رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان والمستريح!


قد يندهش البعض من هذا العنوان الذي يجمع بين الرئيس التركي أردوغان والمتهم الجديد في قضية توظيف أموال بمصر.. لكن إذا تمهلنا بعض الشيء سوف نكتشف ما يجمع بينهما أو ما يشتركان فيه وهو النصب!


الأول برع في النصب السياسي سواء داخل أو خارج تركيا، والثاني برع في النصب المالي على قطاعات واسعة من المواطنين، خاصة من أهل الصعيد.. وإذا كان المستريح قد سقط فإن أردوغان ما زال حتى الآن رغم كل الاحتجاجات التي واجهها هو وحزبه يعتلي قمة السلطة في بلده!

وهكذا يجمع بين أردوغان والمستربح مهارة النصب وإن اختلف نوع هذا النصب.. ومن يجيد النصب ويجوز مهاراته تتبدل وتتعثر مواقفه طبقا للظروف والأحوال.

وبالنسبة لأردوغان لعلنا ما زلنا نتذكر كيف انبرى بعد الثالث من يوليو ٢٠١٣ وعزل مرسي شعبيا يهاجم مصر بقوة ويعلن مقاطعته لنا ويطالب بضرورة استعادة الرئيس الأسبق لمنصب بوصفه في اعتقاده رئيسا شرعيا..وها هو أردوغان اليوم يرهن تحسن علاقات بلاده..بمصر بمجرد الإفراج عن مرسي وخروجه من السجن هو وقادة الإخوان المحبوسين الآن في قضايا يحاكمون فيها..أما المستريح فقبل إلقاء القبض عليه ادعى أنه لم يجمع أموالا من المواطنين لتوظيفها وإنما هم الذين كانوا يشاركونه في استثماراته وأنه لا يستطيع ردها لعدم الإضرار بهذه الاستثمارات.. لكن بعد أن تم إلقاء القبض عليه أقر بأنه ليس في حوزته أي استثمارات وأنه يوجد فقط ودائع في البنوك!

لكن مهارة النصب وحدها لا تكفي لإتمام عملية النصب سواء كان هذا النصب سياسيا أو ماليا.. وإنما هناك أيضا استعداد الضحايا للنصب عليهم.. وهذا ما يبدو بوضوح في حالتي أردوغان والمستريح.. فالأول نجح في جمع أصوات الناخبين للاستمرار في الحكم هو وحزبه في تركيا.. أما الثاني فقد نجح في التغرير بأصحاب مدخرات في صعيد مصر طمعا في العائد الكبير، رغم أننا في مصر لدغنا من جحر توظيف الأموال مرات عديدة من قبل.. وهكذا الضحايا مسئولون أيضا!
الجريدة الرسمية