رئيس التحرير
عصام كامل

واخدة صخفية خومارة... واخد مخافظ تمام!!


رئيس القسم مخاطبا الصحفية النشيطة "أمانى فلفل": بكرة تجيبى لنا بقى تصريحات جامدة كده من المحافظ يا أماني... بعد ما يتفقد بسلامته محور مؤسسة الزكاة بمنطقة المرج، وحاولى يكون فيهم تصريحان ثلاثة خاصان بالجورنال، وانت عارفة شغلك بقى.

أمانى فلفل بحماس: اطمن يا ريس هجيبلك شغل زى الفل.
تذهب أمانى إلى محور مؤسسة الزكاة، ويأتى المحافظ ومرافقوه وحاشيته وحرسه، ويبدأ بتفقد المحور وإبداء ملاحظاته القيمة، وبينما كان المحافظ يدلى ببعض التصريحات للصحفيين، كانت أمانى تقف في مكان بعيد نسبيا، فكان لابد لها أن تجد طريقة ما لتسجل بها تصريحات المحافظ وتسأله في بعض الأمور الضرورية والمسيسة بحياة المواطنين ومستقبل أولادهم، فقامت بالدوران حول المحافظ وحاشيته واقتنصت المكان الذي كان فارغا وقريبا جدا من المحافظ لتجد نفسها في برهة خاطفة وقد جذبت من ملابسها وألقى بها بعيدا والفاعل يحدثها بكل جرأة قائلا: آها... إنت واخد صخفية خومارة عايز ينط من ورا واخد مخافظ تمام.. انت افتكرى الخكاية في السيبانات !.. مفيش ناس مهمات !!.. مفيش خراسات !!! مش ممكن انت شايل واخد قونبلات ؟! واخد مسدسات ؟! واخد أربجيهات؟!!
أمانى فلفل وقد آلمها الموقف كثيرا لكنه لم يفقدها روح الدعابة: أبوك السقا مات...
الحارس الشخصى للمحافظ: سيس أدب يوك... واخد صخفيات عايز لومانات..
يتضامن الصحفيون المتواجدون مع زميلتهم المهانة ويعلنون عن غضبهم الشديد ويفضون مولدهم الصحفى المنصوب حول سيدنا المحافظ، ترجع الصحفية المكلومة إلى جريدتها التي تبدأ بالانتفاض سريعا دفاعا عن كرامة الزميلة المهدرة دون سبب يذكر إلا أنها كانت تؤدى عملها بالشرف والأمانة وسرعة البديهة الواجبة، يأخذ رئيس تحرير الجريدة الزميلة غير النقابية ويذهب بها لمقابلة النقيب الجديد والذي تعهد ألا تحدث مثل هذه الأمور في عهده، كما أنه آلى على نفسه أيضا وأمام الجميع أن يعيد إلى المهنة كرامتها وعزها القديم، وفى هذه الأثناء يحادث أمانى هاتفيا مسئول مهم جدا في المحافظة طالبا منها أن تتنازل عن المحاضر القضائية التي قامت بتحريرها لحرس المحافظ الشخصي، وألا تصعد الأمور في النقابة، وأن هذه كانت لحظة شيطان وراحت لحالها، لترد عليه أمانى بالرد الذي أفحمه وجعله يغلق الخط في وجهها: سعادتك أنا لو كنت بنتك كنت ترضى باللى حصل معايا ده ؟!!
يصل رئيس التحرير وأمانى إلى النقابة ويقدمان مذكرة قوية مشفوعة بالأدلة والأسانيد إلى النقيب الجديد الذي يهتم جدا بالموضوع ويبدأ في إجراء اتصالاته بالمحافظ الذي يرد عليه بجملة واحدة: معلش يا سيادة النقيب الراجل كان بيأدى عمله في الحراسة...
لينبرى له النقيب الجديد قائلا: ها... ها.. الكلام ده ميكلش معانا أبدا يا معالى المحافظ لأننا “ في نقابة مهنة الرأى تمرسنا على الدفاع عن جميع الزملاء!!
المحافظ: والله أنا بقول الطيب أحسن يا سيادة النقيب... وسعادتك تشرفنى مشكورا في مكتبى نشرب القهوة مع بعضينا ونتوصل سويا لحل هذه المسألة..
النقيب الجديد وقد أخذته الحماسة: لا يا معالى المحافظ.. مش نقيب الصحفيين اللى ييجى لمعاليك عشان تصالحه !!!! خصوصا إن الراجل بتاعك الغلط راكبه من ساسه لرأسه.. معاليك عايز تشرفنا في مبنى النقابة لحل هذا الأمر المهم بحضور جميع الأطراف
يقتنع المحافظ بكلام النقيب ويأتى بحرسه الشخصى الذين رفض التخلى عنهم حتى وهو في مكتب النقيب ليبادره النقيب بعد احتسائه قهوته “ المونو “ قائلا: “ في مهنة لا تحيا إلا بالحرية ولا تنمو إلا بمزيد منها.. يجب أن نتوقف كثيرًا عند ملف حبس أو احتجاز عشرات من الزملاء الصحفيين أعضاء النقابة والمتدربين، وكذلك معاملتهم السيئة، إننا في حاجة سريعة لإعادة الاعتبار لكل هذه المعانى وعلينا التأكيد أن الصحفى الذي لا يملك حريته ولا يضمن سلامته لن يتمكن من تقديم دور ريادى في مجتمعه “ برضه راجع سعادتك برنامجى الانتخابي، والذي كان سببا في فوزى بهذا المنصب المستحق”.
المحافظ باستياء مكتوم: يا سيدى على عينى سعادتك وبرنامجك الانتخابى والنقابة وجميع أعضائها... بس الله يكرمك إحنا عايزين نخلص من موضوع الأخت أمانى على خير...
يصل النقيب والمحافظ إلى صيغة ما تتوافق مع الصحفية أمانى ورئيس تحرير الجريدة التي تعمل بها ويرتضيها جميع الأطراف، وهنا يقرر النقيب الجديد تكريم المحافظ وأن يقدم له درع النقابة تقديرا لوقوفه بجانب الحق وإنصاف المظلومين، وبينما كان النقيب يهم بتسليم المحافظ درع النقابة لم يجد مكانا مناسبا ليعبر منه فاضطر إلى الدوران خلف المحافظ ليكون في مواجهته أمام عدسات المصورين وهو يسلمه الدرع، ليقفز عليه في لحظة خاطفة أرملى حارس المحافظ الشخصى شاهرا مسدسه في رأسه قائلا: انت رايخ فين واخد نقيبات ؟!! إنت كمان تلفى من ورا المخافظات، إنت مش عارف إن ده في خطورات كبيرات ؟!! مفيش اتعاظات من اللى خصل لواخد صحفيات خومارات ؟!!
وهنا ينظر النقيب الجديد برعب شديد إلى المحافظ مستنجدا به بعد أن كسرت درع النقابة وسقطت على الأرض والمسدس مشهر في جبهته قائلا: ينفع كده يا معالى المحافظ ؟!!!
المحافظ ناظرا إليه بكل هدوء ودون أي اندهاشة قائلا: مش قلت لك بيشوف شغله يا سيادة النقيب!!
الجريدة الرسمية