نقص «البيتومين» يهدد المشروع القومي للطرق.. 1200 طن نقص من مادة الأسفلت يوميا.. عقيل: يجب فتح باب الاستيراد.. عادل ترك: الطرق الأسمنتية «البديل».. والرئيس يفوض القوات المسلحة للإشر
يهدد انخفاض الإمدادات من مادة "البيتومين" المستخدمة في رصف الطرق، تنفيذ المشروع القومى للطرق الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما يهدد نقص هذه المادة البدء في مشروعات تنمية محور قناة السويس والمثلث الذهبى التعدينى واستصلاح المليون فدان لعدم استكمال شبكة الطرق، أهم عناصر البنية التحتية لانطلاق التنمية الاقتصادية.
وقال المهندس هانى ضاحى، وزير النقل: "إن النقل اتفقت مع وزارة البترول على توريد كميات كبيرة من البيتومين، والعمل على أن تصبح عمليات توريد هذه المادة أولوية هامة لدى البترول مثل أولويات توريد السولار والبنزين لمحطات الوقود".
وأكد ضاحى أن المشروع القومى للطرق يسير بشكل جيد، مشيرا إلى أن وزارة النقل شكلت لجنة متابعة ومراقبة لأعمال الإنجاز في المشروع.
وقال الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والكبارى، المرشح السابق لتولى حقيبة النقل: "إن فتح الباب لاستيراد البيتومين من الخارج هو الحل لتوفير المادة الخام التي تسببت في تعطيل المشروع القومى للطرق والذي يشمل إنشاء شبكة طرق تصل لنحو 4000 كيلو متر".
وأضاف عقيل أن فتح الباب لاستيراد البيتومين سيقضى على نسبة كبيرة من أزمة تأخر إنجاز مشروعات الطرق، وتبقى فقط مشكلات أخرى بخلاف البيتومين هي نزع الملكيات ومشكلة الخرائط المساحية، وطالب بالضغط على المحليات لسرعة الاستجابة للحكومة لإنجاز المشروع القومى للطرق.
وقال المهندس رمزى لاشين، رئيس الشركة القابضة للطرق والكبارى: "إن مشروعات الطرق ذات تكلفة مرتفعة جدا ولكن لأول مرة تكون المشكلة الأولى ليست مشكلة تمويل، خاصة أن الدولة وضعت الإمكانيات المطلوبة تحت أمر الشركات، ولكن المشكلة في المواد البترولية ومنها البيتومين والمستخدمة في رصف الطرق".
وأشار إلى أن هناك بعض العقبات منها وجود جبال في مسارات الطرق الجديدة وخاصة الطرق الموجودة بالقرب من مشروعات محور قناة السويس، ومنها طريق الشط في عيون موسى، وطريق سفاجا، وعدد من طرق البحر الأحمر.
وأضاف أن الشركات القائمة على التنفيذ بدأت العمل بطرق عدة للتغلب على هذه المشكلة وهى العمل على تخطى مناطق الجبال مع استمرار أعمال النسف لها، وفى الوقت نفسة يتم استكمال تجهيز الطرق، مشيرا إلى أن الشركة القابضة تعاقدت على معدات إضافية لاستكمال المشروع بتكلفة وصلت لنحو 365 مليون جنيه.
وأوضح المهندس عادل ترك، رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى، أن الهيئة تتابع بشكل لحظى معدلات التنفيذ في كافة المشروعات التابعة لها، موضحا أن مشروعات الطرق الجديدة مقسمة بين الهيئة ووزارة الإسكان والمحافظات والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأكد أن ما يخص النقل في هذا الإطار هو 1200 كيلو متر من إجمالي المشروع القومى للطرق، مشيرا إلى أن نسب الإنجاز في الجزء المخصص للنقل ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.
الطرق الأسمنتية
وقال: "إن توريد البيتومين يتم بالتفاهم مع الهيئة العامة للبترول ومع وزارة البترول"، مؤكدا أنه لن يكون العائق لاستكمال المشروع، خاصة أن هناك بديلا تمت تجربته وأثبت نجاحا كبيرا وهو استخدام الأسمنت في الطرق الأسفلتية، وهو أعلى جودة من الأسفلت العادى.
وأشار إلى أن وزارة البترول تعهدت بتوفير كافة الاحتياجات الخاصة من البيتومين لمنع أي أزمة في توافره.
ويذكر أن تأخر إنجاز المشروع القومى للطرق يعطل أهم ثلاثة مشروعات في أجندة الرئيس وهى مشروع تنمية محور قناة السويس ومشروع المثلث الذهبى التعدينى ومشروعات استصلاح المليون فدان بالصحراء، خاصة أن نسب الإنجاز في مشروعات الطرق الموصلة لهذه المشروعات لم تتجاوز 23%، الأمر الذي يعطل الاستفادة من هذه المشروعات ويجعلها معلقة لحين الانتهاء من المشروع القومى للطرق.
وفوض الرئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للإشراف على المشروع القومى للطرق بشكل شبه كامل والعمل على مراقبة معوقات التنفيذ لحلها بشكل سريع ومنع وجود أي معوقات للمشروع، كما فوض المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، لمتابعة المشروع مع الوزراء والجهات المنفذة، وعقد محلب اجتماعات عدة مع المشرفين على المشروع والشركات المنفذة له.
وقال أيمن الشريعى، مدير العلاقات الخارجية والإعلام بوزارة النقل: "إن الوزارة شكلت غرفة عمليات على مدى الساعة لحل كافة الأزمات التي تعرقل المشروع على مدى 24 ساعة".
وأوضح أن الوزارة اتفقت مع الشركات المنفذة على مضاعفة أوقات العمل لتصبح على مدى 24 ساعة بدلا من 12 ساعة فقط.
أما من جانب وزارة البترول وهي الجهة الموردة للبيتومين، فقال الكيميائى عمرو مصطفى، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول، إن الهيئة تواصل ضخ المادة الأساسية في رصف الطرق "البيتومين" إلى وزارة النقل والشركات التابعة لها المختصة برصف الطرق.
وأضاف مصطفى لـ"فيتو" أن الاحتياجات اليومية لشركات رصف الطرق من البيتومين، في الوقت الحالى 3500 طن، في الوقت الذي تنتج فيه الهيئة 2300 طن يوميًا وهو يترك فجوة 1200 طن يتم التغلب عليها بالاستيراد.
وأوضح نائب رئيس الهيئة العامة للبترول أن انطلاق أكثر من مشروع قومى كبير في الفترة الماضية ضاعف كميات البيتومين المطلوبة من وزارة النقل والتي كانت تقدر في السابق ما بين 1000 إلى 1250 طنا يوميًا لتصبح بعد الزيادة، 3500 طن.
ولسد تلك الفجوة أكد نائب رئيس الهيئة العامة للبترول، أن الهيئة استقبلت خلال الشهرين الماضيين 130 ألف طن من البيتومين لخدمة مشروعات الطرق، موضحا أن سعر الطن الواحد 3000 جنيه أي أن التكلفة الإجمالية للكميات المستوردة 450 مليون جنيه، مؤكدًا أن الهيئة تستورد يوميا 1200 طن من الخارج.
وكشف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول أنه سيتم استقبال سفن محملة بـ150 ألف طن، الشهر المقبل، أي زيادة قدرها 20 ألف طن عن الشحنات السابقة.
وتابع: "ليس لدينا مشكلة في استيراد البيتومين أو حتى في توفيره لشركات رصف الطرق على الإطلاق فالكميات التي تحتاجها يتم استيرادها من الخارج بجانب إنتاجنا المحلى".