رئيس التحرير
عصام كامل

صرخة المتحدث العسكري !


وصل الحال لأن يصرخ المتحدث العسكري محذرا من عنف الحرب الإخوانية الإعلامية وخطورتها وخصوصا الإلكتروني منها !!
وصل الحال بالرجل ـ وقد نبه مرارا ـ لأن يصرخ مؤكدا أن كل ما ينشر عن مشاركة مصر في "عاصفة الحزم" غير صحيح وأن حربا إعلامية قاسية تشن على مصر وأنه لا ينبغي تصديق أي شيء إلا ما يصدر عنه !!


هذه الصرخة العزيزة الغالية على كل مصرية وكل مصري كاشفة بل وفاضحة لعدة أمور مهمة منها:
الإعلام الوطني ـ أو الحكومي يعني ـ في أزمة عنيفة ويحتاج لوقفة كبيرة تعيده إلى دائرة الفعل الإعلامي.. كما أن الإعلام الوطني عليه أن يبتدع أدوات جديدة للاشتباك والتعامل مع إعلام الإخوان والإعلام الإرهابي !

ولأن المعركة دائرة ـ وربما ستستمر طويلا ـ بين الإعلام الإخواني الإلكتروني وبين كل الوطنيين ونشطاء المواقع الاجتماعية ورغم أن الأغلبية الكاسحة منحازة إلى وطنها وجيشها ومؤسسات بلادها إلا أن إعلام الإخوان يكسب.. وسيكسب مادام استمر الحال كذلك.. فأي أقلية منظمة تكسب حتما أكثرية مشتتة..وللأسف بخلاف عدم التنظيم وتدني الوعي عند أنصار الدولة المصرية ومؤسساتها إلا أنها أيضا منقسمة ومتصارعة..فلا تجدهم متفقين على شخص إلا السيسي وبعيدا عنه فالكل يهاجم الكل..وبعيدا عنه فالكل يختلف مع الكل..فكرة ترتيب الأولويات غير موجودة أصلا..فمثلا تجد إعلاميين هم رموز دعم الدولة والجيش لا يهاجمهم إلا أنصار الدولة والجيش !! لا يفكر هؤلاء أبدا في تأجيل معارك فرعية من أجل الحفاظ على وحدة الجبهة ضد الإرهاب في معركة مصيرية..وهكذا!

النقطة السابقة تؤكد أن كثيرين لا يدركون حتى الآن خطورة ما يجري..وتتبقى القوى المدنيى غير الإخوانية التي هي الأخرى في حالة خصومة دائمة مع الدولة..تهاجم مؤسساتها ليل نهار وعند أي حادث إرهابي كبير أو صغير تجدها تهاجم الدولة أيضا..وهي في مهمة أساسية تتلخص في تشويه كل شيء وتسويد ـ من السواد ـ كل شيء وبث كل إحباط وقتل كل أمل ممكن وهم الداعم الإعلامي الأول لكل إرهاب !

الآن..ما الحل ؟ وكيف يصل ما حذرنا منه مرارا عن حروب الجيل الرابع وكيفية بث الشائعات وترويجها وطريقة تشويه الخصوم ؟ وكيف يفهم المصريون أن لجانا مختصة بذلك تعيش بينهم وحولهم بأسماء مستعارة كل منهم يدير عشرات الصفحات بل إن منهم من يضع صورا لجمال عبد الناصر والسادات بل وللسيسي نفسه من أجل نفي الانتماء الإخواني والحصول على الثقة من الآخرين ؟ كيف يمكن التصدي لذلك كله وخصوصا أن الفشلة يتصدرون كل المواقع في كل المؤسسات تقريبا ؟ كيف تنجح الجماهير الشريفة في ذلك يقينا منها بأن هذا دورها وهذا يومها مع وطنها وجيشها ؟
وبخلاف آراء القراء الأعزاء التي سننتظرها إلا أننا لنا عن ذلك حديث آخر..
الجريدة الرسمية