رئيس التحرير
عصام كامل

الانتحاريون..التطور الأخطر في تفجيرات العريش!


بخلاف التفجير ذاته واستشهاد ضباطنا وجنودنا الأبرار تتبقي من أحداث العريش أمس بعض النتائج الخطرة جدا ومنها:
تأكيد استخدام العناصر"الانتحارية" ولكن هذه المرة بشكل فردي وليس في عمل إرهابي جماعي قد يستهدف الاشتباك المباشر وإحداث خسائر ثم الهروب عند الاستطاعة..ولكن الانتحاري في العمليات الفردية يعني مرونة في الحركه ويعني أكثر أن ماكينة إعداد هذه العناصر تعمل بهمة ونشاط ونحتاج إلى مقال مستقل للحديث عن الجهد المبذول لإعداد وتجهيز انتحاري واحد وإقناعه بالذهاب إلى الجحيم طائعا مختارا وهو ما يتطلب دورة مهمة لتحويل العنصر إلى شخص مطيع ومستسلم تتساوي عندة الحياة مع الموت ويكون مقتنعا أن قتل الناس جهاد وأنه إلى الفردوس الأعلي فور موته مباشرة..وهذا يتطلب استقرارا كبيرا في التعامل مع العناصر وتدريبها وتلقينها..


الأمر الثاني وجود مواد متفجرة بكميات كبيرة..صحيح أن وجود معلومات عن قوات الشرطة وأماكنها أمر طبيعي جدا.. فمقرات الشرطة وإداراتها ثابتة في حين يتنقل الإرهابيون كالبرغوث.. في تخفٍ وبحركة أسرع وبأعداد أقل ولذلك فالمعلومات متاحة وليس في الأمر شطارة لكن يحتاج فقط إلى خطط بديلة غير تقليدية تسمح بتواجد أعداد أقل في المقرات والمركبات والمدرعات والأكمنة مع توسيع دائرة التأمين إلى أطول نقطة ممكنة فهكذا حروب العصابات..طرف ظاهر هو الأقوي وطرف خفي هو الأضعف لكن سيتم سحقه في النهاية..لكن وجود المواد المتفجرة بكميات كبيرة يعني أن جهدا إضافيا يجب أن يبذل خلاف هدم الأنفاق !

كما يلفت نظرنا تطوير الإرهابيين لتكتيك المواجهة حتى مرحلة الاشتباك مع أكثر من موقع في وقت واحد وهو ما يعني القدرة على التخفي حتى الوصول للأماكن المستهدفة وهو ما يعني أيضا اختباء أعداد كبيرة منهم داخل الكتل السكنية وهو ما يحتاج إلى معالجة مستقلة وعاقلة وحاسمة تختلف عن تحريك السكان بعيدا عن الشريط الحدودي..

بالمناسبة كل من صدعونا عن تهجير سكان الشريط الحدودي وكانوا ملكيين أكثر من الملك لا نراهم اليوم ولا نسمع لهم صوتا وكأن أبناء الجيش والشرطة لا قيمة لهم عندهم رغم أن نقطة من دمائهم الطاهرة أطهر من أطهرهم!
الجريدة الرسمية