رئيس التحرير
عصام كامل

والبحرية المصرية في الانتظار!


خبر تحرك القوات البحرية الإيرانية منسوب إلى وكالة فارس الإيرانية الرسمية، وبالتالي فهو ليس شائعة بل يتم تفصيل الخبر، فتقول الوكالة الإيرانية إن القوات التي تحركت تابعة للمجموعة الـ 34 الاستطلاعية للقوة البحرية.


وتفصل أكثر وأكثر فتقول إن القوه تضم الفرقاطة اللوجيستية "بوشهر"، والمدمرة "البرز"، وأنهما أرسلا إلى خليج عدن ومضيق باب المندب، إلا أنها تحدد المهمة الأساسية لها بقولها: "توفير الأمن لخطوط الملاحة البحرية الإيرانية وصون مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المياه الدولية الحرة"!

نتوقف أمام الخبر بالتحليل الهادئ، خصوصا أننا حذرنا أمس وقبل الأمس، من عملية استدراج مصر لحرب مذهبية في المنطقة، لن تكتمل إلا باشتراك مصر فيها، فضلا عن الرغبة الأمريكية الإسرائيلية الإخوانية لإضعاف الجيش المصري بأي طريقة ممكنة!

وبالتالي فأي تفسير هيستيري وعصبي للأمر لن يكون مفيدا.. لكن نتوقف أولا عند أولئك الذين أدانوا مصر من تحركها لحماية مصالحها في باب المندب، الذي يعتبر تأمينه مرتبطا ارتباطا وثيقا بالأمن القومي المصري، والآن لم نسمع لهم صوتا رغم مرور يوم كامل على الخطوة الإيرانية!، ورغم أن الفارق الكبير عن الأهمية التي يمثلها باب المندب لكل من مصر وإيران، ولمن لا يصدق عليه أن يتخيل للحظة واحدة إرسال مصر لسفن حربية إلى الخليج العربي ومضيق هرمز لما قد تسميه أمنها ومصالحها هناك!

الأمر الثاني هو تأكيد خبر الوكالة الإيرانية على أمرين.. الأول النص على أن المهمة في المياه الدولية الحرة.. والثاني هو تحديد مدة مهمة البحرية الإيرانية بثلاثة أشهر.. وهو ما يعني أنها في مهمة سلمية اعتيادية تمت من قبل مرات ومرات!

ولا نعتقد أن قوات بحرية تذهب للاشتباك مع قوات أخرى تنتظرها، فإنها تحدد حجم ونوع القوات المرسلة، وكذلك تاريخ تحركها.. صحيح أن أجهزة الاستخبارات والرصد تراقب كل شيء، كما يمكن القول إن أجهزة الاستخبارات المصرية موجودة هناك بالفعل على الضفه الأخرى من مضيق هرمز على أرض عربية تراقب كل شيء، ولكن في الخبر الإيراني ما يؤكد حسن النية، وأيضا محاولة رفع الروح المعنوية للحوثيين، لكن ماذا سيحدث لو اقتربت هذه القوات من المياه الإقليمية اليمنية؟، ولم تتوقف في المياه الإقليمية كما أعلنت؟

نقول: بعد إعلان قوات التحالف أنها استجابت لنداء الحكومة الشرعية في اليمن، واعتبار وجود هذه القوات بما فيها السفن البحرية للدول المشاركة في المياه الإقليمية اليمنية شرعيا، لذا سيتم اعتبار دخول السفن الإيرانية عملا عدوانيا سيقابل بالتحذير أولا ثم بالرد بضربها على الفور!

في توقعات الاشتباك لا قدر الله، وهو ما لا نتمناه، ورغم أننا نعتقد أن إيران أعقل من ذلك بكثير، وأنها مثل مصر تريد تفويت الرغبة الأمريكية الصهيونية بإشعال صراع مذهبي في المنطقة، لكن إن جرى ما لا نريده فإننا نتوقع سحق القوات الإيرانية وعدم عودتها إلى إيران، فالبحرية الإيرانية لا سجل لها أصلا.. لا في المنطقة ولا في العالم، عكس البحرية المصرية الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا والسابعة عالميا، وكما قال "يوفال شتاينتز" الرئيس السابق للشئون الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي، قبل أشهر، إن البحرية المصرية تعادل ثلاثة أضعاف البحرية الإسرائيلية!

"يوفال" يقول إن مصر لديها غواصات تعادل الموجودة في إسرائيل، لكنه يقول ذلك أثناء تفاوض مصر على شراء الغواصات الألمانية من طراز "دولفين" الشهيرة، وهو ما يعني أن تطوير البحرية المصرية لا يتوقف.. ولن يتوقف!
الجريدة الرسمية