رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة «الرجل الثاني» في اليمن.. الجنرال محسن الأحمر العدو اللدود للحوثيين والحليف الآمن للسعودية.. واجهة الإخوان في السلطة.. يطمح في حكم البلاد.. و«عاصفة الحزم» تعيده إلى الأضواء


علي محسن الأحمر، الجنرال الغامض، القائد العسكري البارز الذي انشق عن الرئيس السابق على عبدالله صالح، مؤيدًا احتجاجات فبراير 2011، التي أطاحت صالح وجاءت بنائبه، عبد ربه منصور هادي، خلفًا له، يعرف بتحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين، وحروبه ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين" ويصف بأنه تاريخ عسكري صارم في مواجهة الانتفاضات والاحتجاجات ضد نظام اخيه غير الشقيق الرئيس السابق على عبدالله صالح، ومع بدء التحالف العربي "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية عملياته ضد جماعة "الحوثيين" عادت سيرته وصوره لتتصدر المشهد العسكري والإعلامي في اليمن.


حياته
ولد على محسن صالح الأحمر، ولد في قرية بيت الأحمر، في مديرية سنحان في محافظة صنعاء عام 20 يونيو 1945 وهو لا ينتمي لعائلة الأحمر التي تقود قبيلة حاشد العصيمات وعلي محسن اسمه العائلي هو نسبة لقرية بيت الأحمر، درس الصفوف الأساسية، وحصل على معادلة في الثانوية العامة ثم التحق بالجيش اليمني 1961.

تاريخه المهنى
عقب التحاقه بالجيش اليمني عام 1961، بدأ الخدمة العسكرية في السرية الرابعة، وفي عام 1968 رُقِّيَ من الجندي إلى رتبة الملازم الأول، ثمّ التحق بالكلية الحربية اليمنية عام 1971، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1974، وعقب حصوله على تلك الشهادة أن رقّيَ إلى رتبة نقيب، التحق بمعهد الثلايا في تعز، فحصل على شهادة قادة كتائب، كما حصل على زمالة الدكتوراه من أكاديمية ناصر العسكرية العليا في القاهرة سنة 1986 وظل يترقى حتى وصل إلى رتبة عميد.

تولى قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع والرجل الثاني في اليمن بعد على عبد الله صالح، وبرز في الحروب الست التي خاضتها الحكومة ضد جماعة الحوثيين في محافظة صعدة شمال البلاد، بين عامي 2004 و2010، بوصفه قائدًا ميدانيًا للحرب الواقعة في نطاق منطقته العسكرية.

وفي يوليو الماضي تم عزل الأحمر من منصبيه في الفرقة والمنطقة، وتعيينه مستشارًا عسكريًا للرئيس هادي،.

الرتب العسكرية
ارتبط الجنرال على محسن الأحمر بتاريخه العسكري الصارم بدأ من أحداث ما عرف بالمناطق الشافعية في اليمن الأسفل (إقليم الجند) حاليا، حيث ارتكب الكثير من الجرائم بحق عشرات الآلاف فيما كان يعرف بالمناطق الشافعية بهدف إخضاعها لحكم الزيود، وقمع تحالفات كان يمنيون من الوسط قد عقدوها مع الجنوبيين.

وحرب المناطق الوسطى كانت في المناطق الوسطى ( تعز - إب)، وكان سبب اندلاعها هو حالة التدهور للظروف المعيشية، بالإضافة إلى الأحداث التي تلت اغتيال الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي، وصعود على عبد الله صالح للحكم في 17 يوليو 1978، وقد استمرت خمس سنوات، كان الجنرال محسن اللاعب الرئيس فيها، حيث تم ارتكاب عمليات تصفيات وحشية بحق مواليين للرئيس عبدالفتاح إسماعيل (هو سياسي شمالي هرب إلى الجنوب).

صالح والأحمر
كان اللواء على محسن الأحمر، حتى بداية التسعينيات، يمثل الرجل الثاني في اليمن، حيث كان يفضل دائمًا أن يكون الرجل القوى ولكن في الظل.

