رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. مستشفى طنطا الجامعي يلقي بثاني مريض في الشارع.. قسم العصبية يرفض علاجه بحجة غياب المرافق.. زكي أنور: «لو كنت كلب كانوا رحموني».. الأهالي: حالته سيئة بعد 15 يومًا على الرصيف


لم يكد يمر 8 أشهر على تلك الجريمة التي هزت الشارع المصرى، بعد أن تجرد ملائكة الرحمة بمستشفى طنطا، المسئولون عن تخفيف آلام المرضى ومسح دمعتهم، من كل معاني الإنسانية، وألقوا بمريض داخل صندوق للقمامة خارج المستشفى، وهو يعانى آلام المرض، غير عابئين بتوسلاته لإنقاذ حياته من موت محقق في الشارع.. السيناريو نفسه يتكرر بقسم العصبية بالمستشفى.


غياب المرافق
إذ قام المسئولون عن قسم العصبية والنفسية، بإلقاء مريض يعانى جلطة وبعض الأمراض الأخرى، إلى جوار باب القسم، 15 يوما دون أن يسأل أحد فيه، وذلك لعدم وجود مرافق يُحضر له الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجونها له، رافضين استقباله ووضعه داخل إحدى الغرف.

وفشلت كل محاولات أهالي المرضى الذين علموا بالواقعة في مساعدة المريض وإدخاله القسم، إذ قابلهم المسئولون بالرفض رغم أن جرح ساقه تلوث بسبب تراكم الذباب والنمل والحشرات عليه وسط مياه للصرف الصحي.

باتعامل أسوأ معاملة
وقال زكي أنور المريض: إن مسئولي قسم العصبية والنفسية رموني واتنزعت من قلوبهم الرحمة، وكل ذلك لأن مفيش حد واقف معايا.. موضحا أنه دخل قسم العصبية والنفسية بسبب جلطة أدت إلى غرغرينة بساقيه، وأن بعض الأمراض تملكت منه "ورفضت الأقسام الأخرى داخل المستشفى استقبالي وعشان كده ولاد الحلال بيراعوني وأنا مرمي في الشارع" مضيفا: "الكلب له مكان وأنا مش لاقي سرير وسريري أصبح حجرين من الطوب ودون علاج ما أدى إلى سوء حالتي الصحية".

شهود عيان
وأكد شهود عيان من أهالي بعض المرضى داخل المستشفى، أنهم منذ تواجدوا من 15 يوما بحالاتهم المرضية، وجدوا المريض كما هو مرمي دون أن يقترب منه أحد. 

وأوضحوا أن المريض صرح لهم بأنه على خلافات مع أقاربه ولا أحد يسأل عنه طيلة فترة مرضه، وما زال ملقيا على الأرض، مشيرين إلى أنهم ساعدوه ببطاطين، واستغلوا وجود رصيف بجوار قسم العصبية ليضعوه عليه.

مسئولو المستشفى
وفي سياق متصل رفض مسئولو القسم التحدث في هذا الشأن، رغم تعاطف المئات داخل المستشفى، ومساعدة المئات من الأهالي له، ومحاولتهم التواصل مع المسئولين لإيجاد حل ليعود المريض إلى أي غرفة تحميه من أرصفة المستشفى.

مريض القمامة
يذكر أنه في سبتمبر الماضي قام مسعفون كانوا يستقلون سيارة إسعاف تابعة لجامعة طنطا، بوضع أحد المرضى الذين يعالجون داخل مستشفى المنشاوى، على نقالة بعد أن أخرجوه من سيارة الإسعاف تحمل رقم 24 أو 34، وألقوا به أمام باب المستشفى في محيط أكوام القمامة.

أكد صاحب كشك أمام المستشفى، أن الرجل ظل منذ أن تم إلقاؤه أكثر من 24 ساعة على هذا الوضع، مشيرا إلى أنه علم من العاملين أن المستشفى رفض دخوله لأنه مجهول الهوية ولا يوجد معه ما يستدل منه على شخصيته، وهو ما دفع العاملين بجامعة طنطا إلى إلقائه بهذه الطريقة.

كما أشار إلى أنه بالاقتراب منه لتصويره كان يبدو عليه أنه تم إجراء عملية له بساقه، وكانت تظهر عليه أعراض المرض، وبه إصابات بالوجه والرأس ربما تكون إثر حادثة، ولا يستطيع التحدث مع أحد.
الجريدة الرسمية