رئيس التحرير
عصام كامل

جيش اليمن.. للخلف دُر


فجأة اختفت قوات الجيش اليمنى من المشهد في اليمن وتركت الساحة خاوية أمام الحوثيين الذين انقلبوا على السلطة الشرعية للرئيس عبدربه هادى منصور، ولم تفلح استغاثات المواطنين في إعادة الجنود إلى ثكناتهم الأمر الذي مكن الحوثيين من السيطرة على أماكن كثيرة في مختلف محافظات اليمن ولم يتوقف تمدد الحوثيين إلا مع انطلاق الشرارة الأولى لعاصفة الحزم التي تقودها السعودية بمشاركة عدد من الدول بينها مصر لإعادة الأمور إلى نصابها وتمكين الرئيس الشرعى لليمن من تأدية مهام عمله.


ومع بداية العام 2015، تحولت اليمن إلى مسرح للصراعات الإقليمية، بين السعودية من جهة وإيران من جهة أخرى، وانجرفت البلاد إلى حرب أهلية طائفية، فبعد انقلاب الحوثيين مدعمين من إيران، استنجد الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، بالدول العربية لإنقاذه من الحوثيين بعدما حاصروا محل إقامته، وسيطروا على صنعاء، وهو ما دعا السعودية إلى أن تقود «عاصفة الحزم»، بمشاركة بعض الدول العربية.

وطبقا لموقع حلويات فاير احتل الجيش اليمني، وبرغم الاضطرابات التي تشهدها اليمن، المركز السابع في قائمة أقوى الجيوش العربية، بينما حل في الترتيب 45 بين جيوش العالم، ويبلغ تعداد الجيش 401 ألف مقاتل، بينما تعداد الاحتياطي: 450 ألف مقاتل.

أما عن تسليح الجيش اليمنى هناك من الدبابات 106، ومن المدرعات: 600، والطائرات الحربية: 362، طائرات الهليكوبتر: 94، القوة البحرية: 33 وتبلغ ميزانية الدفاع 1.2 مليار دولار
تم إنشاء الجيش عام 1919م أي في العام التالى لجلاء الأتراك من اليمن، وتم تشكيله من المصادر التالية: الحرس الخاص للإمام (العكفة، أو الحرس الملكي)، وجيش الضبطية، وبقايا الجيش العثمانى الذين فضلوا البقاء من اليمن، والقبائل المحيطة بصنعاء وبعض المناطق القريبة منها، ولواء تعز، ولواء الحديدة.

تشكل للجيش قيادة عليا أطلق عليها اسم (إمارة الجيش) تكونت من، أمير الجيش وكيل الجيش، وهيئة أركان حرب أطلق عليها اسم: أركان حربية الجيش المظفر، تتبع إمارة الجيش وتضم ثلاث عشرة شعبة، وقد تعرض الجيش لعملية إعادة تنظيم أفضت إلى تشكيل ست آيات مشاة بدلًا من ثماني، ثم أعقب عملية الدمج إعادة توزيع لكل منتسبى الجيش من الجنود وذلك بهدف التخلص من الصفة القبلية والمناطقية في كل مستوياته التنظيمية.

مصادر التسليح
عندما أنشئ الجيش اليمنى كانت مخازن السلاح مليئة بأعداد كبيرة من البنادق مختلفة الأنواع (نحو 400 ألف بندقية)، بالإضافة إلى بطاريات مدفعية خفيفة وثقيلة، من عيارات وأوزان مختلفة، وفقًا لاحتياجات البيئة المتنوعة في اليمن، وكذلك أنواع مختلفة من الرشاشات الإنجليزية والعثمانية والإيطالية، وفى عام 1922 عقدت الحكومة اليمنية عدة اتفاقات وصفقات لتسليح الجيش مع دول وأفراد كانوا يمثلون دولهم ويأتون إلى اليمن تحت واجهات علمية أو تجارية، ومن تلك الدول: إيطاليا وألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى عدد من سماسرة السلاح تم الاتفاق معهم بصورة شخصية، وخطى النظام الإمامى بعد ذلك خطوات أخرى حذرة فيما يتعلق بتسليح الجيش وتحديثه بلغت ذروتها عام 1956م.

وبلغ الدور السياسي العسكري ذروته في 26 سبتمبر 1962م، وذلك عندما تمكن تنظيم الضباط الأحرار، وبمشاركة فاعلة من قوى اجتماعية متعددة، من الإطاحة بالنظام الملكي، وإعلان النظام «الجمهوري»، وبالنظر إلى الضغوط التي مارستها بريطانيا على أمريكا ودول الغرب فيما يتعلق بتسلح الجيش اليمني، وفى مقابل الموقف السعودى الذي يدعم الاتجاه المحافظ، اتجهت اليمن إلى تحسين علاقتها بالرئيس جمال عبد الناصر وحكومة الثورة في مصر، التي أمدته ببعض الخبراء العسكريين والمدرسين. كما اتجه صوب المعسكر الاشتراكى السابق وعقد مع بعض دوله، خاصة الاتحاد السوفييتى وتشيكوسلوفاكيا والصين، اتفاقيات تضمنت:

تزويد اليمن بالأسلحة وصيانتها وتدريب اليمنيين عليها، وشملت التالي: (42) طائرة حربية مختلفة، و(30) دبابة من طراز تى 30، و(50) دبابة من عيار (100 ملم) مدافع اقتحام، و(100) مدفع ميدان من أعيرة مختلفة، و(70) ناقلة جنود مدرعة، و(70) سيارة نقل «زل وفورجو»، وكميات غير معلومة من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، والأسلحة الفردية وعتاد لمختلف الأسلحة، وقد مثلت تلك الصفقة خطوة كبيرة متقدمة، بل قفزة نوعية في تاريخ الجيش اليمنى بالمقارنة مع ما قبلها، فكان لها ما بعدها منذ ذلك التاريخ وحتى يوم السادس والعشرين من سبتمبر1962م.

