رئيس التحرير
عصام كامل

"الصبر"


الصبر، تلك الكلمة التى تقال دائما عندما يكون علينا الانتظار وقبول واقع لا يمكن تغييره، وتقبل ظروف لا يمكن تعديلها وهذا الصبر ليس إلى ما لا نهاية وإنما أكثر الصبر دائما يعقبه انفجار، فلا يمكن تحمل الضغوط على الإنسان دون تعبير أو رد فعل يعلم الآخرون أنه الآن صابر وأن الانتظار مهما قصر أو طال لابد من حل.

إن الصبر حل مؤقت وليس حلا دائما، ونظرا لأن الفرد لا يستطيع تغيير زمانه ولكنه يستطيع تغيير مكانه حتى يمكن له تغيير الظروف المحيطة به، وعليه يكون له القدرة على تغيير واقعه الذى يشكل عبئا عليه قد يحتمل أو لا يحتمل.
الصبر شىء محمود، والانتظار شىء مهم فى إتمام الأمور، إلا أن عمر الإنسان محدود ولا يستطيع الصبر على الكثير من الأمور التى تدمر نفسه وتسعى لتشويه شخصيته، ولهذا على الإنسان أن يكون إيجابيا لا ينتظر تغير الأحوال دون عمل، ولا يتوقف دون مبادئه يستطيع بها التغلب على عوائق كثيرة أمامه وأبواب مغلقة ينتظر معها بابا قد يفتح أو يظل مغلقا.
الصبر ليس رد الفعل الوحيد للضغوط، وإنما محاولة إيجاد البدائل والتصميم على إيجاد حلول تتعدى الوقوف عاجزين أمام الأبواب وتصل إلى وضع أسس لا تضيع حياة الإنسان بين انتظار ممل وسلبية غير محمودة العواقب.
إن العمل هو الأساس والصبر هو الهامش، ولا يمكن أن تصبح الحياة صبرا دون عمل، فإننا بذلك نعيش على الهامش ونترك الأساس وهو العمل، وانتظار التغيير لا يفيد بقدر العمل على التغيير الذى يؤدى إلى نتائج حقيقية فعالة للفرد وللمجتمع وللوطن ككل.
ماذا فعل الجيل الحالى للقادم؟ سؤال أسأله لنفسى كثيرا.. هل سننتظر الحكومات؟ ولو سلمنا بأن ننتظر القرارات التى ستتخذها الحكومة هل تنفذ قرارات الحكومة؟ أم أن العنصر البشرى هو القائم بالعمل وليس الحكومة مع عدم إيمانى بعدم بكفاءة الحكومة ولا قدرتها على اتخاذ قرارات تكون حقيقية على أرض الواقع.
الفرد هو الأساس وقناعاته هى من تشكل دوافعه نحو إنجاز الأعمال وتخليد ذكرى الجيل الحالى للجيل القادم لا تكون.. إلا أن نورث لهم نتائج أعمالنا وحضارة حقيقية ولا تختزل فى أقوال لا تسمن ولا تغنى من جوع.

الجريدة الرسمية