رئيس التحرير
عصام كامل

المثقفون في «شم النسيم».. «زيدان»: «العبرانيون» حولوه من عيد بهجة إلى ذكرى خراب مصر.. «جويدة»: تقليد فرعوني ولاعلاقة له بالمسيحيين..«حجاب»: فتاوي تحري


شم النسيم تقليد فرعوني أصيل، يرجع الاحتفال به إلى ما يقرب من 5 آلاف عام، ويحتفل به المصريون بالذهاب إلى المنتزهات والإقبال على أكل الفسيخ والبيض.


لم يكن ليمر هذا اليوم دون أن نعرف كيف يقضيه الأدباء والمثقفون، وماهي نظرتهم إليه وسط الجدال الذي يقام كل عام حول نسبته للأقباط دون الفراعنة.

«عيد مصري قديم»
قال الكاتب الكبير جمال الغيطانى، إنه ينتظره مثل الأطفال، حيث يعتبره بمثابة عيد يأتي معه التغيير والتجديد، مؤكدًا أنها حالة خاصة تجمع كل المصريين، مؤكدا أن «شم النسيم»، بقرى الصعيد له طابع خاص، حيث يتجه أهالي القرى نحو النيل منذ الصباح الباكر، لتجديد الحياة في قلوبهم، وغسلها بماء النيل النقي ونسماته.

وأكد الغيطاني في تصريحات خاصة لـ "فيتو" أن شم النسيم عيد مصرى قديم لا تربطه علاقة بدين محدد، ولكن عبقرية المصريين تكمن في ربطه بعيد القيامة، «قيامة السيد المسيح».

وأوضح الغيطاني، أن احتفال المصريين بشم النسيم فترة حكم الإخوان لمصر، كانت نوعا من أنواع المقاومة للفكر العنصري والهمجي، وذلك لأن هذه الجماعات المتطرفة تقف ضد هذا العيد، وتحرمه، إلا أن المصريين أدركوا قيمة الحب والتآخي والأعياد في الربيع، وأدركوا حجم المخطط الذي كان يحاك عليهم.

«ذكرى خراب مصر»
فيما قال الكاتب يوسف زيدان، إن شم النسيم بمثابة عيدين؛ الأول مصرى قديم، هو عيد الربيع الذي يُحتفل فيه بأكل السمك المملح والبصل الأخضر «وجبة مصرية عتيقة»، والثاني، عبرانى، مذكور توراتيًا باسم "الفصح" أي "العلامة" لأن الرب طلب من موسى، حسبما زعموا، أن يضع علامة على بيوت اليهود كيلا يدمرها مع بيوت المصريين.

وأضاف زيدان عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن العبرانيين حولوا عيد البهجة المصرية القديمة بقدوم الربيع، إلى عيدٍ يهودى للاحتفال بذكرى خراب مصر.

وأكد الشاعر الكبير فاروق جويدة، أن شم النسيم من المناسبات المصرية التي اعتاد عليها مسلمو وأقباط مصر، فهو من التراثيات التي تجمع الناس على المحبة.

وأضاف «جويدة» في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن «شم النسيم» مناسبة تعود جذورها إلى أجدادنا الفراعنة، معترضًا على ما يتم تداوله على أن هذا العيد ينتسب إلى المسيحيين فقط، مشيرًا إلى أنها مجرد أفكار سلبية يحاول البعض بثها بين عنصري الأمة المصرية.

فتاوي مخذلة
من جانب آخر أوضح الشاعر الكبير سيد حجاب، أن عيد القيامة المجيد وشم النسيم يحلان على الأمة وهي تعاني من عدة هجمات إرهابية وهمجية على عنصري الأمة، ابتداء من أقباط مصر في المنيا، وصولًا إلى الأحداث التي مرت بها مدينة العريش أول أمس، مصحوبة بفتاوى بعض الشيوخ التي تشد على أيادي البعض وتحثهم على عدم الاختلاط والاحتكاك بشم النسيم، والتي وصفها بفتاوى مخذلة.

تطهير الأزهر
وأضاف حجاب في تصريح خاص لـ"فيتو"، أنه ينبغي على الدولة أن تقابل هذه الفتاوى بحكمة، لأن ما يحدث هو محاولة لإثارة الفتنة الدينية، معربا عن استيائه من الجهات الحكومية في مدينة المنيا والتي وصفها بـ"المتخاذلة والمتواطئة مع المجرمين".

وأشار حجاب أن الأزهر بحاجة إلى تطهير من داخله، وإعادة نظر في تجديد الخطاب الديني، موضحًا أن الأزهر أصبح مهمومًا فقط برفع القضايا على إسلام البحيري، والتشكيك في تدينه، مرجعًا السبب إلى أن الأزهر ملئ بالشيوخ الذين أكلوا من عيش الوهابية وتربوا في ربوعها.
الجريدة الرسمية