رئيس التحرير
عصام كامل

دائرة العنف المجنون بين الأمن والمتظاهرين


إنها منظومة قد فرضت نفسها علينا بفعل الظروف والأحداث التى مرت بها البلاد فى أعقاب الثورة ولاسيما بعد جمعة الغضب .. وهذه العلاقة المتوترة والتى تعد خطأ فى المعادلة تعتمد على خبرة تاريخية سابقة فى بعض الممارسات التى قد رأى البعض أنها شخصية ولكنها قد تم تعميمها والإطلاق فيها فيما بعد الثورة .. ولكن أن يستمر الأمر على ذلك النحو فإن تداعياته سوف تصبح أكثر من خطيرة .. وهى فى إطار تلك الحالة من التوتر التى تمر بها البلاد والظروف التى تعصف بها بداية من عدم التوافق السياسى والتصارع على ممارسة قواعد اللعبة السياسية وذلك على حساب " الأوضاع الاقتصادية " المتردية .. والتى يرى فيها الخبراء والمحللون السياسيون والاقتصاديون أنه التحدى الرئيسى الذى يواجه حكومة الرئيس" مرسى" أى تلك الحكومة التى تشكلت فى عهد أول رئيس منتخب .. وأنه على الرغم من أن العملية السياسية قد بدت سلسة وذلك بعد الانتهاء من " الانتخابات البرلمانية ومجلس الشعب والشورى " وكذلك انتخاب رئيس الجمهورية وذلك بغض النظر عن رأى البعض حول تلك الانتخابات إلا أنه قد أصبح أول رئيس منتخب وهو من المفترض أن يكون رئيس لكل المصريين .. وهذه كلها قد اعتبرها البعض نجاحًا فى الشق السياسى أو إن العملية السياسية قد حققت شقًا من النجاح وأن ذلك النجاح قرين بأمرين الأول هو أن يثبت الرئيس مرسى المنتمى للتيار الإسلامى أن الإسلاميين قادرون على الحكم وأنهم قادرون على قيادة دفة دولة بحجم مصر وهى تعد أكبر الدول العربية من حيث الثقل السياسى ودورها المؤثر إقليميا وأنه لابد وأن يتم ذلك بطريقة عملية وهو ما لم يتحقق .. وقد تكون هناك عوامل ومتغيرات أخرى قد أسهمت فى ذلك ولكن ذلك لا ينفى مسئولية الرئاسة والحكومة .. الشق الثانى هو التحدى الاقتصادى الكبير ومؤشراته كالبطالة وتراجع الاحتياطى النقدى ونقص السلع والخدمات الأساسية وارتفاع أسعارها وكذلك توقف عملية النشاط الاقتصادى عن الدوران .. ولكن غياب الأمن هو العنصر الحاسم وهو يمكن أن يكون القاطرة التى يمكن أن تجر عربة الاقتصاد ولكن غياب الأمن بعد الثورة وتعكير صفو العلاقة ما بين القائمين على إدارة الملف الأمنى هو ما يمكن أن يجرنا إلى الحفرة العميقة وبسرعة البرق. رأينا العنف الذى يقترن بعداء أو حالة من الاستعداء ما بين الشرطة والمتظاهرين أو العديد من فئات الشعب وحرق السيارات وسقوط القتلى من الجانبين .. فهل سيصبح ذلك هو المدخل للفوضى العارمة والدخول فى الحرب الأهلية .. هناك أشياء غامضة تجرى " الفعل ورد الفعل " ما بين الشرطة والمتظاهرين وبين العديد من فئات الشعب بتياراته وانتماءاته ..فمن القادر على أن يفك هذه الاشتباكات سؤال حائر ولكن لابد من الإجابة عليه وبسرعة .


الجريدة الرسمية