رئيس التحرير
عصام كامل

"المستريح".. يموت المعلم ولا يتعلم !!


ملايين الجنيهات حصل عليها (المستريح) من الناس.. معظمهم من الصعيد الفقير الغلبان الذي ينزح عدد كبير منه إلى العاصمة بحثا عن لقمة العيش في برد الشتاء وقيظ الصيف.. مش غريبة شوية !!


( المستريح ) لم يخترع العجلة من جديد.. وقرر نقل التجربة القديمة لأساطين توظيف الأموال في الزمن الأغبر.. سار على نهج أسلافه الذين جمعوا الأموال الطائلة ثم فص ملح وداب، استخدم نفس الوسائل والأساليب في شركات توظيف الأموال ونصب باسم شركات وهمية عملاقة سوف تفتح أبواب الرزق الوفير والفوائد الخيالية، وتحدث عن نشاط المحمول وكروت الشحن.. المحمول خرب بيوتنا وضيع عقولنا..

المستريح لم يجهد نفسه في البحث عن وسيلة جديدة يوقع بها ضحاياه.. الوسيلة حاجة ببلاش كده لكنها تسيل لعاب المضحوك عليهم.. حتى تتحول إلى ( ريـالة ) منهمرة.. البعض من المضحوك عليهم يكبر داخلهم الطمع.. حيث يكون النصاب ويكون الطماع جاهزا بلا أي مجهود !! الطماع يقرر - بمزاجه - زيادة رأس ماله فلا يأخذ الفوائد ويتركها للنصاب.. خلي الفلوس تكتر.. لا أحب أن أسميهم ضحايا، فهم ضحايا أنفسهم وطمعهم.. الفوائد كبيرة وسريعة ومغرية.. خلاص كده.. سقطت الضحية.. سنوا السكين فليس هناك غير الذبح !!

المضحوك عليهم يسلمون بعضهم بعضا للنصاب، والنصاب يقول: هل من مزيد، المضحوك عليهم يتسابقون لفعل الخيرات فيذهبون إلى الأهل والأقارب والأصدقاء يدفعون بهم إلى الدائرة الجهنمية.. الراجل مضمون وزى الجنيه الذهب وبيدفع بانتظام وبزيادة والفلوس مضمونة في مشروعات ولا مشروعات قناة السويس !! بلا بنوك بلا دياولو.. وقوف في طوابير وهات البطاقة وخد البطاقة ويمكن الدولة تفلس وتاخد الفلوس بتاعتنا وساعتها نعمل إيه مع الحكومة.. هي الحداية بترمي كتاكيت !! النصاب حاز الثقة وحاز الفلوس وتحويشة العمر !

النصاب ما زال يدفع للمضحوك عليهم بسخاء.. النصاب يعرف الرقم الذي يريد الوصول إليه.. وعلى رأي المثل (إن عشقت اعشق قمر، وإن سرقت اسرق جمل) النصاب يعرف متى يتوقف عن الدفع ومتى يختفي.. النصاب يتوقف عن الدفع عندما لا يجد مضحوكا عليهم جددا.. فهو يدفع للسابقين منهم من أموال اللاحقين عليهم !

المشكلة أن المعلم يموت ولا يتعلم.. سيناريو يتكرر بنفس الطريقة والأسلوب زى الإسطوانة المشروخة، وبدون تفكير في غير الطمع والمكسب السريع يسقط المضحوك عليهم وربما يسقطون وهم يتابعون أخبار قضايا مماثلة على صفحات حوادث الصحف وعلى شاشات التليفزيون.. المضحوك عليهم والطماعون يذهبون طوعا إلى النصاب لإرضاء طمعهم الزائد الذي لا يتوقف، وعندما تقع الواقعة يطلبون من الدولة وأجهزة البحث رد أموالهم إليهم والقبض على النصاب ثم نعيش حالات مأساوية تتحول على الشاشات إلى تراجيديا سوداء على من مات بالسكتة القلبية ومن أصابه الشلل ومن طار عقله ونعيش دراما النصاب والطماع لبعض الوقت حتى يظهر نصاب جديد ومضحوك عليهم جدد !

أنا لا أتعاطف مع هؤلاء المضحوك عليهم ولو كان منهم ذوو قربى، ولا أحب أن أطلق عليهم ضحايا لأنهم يستحقون ذلك، وكل ما أرجوه أن نتعلم من الدرس الذي يتكرر.. أجهزة البحث ألقت القبض على المستريح النصاب وجار التحقيق معه ومصير الفلوس يعلمها الله.. قبل أن تنتهي محاكمته سنتابع قصة نصاب جديد.. يمكن التكرار في يوم من الأيام يعلم....!!
m.elazizi@hotmail.com
الجريدة الرسمية