رئيس التحرير
عصام كامل

6 أسباب تدفع مصر للتراجع عن الحرب باليمن


بالرغم من أن مصر دور قبل أن تكون دولة، ودورها التاريخى الريادي في المنطقة يفرض عليها التدخل في الأزمة اليمنية بكافة الطرق سواء الدبلوماسية أو العسكرية، إلا أن الملابسات التي تحيط بملف اليمن منذ ثورة 2011، ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تستدعى التأنى وعدم الاندفاع قبل إطلاق رصاصة واحدة.


وبالرغم من الأزمة اليمنية استدعت تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، استجابة لمطلب الرئيس عبدربه منصور هادي عقب انقلاب جماعة الحوثى على مؤسسات الدولة الشرعية، إلا أن الحل العسكري لن يجدي نفعا في الواقع الحالي، وسوف يؤدي إلى المزيد من الفوضى الخلاقة في الدولة، خاصة مع غياب انطلاق عملية دبلوماسية يسعى الجميع لها الآن متزامنة مع العمليات العسكرية.

وعلى صعيد التدخل المصري عسكريا في الحرب الدائرة هناك.. يجب الالتفات إلى 5 أسباب تعرضها "فيتو" في السطور التالية، تستدعى التراجع المصري أو على الأقل التأنى قبل إطلاق رصاصة الرحمة على جسد الدولة اليمنية العليل.

أولا: المخاوف التي تروَّج حول إغلاق مضيق "باب المندب"، مجرد خيالات يروج لها خبراء الفضائيات، فالممرات المائية الدولية تخضع لاتفاقيات تلزم أي طرف يعتلى سدة الحكم بالحفاظ عليها، علاوة على عدم سماح القوى العظمى بمثل هذه السلوكيات المراهقة.

ثانيا: خلال فترة حكم الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، شهدت البلاد عدة أمور تثير الريبة والشك حول الجدية في الحوار الوطنى، وتراجع أكثر من مرة عن وعود قطعها على نفسه، وسمح لنجله الأكبر جلال هادي، في إحياء مشاريع توريث الحكم بالمنطقة وتدخل في كل صغيرة وكبيرة في إدارة العلمية السياسية هناك.

ثالثا: جماعة الإخوان باليمن متمثلة في حزب الإصلاح، الذراع السياسية للجماعة، تعول على حرب طاحنة تنهى جميع القوى السياسية، بهدف القفز على السلطة وتعويض خسائر التنظيم الدولى في مصر وتونس، وهو ما دفع آل الأحمر إلى تقديم خدمات جليلة لقوات التحالف وتحديد الأهداف العسكرية لطيران "عاصفة الحزم"، والعلاقات الخفية التي تربط الجماعة في اليمن بتنظيم القاعدة سيلت لعابها إلى القفز على السلطة لقناعتها باستحالة عودة هادي إلى الحكم حتى من خلال الحلول السياسية، وهو الأمر الذي دفع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى حمل أجندة سياسية تتعلق باليمن خلال زيارته إلى إيران، بهدف تمرير الفكرة بمباركة دولية وإقليمية.

رابعا: الصراع الذي تدحرج من خلافات بالشمال على السلطة، انتقل إلى الجنوب وعاد الحديث بقوة عن تقسيم الدولة، ويرى شعب الجنوب أن حربه ضد الحوثي بداية الطريق لاستعادة الدولة التي قتلت حلمها الوحدة.

خامسا: المؤامرة القطرية - التركية، لتوريط السعودية، والزج بالجيش المصري في معركة خارجية بدولة بدأت تتكشف ملامحها، خاصة أن عنترية "أردوغان" حول دعم عاصفة الحزم، تحولت إلى مجرد دعاء بالنصر فوق منابر الحكم بـ"أنقرة"، ويطرح نفسه كوسيط الآن لخلق حل سياسي يضمن الزج بجماعته -الإخوان- في تركيبة الحكم الجديدة باليمن الناتج عن أي حلول سياسية.

سادسا: التاريخ لم يكتب في يوما من الأيام عن مصر الدولة، دفاعها عن قضايا المنطقة باللهجة الطائفية، بل تدخلها ينبع دائما من روح "القومية العربية"، وتحويل الصراع اليمنى إلى حرب عقائدية بين السنة والشيعة، يهز صورة مصر الوسطية ومنبر العروبة والقومية، وهنا يجب أن يكون دورها دبلوماسيا باستشراف عملية سياسية تجمع الفرقاء اليمنين على طاولة واحدة، بهدف إعلاء الانتماء للوطن قبل المذهب الدينى.. وقبل أن تخطتف هذا الدور إيران "الفارسية" أو تركيا "العثمانية".
الجريدة الرسمية