رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا قدم السيسى فى 240 يوما؟!


كثيرون من أنصار السيسي باتوا يختلقون شيئا يهاجمونه عليه تحت وطأة الهجوم الكبيرـ البذىء غالباـ على أنصار السيسي واتهامهم الدائم بأنهم مطبلون منافقون يصنعون فرعونا ! دون أن يتوقف هؤلاء ـ أو أهل البذاءة ـ ليقولوا لنا كيف ينافق رجل فقير أو سيدة منزل أو طالب جامعي أو طالبة في الثانوية أو رجل على المعاش رئيس البلاد؟ وماذا سيحصلون نتيجة لذلك؟


أليس للنفاق أسباب ومبررات ومكاسب؟ أليس للمنافق مطامع وأهداف؟ وإن كان المقصود صحفيون وكتاب.. فكيف سينافق من عارض مرسي في عز مجده ورجاله يعتدون على خصومهم ويهددونهم ليل نهار؟ وكيف ينافق من كان في المعارضة طوال الوقت قبل مرسي؟ المنافق من تسير أموره مع السلطة في كل العصور.. ثم.. تظهر نتائج النفاق بيانا عيانا.. ولذلك.. تضحكنا دائما هذه المزاعم التي تستهدف إرهاب وتهويش مؤيدي السيسي وإبعادهم عن تأييده.. ولا يعني ذلك أنه ليس للرجل أخطاء.. حاشا لله.. توجد أخطاء وكاتب هذه السطور استعرض بعضها في مقالات سابقة وهاجمناها وكان لبعضها عناوين قاسية مثل "إخوان حول الرئيس" وغيرها وغيرها!

الآن.. تعالوا نرصد ماذا قدم السيسي وهو ينهي ثلثي عامه الأول في السلطة حيث أنهى هذا الأسبوع شهره الثامن والكثيرون يستسهلون التفكير ويجهدهم الرصد ويرددون خلف المغرضين مقولة سهلة جدا وهي: وهو عمل إيه يعني من ساعة ما انتخبناه؟ ولمن يستطيعون القراءة بغير انطباع مسبق ويبحثون عن الحقيقة نقول:

إياك قبل أن تستكمل معنا أن تنسي أن السيسي أكمل ثلثي عامه الأول وليس عامه الأول وإياك أن تنسي أنه يحكم في ظل إرهاب يضرب في كل مكان مع تآكل شبه كامل لعوائد السياحة والتصدير لإغلاق آلاف المنشآت السنوات الأربع السابقة.. ومع ذلك:

باتت قناة السويس حقيقة مؤكدة ويتبقى إعدادها للافتتاح بعد أسابيع وفي الفترة نفسها صدر قانونا الحدين الأعلى والأدنى للأجور الحلم القديم الجديد وبالطبع لا علاقة للسيسي بصدور أحكام ضد القانون.. وفي الصين وقعت مصر اتفاقيات مهمة دخل بعضها حيز التنفيذ بالفعل وأخبار القطار الكهربائي تتداول يوميا ولا يتوقف بين ذلك النشاط في المشروع القومي لـ 3000 كيلو متر طرق جديدة عن العمل، وارتفعت ميزانية القرى الأكثر فقرا ورفعت الحكومة مخصصات أسر الضمان الاجتماعي بأعلي زيادة له منذ بدايته.

ولأول مرة يلمس الناس تحسنا في إنتاج الخبز بعد تطبيق منظومته الجديدة وتتوسع وزارة التموين وتعود لدورها السابق الذي اختفي منذ أكثر من عشرين عاما لتوفر للأسرة المصرية احتياجاتها بسلع جديدة لم يكن متخيلا وجودها.. وينتقل إلى الأمام تصنيف مصر الاقتصادي ويرتفع أكثر من مرة من هيئات معتبرة ومحايدة.. أما خارجيا فالعلاقات إلى صعود أفريقيا بشكل يختلف عنها في الأربعين عاما الماضية وتطور موقفنا من سوريا الحبيبة إلى الأفضل وكذلك مع روسيا التي حصلنا منها على أفضل أنواع الأسلحة بأفضل الأسعار، ولم يكن الاتفاق معها على إعادة تأهيل مصانع الستينات كلاما في الهواء بل كان أحدث تأكيد له لرئيس الوزراء في تصريحات له أمس الجمعه قال فيها "إن القطاع العام ملكنا جميعا ولدينا خطة لتشغيل المصانع المتوقفة وسنعيدها جميعها بالتدريج " وبما ينفي مطلقا السير في الخصخصة ولا التبعية لأمريكا إلى آخر مثل هذه الاتهامات!

اليوم.. تجري الدولة تحقيقا وتدين بنفسها ضابطا فيها ويحال للتحقيق في وقت تواجه الشرطة الإرهاب في كل مكان ولا خوف من تذمر هنا أو احتجاج من الضباط هناك.. ولأول مرة يحال ضباط بتهمة تعذيب مواطن متهم بالإرهاب في قسم شرطة والمحالون للتحقيق ضباط بالأمن الوطني أيضا!

ولأول مرة يحال مأمور قسم شرطة في سوهاج هو وضباطه إلى المحاكمة بتهمة الاعتداء على مقر للنيابة العامة والتهجم على أعضائها ويحال غيره بتهم أخرى في أماكن عديدة.. ويقبض على ابن أحد مساعدي وزير الداخلية بتهمة تعاطي المخدرات وغيرها كثير!

صحيح لا تزال بعض التجاوزات موجودة لكنها كانت موجودة بغير التطورات السابقة.. كما أن وزير الداخلية الجديد بنفسه يقول "لن نسمح بوجود أحد بيننا يسىء إلينا ويفسد علاقتنا بشعبنا" ولكن ـ طبعا ـ لا أحد ينتبه لمثل ذلك!

الأمثلة السابقة نذكرها دون التطرق لأي مشاريع أو إجراءات محل الاحتمال كإحياء مشاريع منخفض القطارة وتوشكى والتقسيم الإداري الجديد لمحافظات مصر وغيرها وغيرها.. والمشاريع السابقة تتم والإرهاب يقتل ويفجر.. وهي تتم والرجل لم يكمل عامه الأول.. وهي تتم ولا يمكن أن ننتظر عائد أغلبها في الوقت القصير المنصرم.. وهي تتم ويهاجمها ويهاجم صاحبها عشرات ومئات وآلاف الأشخاص دون أن يمسهم أحد.. لسبب بسيط جدا لأنهم لم يلقوا مولوتوفا ولم يطلقوا رصاصا ولم يحطموا منشآت عامة وخاصة.. ولا نقول إن مصر أصبحت دولة كبيرة.. وإنما نقول اعطوها الفرصة لتكون كذلك.. وانتقدوا كما تشاءون ولكن بالدليل والمنطق والأرقام.. أو قدموا البديل إن استطعتم أو توقفوا عن قتل الأمل.. يرحمنا الله ويرحمكم!!
الجريدة الرسمية