وأسهم الأحمر في وصول الرئيس صالح إلى حكم اليمن عام 1978، لم يفتأ اللواء الأحمر لاحقًا يذكر في أكثر من مناسبة أنه من أوصل الرئيس السابق إلى السلطة قبل أن ينقلب عليه ويشكل الضربة القاضية التي أطاحت بصالح من شخص يقال إنه لا أحد في اليمن يعرف طريقة تفكير صالح مثله.

وكانت توجيهاته وأوامره نافذة تمامًا كتوجيهات الرئيس صالح نفسه حتى أنه يقال إنهما اتفقا قبيل استلام صالح للسلطة على أن يكونا رئيسين لدولة واحدة.. لاحقا أيضًا قال اللواء الأحمر في أوج العداوة بين الرجلين وبعد تخلي صالح عن السلطة «لقد كنت الرجل الأول طوال الثلاثة عقود الماضية»، وكأنه بات يعتبر أن وصفه بالرجل الثاني طوال السنوات الماضية كانت إهانة لن يقبلها بعد اليوم.

وكانت أول محاولة تصفية الأحمر كانت حينما بدأ أولاد الرئيس صالح يكبرون وكذلك أبناء أخيه وباتت مساحات السلطة والنفوذ تضيق على اللواء الأحمر ورفاقه الذين يعتبرون أنهم شركاء في السلطة.

وقالت وثيقة «ويكيلكس» إن غرفة العمليات اليمنية في إحدى جولات حرب صعدة أعطت الطيران السعودي الذي شارك في الحرب حينها إحداثيات لموقع مفترض للحوثيين اتضح قبيل القصف أنه مقر القيادة الميداني للواء على محسن الأحمر الذي أوكل إليه الرئيس على عبد الله صالح مهمة خوض المعارك، ولذلك ومع أول فرصة أعلن الأحمر انشقاقه عن نظام الرئيس صاالح، عقب احتجاجات فبراير2011.

محسن الأحمر والإخوان
كان من المؤسسين لحزب التجمع اليمني للإصلاح "الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن"، ويُعتبر مقربًا من السعودية والجماعات السلفية في اليمن.

يذكر أن أحد زعماء حاشد وهو اللواء على محسن الأحمر يقوم بدور حثيث لتحقيق مصالحة سعودية مع زعماء مشايخ قبيلة حاشد من آل الأحمر، وحتى مع حزب التجمع اليمني للإصلاح، رغم تصنيفه بأنه الفرع اليمني للإخوان المسلمين.

وكان الأحمر يعتبر أحد أهم وجوه الإخوان في الجيش اليمني، وعقب دعوات جنماعة الإخوان له بالانضمام إلى احتجاجات 2011، ضد الرئيس السابق، انضم الأحمر للاحتجاجات، مما شكل نقطة تحول خطيرة في مسيرة الثورة التي كانت تطالب بإسقاط النظام.

كما يتهم اللواء الأحمر من قبل خصومه بدعم ورعاية الكثير من الجماعات الإسلامية وانتمائه الفكري إلى جماعة الإخوان المسلمين، ويقول البعض إنه بات على علاقة وثيقة بدولة قطر التي زارها العديد من المرات بعد أن فسدت علاقته بالسعودية جراء موقفه من ثورة الـ30 من يونيو في مصر.

وتشير بعض المصادر اليمينة ايل أن الأحمر يطمح في رئاسة اليمن بدعم من جماعة الإخوان المسلمين.

العدو اللدود للحوثيين
يعتبر اللواء الأحمر أحد أبرز أعداء جماعة للحوثيين الذين تستهدفهم عمليات "عاصفة الحزم"، وهو أولى ضحايا احتجاجات 21 سبتمبر وسيطرة الحوثين على العاصمة صنعاء ثم اقتحام قصره، ومكتبه.

ويقيم الجنرال محسن الأحمر منذ 21 سبتمبر الماضي، بالمملكة العربية السعودية، وتشير التقارير إلى أنه يلعب دورا كبيرًا في "عاصفة الحزم" ومحاربة الحوثيين.

وحارب الجنرال الأحمر الحوثيين وبرز في الحروب الست التي خاضها نظام الرئيس على صالح ضد جماعة الحوثيين في محافظة صعدة شمال البلاد، بين عامي 2004 و2010، بوصفه قائدًا ميدانيًا للحرب الواقعة في نطاق منطقته العسكرية.
الجريدة الرسمية