رئيس التحرير
عصام كامل

هل يستعد جمال مبارك للرئاسة القادمة ؟!


عشرات الأسئلة تطرح نفسها ويطرحها الناس لظهور الأخوين مبارك في عزاء والدة الكاتب الصحفي الأستاذ مصطفى بكري.. الأسئلة تمتد من المناسبة إلى التوقيت..ومناسبات العزاء لا تكون بدعوات ويكون بابها مفتوحا لمن يريد أن يؤدي الواجب..لكن لماذا في واجب يخص مصطفى بكري ـ مع حفظ الألقاب ـ وهو صاحب أول بلاغ ضد الرئيس مبارك؟ ولماذا في مناسبة تخصه رغم أنه لا يترك مناسبة إلا ويكيل الاتهامات ضد نظام مبارك وعصره ورجاله بل وأسرته؟


ربما كان الأمر عند علاء اجتماعيا من قبيل فضائل الأعمال لكنه بالقطع عند جمال ليس كذلك على الإطلاق..فالرجل الذي كان يدير البلاد لسنوات وكان صبورا في إجراءات وخطوات طرح نفسه لحكم البلاد ـ على فرض تصديق كل ما قيل عن عدم نية مبارك الأب لذلك ـ حتى بإجراءات ديمقراطية تتم بالانتخابات الحرة.. لا يمكن بحال أن يخطو خطوة دون أن يدرك أبعادها وأهدافها..فقد كانت ـ مثلا ـ المناسبات كثيره الأيام الماضية ومنذ حصولهما على الإفراج النهائي.. هناك جنائز لشهداء الواجب في سيناء وغيرها..هناك احتفالات عديدة بتكريم الأمهات المثاليات..هناك ذكري عيد ميلاد مبارك الأب الشهر القادم.. هذا إن توقفنا عند المناسبات الاجتماعية واستبعاد السياسية أو حتى شبه السياسية منها مثل ذكري تحرير طابا وذكري تحرير سيناء بعد أيام !

ويبقي السؤال: لماذا إذن هذه المناسبة ؟ هل لأنها تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ؟ ربما.. فهي مناسبة اجتماعية من المفترض أن يحظي المشارك فيها بالاحترام أو على الأقل بالتقدير..وكذلك فالأضواء فيها على أعلي درجاتها بين تنافس مختلف وسائل الإعلام من فضائيات وصحافة ومواقع إلكترونية على تغطيتها..وهي مناسبة ستجمع حتما كل فصائل الطيف السياسي المصري..وهي أيضا في مسجد يقع في ميدان التحرير الذي اشتعلت منه الثورة ضد جمال ووالده.. !!

جمال مبارك ليس غبيا ليعلن مباشرة رغبته في العودة للعمل السياسي..ليس فقط في ظل شعبية كبيرة جدا للرئيس السيسي.. وليس فقط والقضايا ضده وضد والده وشقيقه مفتوحة وقائمة..وليس فقط وتجربة عودة أحمد عز غير مشجعة..ولا لأن القطاع الأكبر من مؤيدي مبارك وجدوا تعبيرا لهم في حزب الفريق شفيق بل وفي الفريق شفيق نفسه.. وإنما لكل الأسباب السابقة مجتمعة..ولذا فمن الأفضل -هكذا سيفكر جمال والذين معه-طرق أبواب العودة بهدوء وترو..

وأبواب العملين الاجتماعي والخيري لهما الأولوية..وسيقول جمال لنفسه أن الله وحده يعلم الغيب..وربما ولعبء المسئولية التي رآها فقد لا يترشح الرئيس السيسي لدوره رئاسية أخرى..والأيام تمر بسرعة ـ وفقا لرؤية جمال مبارك ـ..ومصر إلى انتخابات جديدة بعد ثلاث سنوات وأربعة أشهر أي إن الاستعداد لها وإجراءاتها ستبدأ بعد عامين ونصف من الآن على الأكثر..وهي أقل من المدة التي قضاها جمال في سجنه..وقد يري في نفسه ـ وقد رأي في السابق ـ أنه الأفضل لحكم البلاد !

على كل حال.. ومع استبعاد الأغلبية المعارضة لمبارك بشكل مطلق وحاد..ستجد آخرين ضد مبارك ولكنهم يحترمون دوره العسكري..وغيرهم يؤيدون مبارك لكنهم لا يؤيدون جمال..وغيرهم يحترمون مبارك لكنهم لا يؤيدونه ولا يؤيدون جمال وليس لديهم أي استعداد لعودة جمال.. لأنهم ببساطة لا يقيسون حال مصر على حكم الإخوان بل يؤمنون أنها وهي أعرق بلد في العالم تستحق حكما أفضل من مبارك ومن الإخوان معا !

الأيام وحدها ستجيب عن التساؤلات ولكن دائما هي الحسابات الخاطئة التي تؤدي إلى النتائج الخاطئة..وتتحول النتائج الخاطئة إلى كوارث إن كانت الحسابات تتصل بمستقبل بلد كبير وشعب عظيم !
الجريدة الرسمية