الجيش الحديث
عقب ثورة السادس والعشرين لم يكن ثمة مجال للعمل على إعادة تنظيم ذلك الجيش، بكل فروعه، فالحاجة داعية له في الميدان، ولم يكن قادرا على أن يخوض حربا تقودها وتمولها وتعد لها قوى إقليمية ودولية، ففُتح أبواب التجنيد العام للتطوع في القوات المسلحة في كل المحافظات، وفُتحت لذلك الغرض معسكرات الاستقبال ومراكز التدريب، وبوشر إعداد النواة الأولى للجيش الثورى المعاصر بشكل ومضمون ثوريين معاصرين، بالإضافة إلى قوات الحرس الوطنى الذي زاح بالمتطوعين فيه، دون تدريب كاف، في ميادين القتال من الأسبوع الأول للثورة، فاستشهد منهم الآلاف في معارك الدفاع عن الثورة، وقد لعب المصريون في عملية بناء الجيش الوطنى الحديث دورا مشهودا، سواء من خلال إحضار الكوادر المتخصصة المتمثلة في» هيئة الخبراء العرب»، للمشاركة الفعالة في إعداد وبناء الجيش اليمنى في الداخل، أو من خلال فتح أبواب الكليات والمعاهد ومراكز التدريب وأساسات التخصص العسكرية في الجمهورية العربية المتحدة لمنتسبى القوات المسلحة الثورية الجديدة، حيث تم تدريب وإعداد أربعة لواءات مشاة كاملة التشكيل في معسكرات وأساسات الجيش المصرى وهي، لواء الثورة، والكتيبة الأولى من لواء النصر، ولواء الوحدة، ولواء العروبة.

بالإضافة إلى عشرات البعثات التدريبية التخصصية في مدارس: المشاة، الصاعقة، المظلات، الإشارة، التدريب المهني، الخدمات الطبية، والكتبة العسكريين، والتدريب المهني، المركبات، المدرعات، التربية الرياضية، وفى تلك المعاهد تم تأهيل كوادر من القوات المسلحة اليمنية من مختلف الرتب العسكرية، بالإضافة إلى مدرسة ضبط الصف.

خلال الفترة 1990 – 2008، بلغ حجم الانفاق العسكري اليمني، نحو عشرين مليار دولار، وقد وصل هذا الإنفاق إلى 1.22 مليار دولار عام 2008، و1.1 مليار دولار عام 1990، وسُجل أدنى إنفاق في العام 1996، بواقع 614 مليون دولار، وأعلى إنفاق عام 2003، بواقع 1.35 مليار دولار.

واستورد اليمن أسلحة ومعدات عسكرية في الفترة ما بين عامى 1999 – 2009 بقيمة 1806 ملايين دولار، من كل من روسيا (1114 مليون دولار)، أوكرانيا (263 مليون دولار)، جمهورية التشيك (122 مليون دولار)، وكوريا الشمالية (96 مليون دولار). كما استورد أسلحة ومعدات حربية من: أستراليا، بيلاروسيا، إيطاليا، بولندا، كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وبلغت قيمة الطائرات الحربية من الواردات العسكرية اليمنية، خلال الفترة ذاتها، 1005 ملايين دولار، الدبابات والآليات المدرعة 430 مليون دولار، الصواريخ 212 مليون دولار والسفن الحربية 82 مليون دولار.

وإضافة للبنية الخاصة بالجيش اليمني، وفروعه القطاعية، يبرز الحرس الجمهورى كقوة موازية، بالمعنى العسكري، وضمنًا السياسي. وهو يتكون من 23 لواء، موزعة على ألوية مدفعية ودبابات ومدرعات ومشاة ميكانيك، ودفاع جوى وألوية صواريخ، وقوات خاصة، والحرس الخاص والرئاسي، والقوات النسائية وقوات مكافحة الإرهاب.
وينتج اليمن عددا من المدرعات «قطيش 1» و»قطيش 2» و»جلال 3»، ففى 3 يونيو 2010 أعلن اليمن عن إنتاج 300 عربة مدرعة.

القوات الجوية
تتشكل القوات الجوية من 8000 جندي، وتمتلك تقديريًا 247 قطعة جوية ابتداءً من طائرات التدريب إلى المقاتلات الجوية مرورًا بطائرات النقل، ومروحية نقل/مقاتلة، وبضع مروحيات طبية تم تدشينها في منتصف 2013، يعتمد التسليح اليمنى بشكل عام على التسليح الشرقى خصوصا من روسيا، وتمتلك 30 طائرة من سوخواى 22 إضافة إلى أربع طائرات أخرى من طراز سوخوى 22UM3 في ترسانتها المكونة من 79 طائرة في نطاق الخدمة، وتمتلك القوات الجوية عدة قواعد عسكرية من أهمها «قاعدة الريان الجوية» في المكلا و»قاعدة عتق الجوية» في شبوة و»قاعدة تعز الجوية» في تعز و»قاعدة العند الجوية» في لحج و»قاعدة الحديدة الجوية» في الحديدة.

القوات البحرية
تم إنشاؤها بعد توحيد اليمن في 1990 وتشمل مهامها حماية الشريط الساحلى اليمنى على البحر الأحمر والبحر العربي، وتتكون من قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلى ووحدات بحرية عائمة ووحدات دفاع ساحلى ووحدات مشاة بحرية وتمتلك القوات الجوية عدة قواعد عسكرية بحرية منها «قاعدة المكلا البحرية» في المكلا بحضر موت و»قاعدة التواهى البحرية» في عدن.
الجريدة الرسمية