بالصور.. الوريث يشعل دول المنطقة.. جمال مبارك يحلم بالوصول إلى الاتحادية.. ونجل صالح يربك الأوضاع في اليمن.. وشقيق "بوتفليقة" يدير الجزائر.. و"الماطري" يجدد تمسكه بكرسي تونس
لعل أبزر ما أنتجته ثورات الربيع العربي في المنطقة في ظل الفوضى التي خلفتها، هو إنهاء حلم التوريث الذي خيم على المنطقة لعقود، وحملت مصر واليمن نصيب الأسد من هذا السيناريو، خاصة أن مشروع نقل السلطة إلى النجل كان يعد له على قدم وساق، من حسنى مبارك إلى "جمال" في القاهرة، ومن على صالح إلى "أحمد" في صنعاء.
ولعل التجربة لم تختمر في الجزائر لعد رواجها إعلاميا بالشكل الكافى في الوسط العربي، لكن المتابعين للشأن الجزائري على دراية كاملة بدور الشقيق الأصغر للرئيس عبد العزيز بوتفليقة "سعيد" الذي عاد الآن ليدير دفة الحكم في البلاد.
ولم تسلم تونس من السيناريو وخططت ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، إلى توريث الحكم لزوج ابنتها رجل الأعمال صخر الماطري، وانتهى الحلم بثورة البوعزيزي التي أطاحت بحكم إمبراطورية الطرابلسية هناك.
وبالرغم من تبدل الأنظمة في العواصم المذكورة، عادت أطماع الحكم لتسيطر على هؤلاء بعد أن حلمت به عقولهم لعقود، وهم مستعدون لحرق الأوطان الآن بهدف اعتلاء كرسى العرش.
جيمى يعود من التحرير
الظهور المتبجح لنجلي الرئيس السابق جمال وعلاء مبارك، خلال عزاء والدة الصحفى مصطفى بكري، لم يكن من باب التقاليد الاجتماعية، بل ترموتر لمدى تقبل الشعب الذي لفظه هو وعائلته في ثورة يناير 2011، وقصد تقديم واجب العزاء داخل مسجد شاهد على فصول الثورة المصرية وعلى مقربة من ميدان التحرير، ليدشن طريق عودته السياسية، في ظل سيطرة رجال من مدرسة الأب على العديد من مؤسسات الدولة، لدرجة تعيق أداء عمل النظام الحالي، على أمل العودة لنهب الوطن من جديد، ويعد "جيمي" كما كان يلقب في الأوساط السياسية للحزب الوطنى المنحل بوابة العبور الأمن إلى كرسي الاتحادية.العميد يدمر اليمن
توءم "جيمى" في المنطقة بمشروع التوريث، هو العميد السابق بالجيش اليمنى أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس السابق، والذي تم إعداده مبكرا لشغل المنصب، منذ قال أبوه مقولته الشهيرة: "لقد ملونا ومملناهم" في إشارة إلى عدم نيته الترشح للمنصب الرئاسي الرفيع من جديد.حلم الكرسي الذي هيمن على نجل صالح، جعله شريكا فاعلا في الأحداث التي تشهدها اليمن الآن، خاصة أنه يمتلك نفوذا واسعا داخل الحرس الجمهوري الذي تحول إلى ذراع عسكرية لخدمة مشاريع النظام السابق، وتحالف مع الحوثيين الذين حاربهم بالأمس في سبيل العودة إلى سدة الحكم في البلاد.