«استقلال المعلمين»: حرق الكتب الإسلامية بمدرسة «فضل» يفتح بابًا للفتنة.. تسبب في حالة من الاحتقان.. القيادات أفلست في معالجة القضية تربويا.. لابد من استشارة الأزهر.. ويطالب بالتحقي
قال الدكتور محمد زهران، مؤسس تيار استقلال المعلمين، إن حرق الكتب المدرسية الذي تم تحت مبررات أن هذه الكتب تدعو للإرهاب أو تدعو لفكر متطرف «جريمة»، ويفتح بابا للفتنة.
وأضاف أن المشكلة الأكبر أن هذه القيادات حملت علم مصر أثناء حرق هذه الكتب، مؤكدا أنه لا يرى سببًا لحرق الكتب بهذه الطريقة، حتى ولو كانت تدعو للتكفير أو الإرهاب، أو الفكر الشيوعي وحتى لو كانت من تأليف شيمون بيريز.
رأي الأزهر
وتابع زهران في تصريحات له، أنه كان يجب على هذه القيادات قبل حرق هذه الكتب، تشكيل لجنة لحصر هذه الكتب، وإرسالها للأزهر لإبداء رأيه فيها، وكيف دخلت هذه الكتب هذه المدرسة ومن وراء دخولها؟، وهل هذه الكتب حصلت على موافقة للنشر أم لا ؟ وهل هذه الكتب في هذه المدرسة فقط ؟ أم في مدارس أخرى ؟، وكل هذا بعد الوقوف على رأي الأزهر، ولجان التحقيق، وإخطار الوزارة بنتائج ذلك، وأن يخرج أحد قيادات التعليم بتوضيح للرأي العام وتبصيرهم بحقيقة الأمر.
«تمثيلية هزلية»
وأشار زهران أن ما حدث من حرق الكتب بهذه «التمثيلية الهزلية»، أحدث حالة من الاحتقان عند الكثيرين، والإعلام تناولها بطريقته، ورواد الفيس بوك تناولوها كل بطريقته، والمغرضون نفس الأمر، كل ذلك تسبب فيه هذا التصرف غير المسئول من القيادات التعليمية، مؤكدا أنه لا يعرف سببًا حتى الآن في إمساك القيادات التعليمية بعلم مصر أثناء الحرق.
«كلام عبثي»
وأوضح زهران أن قيادات المدرسة أرادوا بهذا الفعل أن يرسلوا رسائل للأمن، بأنهم وطنيون، لكن رسائلهم جاءت بأثر عكسي، فقد حدثت حالة من الاحتقان والاستفزاز لدى جميع أطياف الشعب بهذه الصور وهذه التصرفات، فإذا كان الهدف من هذه الصور ومعها علم مصر، إعلان أن هذه الكتب الإسلامية تخص الإخوان أو تخص الجماعات الإسلامية، فهذا الكلام كلام عبثي، لأن الإسلام والقرآن والسنة لا يخص فئة معينة في المجتمع المصري، أو يخص دولة بعينها في العالم، مؤكدا أن الإسلام دين عالمي، فماذا لو كانت هذه الكتب تخص اليهود، أو تخص البوذيين؟.
وقال: "إن حرق الكتب بهذه الطريقة أمام الطلاب، سيزيدهم إصرارًا وعنادًا، وسيشترون هذه الكتب ويقرأونها في بيوتهم، ومعنى أن هذه القيادات لجأت للحرق وبهذه الطريقة معناه أنها أفلست في معالجة الموقف تربويًا، وترسخ في فكر الطلاب أن مايقرأونه هو الصحيح، مؤكدا أنه على هذه القيادات التعليمية التي حرقت الكتب أن تخرج وتعلن لنا ما الهدف من هذه التمثيلية التي أشعلت فتنة، نحن في غنى عنها في هذا التوقيت، وهل هناك لجان تم تشكيلها بالفعل بسبب هذه الكتب؟.
باب للفتنة
ونوه زهران أنه يجب على وزير التربية والتعليم التحقيق الفوري في هذه الواقعة ومحاسبة كل مخطيء، لأن هذه الواقعة ستفتح بابًا واسعًا للفتنة، وأبوابًا للفوضى، وفي الآخر كل مسئول سيخطيء سيرفع لنا علم مصر مدعيًا الوطنية ليحصل على الحصانة.
يذكر أن «مدارس فضل» الخاصة للغات بفيصل في الجيزة، قد أصدرت بيانا كشفت فيه تفاصيل واقعة حرق الكتب "المحرضة على العنف" في فناء المدرسة الأسبوع الماضي، وحملت المدرسة، مسئولية حرق الكتب لقيادات التربية والتعليم بالجيزة، ومنهم المدير التنفيذي عبد الله عراقي، متهمة إياهم بمخالفة جميع التعليمات الوزارية وإجراءات الأمن والسلامة بحرق كتب تم استبعادها من مكتبات المدرسة على أنها كتب محرضة على العنف والتطرف.