رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. حكايات مقابر المشاهير بأكتوبر.. زوج فاتن حمامة يزورها دائما.. لاعبو الأهلي ينسون «المايسترو».. وحسن حمدى يحجز قبرًا بجواره.. نهال عنبر الأكثر زيارة لوالدتها.. و«السقا&


ما إن استسلموا للموت، وحملوا على الأعناق إلى قصور المثوى الأخير (المقابر) حتى أغلقت أبواب المدافن على مشاهيرها من فنانين وسياسيين ولاعبين، زيارات الأهل والأصدقاء محدودة.


في مقابر 6 أكتوبر مات الورد واقفًا أمام مقابر المشاهير، بيوت العنكبوت تسللت إلى كل شبر بها، تشوهت أرضياتها، نُسيت من قلة الزيارات وشابت جدرانها الحديثة.

القائمون على خدمة قبور المشاهير وحدهم يحملون الكثير من المفآجات الموجعة، حول من يذهب للسؤال عن هؤلاء بعد وفاتهم.. «فيتو» فتحت خزائن أسرار هؤلاء، ليجيبوا عن سؤال واحد: «من يتذكر هؤلاء بعد رحيلهم؟»

«فاتن حمامة»
عاشقة الرومانسية والبساطة، اختارت مدفنها وتصميمه بنفسها، شكله مميز وجذاب، لترقد النومة الأخيرة كما أرادت، إنها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي أثبتت الأيام صدق حدسها في حسن كل اختياراتها حتى رفيق الدرب الذي قررت أن تنهى معه ما بقى من حياتها بجواره وهو الدكتور محمد عبد الوهاب.

«الزوج الوفي» هذا ما يطلقه العاملون في القبور على د. محمد زوج الفنانة الراحلة لكون زياراته لا تنقطع لها منذ وافتها المنية يناير الماضي، أي ما يزيد على شهرين من تفارق جسديهما ولكنه يأبى ذلك، يذهب في هدوء يوم الجمعة وفى منتصف الأسبوع ليجلس داخل الحوش وأمام القبر بالساعات، يحاكيها ليسرد لها ما تم معه، ليخرج بعدها وعيناه مغرغرتان بالدموع، لا يحدّث أحدا، يسلّم الحارس المفتاح ويذهب، هذا هو المشهد الذي اعتادوا رؤيته منذ رحيل «الفاتنة».

النجم عمر الشريف زوجها السابق، الذي لم يتوقف يوما عن الحديث عن حبه لسيدة الشاشة، والذي اعتذر عن عدم حضور الجنازة لشدة الزحام، معلنًا عن ذهابه بعدها لرؤية قبر فاتن والدعاء لها، حينما سألنا عليه الحارس أخبرنا أنه لا يعرف شكله، وحينما أظهرنا له صورته مستعينين بـ"جوجل" فجأنا بأنه لم يذهب ولم يره أحد من الحراس، وإن أكد أنه رأى النجمة سميرة عبد العزيز وعددا من النجوم في ذكرى أربعين فاتن حمامة.
أما عن محبيها وعشاقها فتعلقهم بها كان بطريقتهم وهو كما قال دليلنا «لما الناس بتيجى هنا بتسأل عن قبرها وتقف تقرأ لها الفاتحة وتمشي».

«المايسترو والوزير»
لافتة كبيرة تحمل عبارة «مدافن دار اليقين لأسر العاملين بمؤسسة الأهرام»، مقابر المجموعة مساحاتها 60 مترًا، تتسم بالفخامة، وفى هذه المجموعة توجد مقبرة المايسترو صالح سليم رئيس النادي الأهلي الأسبق، ما زال اللون الأخضر يكسو الزرع في مدخل المدفن، والورود مزدهرة رغم أن آخر زيارة لـ«الحاجة» كانت منذ عام ونصف العام، ومنذ رحيل الكابتن عام 2002 لم يزره أحد من نجوم النادي الأهلي، وفقًا لأحد العاملين بالمنطقة، والذين وصفهم بـ "عدم الوفاء".

بجوار قبر «سليم»، حجز صديقه ونائبه ورفيق دربه الكابتن حسن حمدى رئيس النادي الأهلي السابق، الملقب بالوزير، مساحة لقبره ليظل الاسمان متتاليين، وإن كان «حمدي» حجز مقبرتين وليست واحدة أو بالأحرى حجزت له مؤسسة الأهرام ذلك.

«عائلة أديب»
زهور دابلة، وقفل صدأ، هكذا هو حال مقبرة "آل أديب"، التي قال عنها أحد الحراس بأنها "خرابة" بعد انقطاع زوارها. جدير بالذكر أن عائلة "أديب" تضم كلا من الإعلاميين عماد وعمرو أديب.

«جيل الوسط»

مدافن أكتوبر، كانت محل اختيار جيل الوسط من النجوم لحجز مدافن لهم ولذويهم، فمساحات المقبرة تتراوح ما بين 40 إلى 60 مترا، وأحيانا تصل لـ120 مترا والأسعار لا تقل عن 90 ألف جنيها، وقد تصل إلى 500 ألف جنيها.

فدفن والد الفنانة منى ذكى والتي لم تزور والدها إلا حينما ذهبت لدفن عمها، وفيه أيضا مقبرة زوجة النجم شريف منير السابقة، ويكفي أن ترى الصدأ على قفل المقبرة، لتعلم أنه لم يزورها أحد. كما توجد مقبرة الفنانة شيرين عبدالوهاب والتي قامت بشرائها لدفن جدتها، ودفن الفنان محمد هنيدي والده هناك، وهو يزوره على فترات متباعدة.

ومن الأسماء المعروفة بذهابها كثيرا لزيارة والدتها هي الفنانة نهال عنبر، كما أن العاملون بمقابر أكتوبر يعشقون النجم أحمد السقا ويقولون عنه "ابن بلد وجدع وكريم".

«تحت الحجز»
عدد آخر من النجوم، اشتروا مقابرهم في "أكتوبر" منهم النجم نور الشريف والمطربة نجاة، ليلي طاهر، يوسف شعبان، وهادي الجيار، وحجزت ياسمين عبدالعزيز مدفن باسم "آل عبدالعزيز"، والفنانة ميمي جمال وزوجها حسن مصطفى أحدث من قاموا بشراء مدفن في تلك المنطقة.

وعلى بعد أمتار من تلك المدافن، حجز المهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة مدفنه منذ عدة سنوات وقبل توليه الوزارة، والذي لم نستطع التقاط صور له، "هندبهدل" هكذا قال حارسها.

دليلنا الذي يري الكثير بحكم حياته داخل القبور، ولكنه يقول القليل، علق على ظهور الكثيرين لذويهم قائلا "اللي مش هيجي على وشه هيجي على ضهره".
الجريدة الرسمية