رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. آلام مصرى في الغربة.. محمد سافر إلى السعودية بحثا عن الرزق.. سيارة طائشة تبدد أحلامه وترقده بالمستشفى.. و25 ألف ريـال ثمن عودته إلى أرض الوطن


"تذكرتي رايح مش جاي"، هذا هو حال الشاب المصري محمد ممدوح سيد، مهندس الكمبيوتر، الذي سافر إلى السعودية، بحثا عن الرزق، لإعالة أسرته الصغيرة المكونة من أم عجوز وأخت على مشارف الزواج، تاركا الوطن والأهل والأصدقاء، لعله يختصر السنين ويتكسب ما يُمكنه من بناء مستقبله وتلبية احتياجات عائلته.


غادر محمد صاحب الـ25 عاما، منذ 8 أشهر القاهرة، حقيبته بيمينه وتذكرته بشماله تتراءي أمام عينيه ذكريات الماضي الدافئة وأحلام المستقبل الواعد، يطمئن نفسه مرددا "سأعود"، لم يكن يدرك حينها أن تلك العودة ستكلف أسرته 25 ألف ريـال على أقل تقدير، أو أنه سيظل عالقا بالغربة إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

حادثة

يرقد في غرفة رقم 9 بمستشفي "سند" يصارع الموت، بعد أن صدمته سيارة وفر صاحبها هاربا، مخلفا وراءه "محمد" ملقي على أسفلت مخرج 9 بتقاطع الدائري الشرقي مشجوج الرأس، يقول الأطباء إنه لا أمل في إفاقته من الغيبوبة، بعد أن اضطروا إلى استئصال فص كامل من المخ نتيجة تهتكه بالكامل تحت وطأة الاصطدام العنيف بجسم السيارة.

شهامة الكفيل 

أرسل الكفيل تأشيرة لوالدة محمد حتى تتمكن من زيارته، وخصص لها غرفة بالمستشفي بجوار ولدها، واطلعت الأم على التقرير الطبي الذي يؤكد فيه المتخصصين على نفاد حيلهم لإفاقته خلال الأربعة أشهر الماضية، بصبر وجلد، وبنفس راضية بقضاء الله، خاصة بعد أن رفعت شركة الـتأمين يدها عن تغطية نفقات العلاج.

أمل العودة

تبقي للأم المكلومة بصيص أمل وحيد في شفاء ولدها بعد أن أخبرها أحد الأطباء بأن "محمد" قد تكتب له النجاة على يد الأطباء في مصر، ولكن أنى له العودة وهى تكلف ما لا طاقة للأسرة بتدبيره ليس في أيام بل في سنوات طويلة، فقد طلبت شركة مصر للطيران مبلغ 25 ألف ريـال، كما طلبت نظيرتها السعودية 100 ألف ريـال.

مساعدات المصريين

زار عدد من الأسر المصرية بالسعودية والدة محمد بالمستشفي، وحاولوا انتزاع أي طلبات من فمها ولكنها رفضت بلطف وكبرياء كل مساعيهم الحميدة، وتوصل بعض الشباب إلى طريقة لإعادة "محمد" إلى مصر من خلال نشر قصته عبر صفحات التواصل الاجتماعي وجمع دعوات الشفاء والتبرعات له، من خلال زيارته بالمستشفي وترك أي مبلغ مالي بظرف بجانب سرير "محمد" لتجميع قيمة تذكرة عودته.

الجريدة الرسمية