رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «فيتو» في مغامرة صحفية على كرسي متحرك داخل المترو.. إهمال بكل المحطات.. مصاعد ذوي الاحتياجات الخاصة مغلقة في الخط الثاني.. محطات «الأول» غير مجهزة.. والهيئة ترد:


«خصصت الهيئة العامة لإدارة وتشغيل المترو مقاعد لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، برجاء عدم الجلوس عليها» بهذه الكلمات يأتي لك صوت الإذاعة الداخلية لمترو الأنفاق، إذا كنت من رواده، لتذكرك بأن المقاعد الموجودة في جانبي العربة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، لكن إذا كنت من رواد هذا القطار الذي يخترق القاهرة والجيزة والقليوبية يوميًا ستعرف أن آخر ما سيهتم به ذوو الاحتياجات الخاصة في المترو هو «المقعد»، خاصة أن أغلب محطات المترو غير مؤهلة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما أثبتته مغامرة صحفية لمحرري «فيتو» باستخدام كرسي متحرك.


البداية شبرا الخيمة 
وكانت المحطة الأولى لرحلة "فيتو" مع المترو في محطة "شبرا الخيمة"، بداية الخط الثاني للمترو، ورغم اتساع محطة المترو الضخمة التي تحتل جزءا ليس بقليل من ميدان "محمد على" أو "المؤسسة" إلا أنه خلال جولتنا بالمحطة لم يظهر مصعد واحد ليستخدمه أصحاب الكراسي المتحركة، أو كبار السن.

قبل المحطة ببضعة شوارع، جلس أخف المحررين وزنًا ليبدأ زميله في دفعه للتحرك إلى المحطة، وبعيدًا عن الزحام الذي أحاط بالمحطة من اتجاه "أحمد عرابي"، أو عثرات الطريق التي جعلت من مرور المحرر دافعًا زميله مهمة شاقة ترقى إلى التمارين الرياضية، إلا أن الأزمة جاءت مع الرصيف الذي يسبق سلم المحطة حيث توقف المحرران في انتظار "شهامة المواطنين" لبدء الرحلة.

لم يتأخر المواطنون، حيث تطوع عدد منهم لحمل المحرر مع زميله للصعود إلى شباك التذاكر الذي يرتفع عن الأرض بمقدار طابقين، ثم الهبوط مرة أخرى لرصيف المحطة بعد عبور البوابات الإلكترونية.

كلية الزراعة «البوابة مغلقة» 
في المحطة الثانية في خط «شبرا الخيمة – المنيب»، كانت المفاجأة وجود مصعد بالمحطة مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، تخرج به إلي الشارع مباشرة، إلا أن الأزمة بعد استخدام المصعد كانت في أن هناك بوابة حديدية تغلق باب المصعد المؤدي للشارع، ما اضطر المحرران إلى العودة مرة أخرى للرصيف المرتفع بمقدار طابقين، والنزول عبر السلالم بمساعدة المواطنين.  

المظلات «المصعد لا يعمل» 
في رحلة المحررين عبر محطات المترو، استقلا سيارة أجرة للمحطة الثالثة في خط «شبرا الخيمة – المنيب» وهي المظلات، ليفاجأ المحرران حين سألا عن المصعد بأنه لا يعمل، وحين سؤال أحد العاملين بالمحطة يأتي الرد بأن المصاعد موجودة، ولكن لا يتم تشغيلها بسبب استخدام المواطنين الأصحاء لها، ولا عزاء لذوى الاحتياجات الخاصة. واستمرت رحلة المحررين بقطار المترو الذي استقلاه من محطة "المظلات" إلى محطة "الشهداء" ليبدأ الانتقال للخط الأول من المترو "المرج – حلوان"، ولكون محطة مترو "الشهداء" هي محطة «الربط الوحيدة» المتاحة حاليًّا بين الخطين فكان من المتوقع أن يكون هناك مصعد لانتقال ذوى الاحتياجات الخاصة، إلا أن الصدمة كانت في تعامل المواطنين أنفسهم، حيث تجاهل المواطنون وجود المصعد بسبب المسافة المقرر أن يقطعها المعاق من وإلي المصعد، وقاموا بحمل المحرر إلي رصيف «حلوان» حيث يبدأ الجزء الثاني من الرحلة. 

السيدة زينب «السلالم المتحركة» 
أولى محطات الخروج في الخط الأول لمترو الأنفاق كانت «السيدة زينب»، وهي المحطة التي تخدم عددا من الكليات العملية إلى جانب عدد من المستشفيات منها «أبو الريش» للأطفال، و«57357» لسرطان الأطفال، المحطة مجهزة بالسلالم المتحركة إلا أنه لدى سؤال المحررين عن مصعد بسبب عدم مناسبة السلالم المتحركة للكرسي المتحرك كانت الإجابة «غير موجود». 

