رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة ائتلاف


فى مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية، يرفضون الانفعال مع الأزمات الائتلافية التى تحدث ليل نهار، وكل يوم وله أزمته ولكن لن تجرى انتخابات جديدة ولن يكون هناك مرشح آخر لتشكيل الحكومة، ولكن الآن ينشغلون فقط بترميمات دراماتيكية مستوى الفضيحة التى ترافقها يتناسب عكسيا مع أهميتها.

ولقد تقررت الخطوط الأساسية للحكومة منذ الآن، فقد نجح يائير لابيد ونفتالى بينيت فى أن يقررا صيغة ذات مغزى أكبر وإن كانت تدريجية لتجنيد المتدينين فى الجيش الإسرائيلى، وقد نجحا فى أن يدفعان شاس ويهدوت هتوراة إلى خارج الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لقد أراد لابيد ذلك فوافق بينيت ونفذ نتنياهو، فى هذه الظروف يذكروننا بالقاعدة اليهودية التى تقول (إذا حاولت أن تمسك الكثير فلن تمسك شيئا)، وكما يبدو أن لابيد وبينيت فرضا على نتنياهو خطوة لم يكن يرغب فيها إلا أنه فى نفس التوقيت فإن نتنياهو لن يخل بتعهده بمنح حقيبة الخارجية لأفيجدور ليبرمان التابع لحزب إسرائيل بيتنا، وخاصة إذا برئت ساحته فى القضية المنسوبة إليه.
أما يائير لابيد سيضطر الدفاع عن مواقف لا تحلو له، فماذا سيحصل له فى مثل هذه الظروف؟ سيبقى الزعيم غير المتنازَع لحزب "يش عتيد" وفى منصب وزير الداخلية أو الإسكان وسوف يجد ما يقدمه لجمهوره فى مجال العلاقات الدينية والعلمانية أو الحرص على المصالح السكنية للطبقة الوسطى، وبصفته أيضا نائبا لرئيس الوزراء وعضوا فى "لجنة التسعة" فلن تسقط شعرة من رأسه السياسى.
فعمليا يوجد للحكومة صيغة، وجوهريا تعرف ما ينتظرها هذا هو الأساس وكل ما تبقى هى محاولات للوصل إلى حل حاسم لإنهاء أزمة الائتلاف فماذا يحدث إذا استيقظ رئيس الفريق المفاوض من حزب الليكود المحامى دافيد شمرون فوجد فى هاتفه الجوال رسالة قصيرة مفاداها أن أعضاء حزب "يش عتيد" لن يصلوا إلى المفاوضات لأنهم يطالبون بالاكتفاء بـ 18 وزيرا والليكود يطالب بـ 28 حقاً ذوبعة فى فنجان، الطرفان يفهمان بأن عددهم سيكون حتى 24.
* نقلاً عن يسرائيل هيوم
الجريدة الرسمية