب وأموال لاعتقادهم بعالم آخر بعد الموت سيكون مثل العالم الأول بالجسد والمال وكل أنشطة الحياة.

ومن يتكلمون عن القبر وظلمته قد استنكروا قبر الفنانة صباح والذي جهز لها وكأنه حجرة في فندق خمسة نجوم مع أننى لا أرى الفرق بينهم في التفكير كبيرا.

إن الله أنزل الإنسان خليفة له على الأرض ليعمرها ولكن نحن العرب تناسينا كيف نعمر في أرض الله وانشغلنا بأمور ما وراء الطبيعة مع أن الله خلق الدين للحياة وليس للموت وأوصى الله عباده في كل الأديان بأن يصلحوا من حياتهم ويعيشوها ويستمتعوا بها فصلاح الحياة في البعد عن المعاصى والمعاملات الإنسانية بين البشر بعضهم البعض سيكون صلاحا للآخرة والتي لا يعلمها غير الخالق سبحانه وتعالى. فليتنا نفكر نحن العرب في كيف نعيش الحياة لنا ولأحفادنا.
الجريدة الرسمية