الملك الصالح «مرارة العبور» 
استقل المحرران سيارة أجرة للمرة الثانية إلى محطة "الملك الصالح" حيث كانت المحطة الموجودة فوق الأرض لا تحتاج إلي مصعد، رغم عدم تجهيزها للمعاقين، إلا أن ارتفاع 4 درجات فقط عن الأرض ليس كارثة، وكانت الأزمة التي واجهتنا هي العبور للرصيف الثاني الذي لا يتم سوى بجسر داخل المحطة لا يمكن لمعاق صعوده بالكرسي المتحرك، أو نفقًا يمر من خارج المحطة إلى الجهة المقابلة تحتها. 
سعد زغلول 
عبور الجسر كانت موكلة بـ«شهامة المواطنين» الذين حملوا المحرر إلي الرصيف المقابل، لتبدأ رحلته لمحطة جديدة على الخط الأقدم من خطوط المترو، ولكن هذه المرة كانت المحطة «تحت الأرض» حيث انتهت الرحلة في محطة مترو سعد زغلول وبعد السؤال المعتاد عن المصعد جاءت الإجابة «لا يعمل»، بالإضافة إلي ضيق البوابات.

 جولة ميدانية وتخفيفًا على المواطنين الشرفاء الذين تحملوا «الزميل والكرسي المتحرك»، اكتفت «فيتو» بالرحلة حتى محطة مترو زغلول، إلا أن جولة ميدانية أخرى كان لا بد من القيام بها لرصد كافة المحطات.

 وتبين خلال جولة «فيتو» الميدانية فى محطات مترو الأنفاق، إغلاق المصاعد في الخط الأول «حلوان – المرج» في كل من محطة غمرة وأحمد عرابى وحمال عبد الناصر وسعد زغلول، وعدم وجود مصاعد للعبور بين الأرصفة في كافة المحطات الأرضية، ووجود أكثر من مصعد في الخدمة بمحطة الشهداء. 

وأما بالنسبة للخط الثانى "شبرا الخيمة – المنيب" تبين وجود مصاعد مجهزة فى معظم محطاته لكن يتم إغلاقهم، وتعطل مصاعد محطات المنيب والأوبرا، والمظلات، وعدم وجود مصعد في محطة "شبرا الخيمة"، وتشغيل مصعد "كلية الزراعة" وإغلاق بوابته المؤدية للشارع، وتشغيل مصاعد كل من ساقية مكى وضواحى الجيزة والجيزة وفيصل وجامعة القاهرة والبحوث والدقى ومحمد نجيب والعتبة ومسرة  وروض الفرج وسانت تريزا والخلفاوى، في الوقت الذي تعمل فيه مصاعد كافة محطات الخط الثالث.


الحالة الأمنية
من جانبه، قال أحمد عبد الهادى، المتحدث باسم هيئة مترو الانفاق، إن كل المصاعد بالخطوط الثلاثة لمترو الأنفاق تتم صيانتها بشكل دوري ومستمر ولكن الفترة الأخيرة أصبح تشغيل المصعد يتم بناء على طلب من المواطن لناظر المحطة لمنع أي محاولة لاستغلال هذه الخدمة لتهديد الحالة الأمنية في المترو. 

وأوضح أنه في حالة وجود شخص معاق يذهب المرافق له لناظر المحطة ويتم تشغيل المصعد وذلك خوفا من استغلالها من قبل الإرهابيين، مشيرًا إلى أن محطة شبرا الخيمة على الخط الثانى لا يوجد بها مصعد ولكن هناك برنامجا لتطوير المحطة بشكل كامل سيتم إعلانه قريبا.

وأضاف أن هيئة المترو ستجري خلال الفترة المقبلة عددا من الإجراءات لزيادة مستوى الخدمة المقدمة للركاب سواء معاقين أو غير معاقين.

«لا يوجد اهتمام أصلًا بالمعاقين في مصر» هكذا قال طارق حمزة، ناشط بمجال الإعاقة، مشيرا إلى أنه لا توجد مواصلات مخصصة للمعاقين، ولا يوجد كود إتاحة هندسي مطبق حتى الآن.

وأشار حمزة إلى أنه لا يستطيع الصلاة في أي مسجد لأنه لا يوجد كود "إتاحة" ليصعد للرصيف، لدخول المسجد، وإذا أراد عبور الطريق يجب أن ينتظر أول دوران.

وأضاف حمزة أن الأزمة تظهر بصورة أكبر مع المعاقين العاملين في الدولة، وهو ما يتضح في حالة إحدى الزميلات التي تعمل بوزارة الكهرباء، وتضطر لطلب من زملائها لحملها لعملها، مشيرًا إلى أنه يعمل في بيع "الخردوات" ويضطر في كل مرة يشتري فيها بضاعته من منطقة "الموسكي" السير من منطقة الحسين إلى الموسكي بكرسيه المتحرك، وفي طريق العودة يضطر إلى السير إلى ميدان عبد المنعم رياض لاستقلال الأتوبيس، بسبب غياب كود الإتاحة وليس أمامه بديل سوى استقلاله من بداية الخط.
الجريدة الرسمية