سقط النظام وستبقى الثورة
فشل الرئيس مرسى فى أن يكون رئيسًا لكل المصريين كما وعد وكما يدعى، ونجح بجدارة فى تأجيج الانقسام الحاد بينه هو وجماعته وباقى فصائل الشعب، حتى أن الفصيل الذى سانده وكان سببًا رئيسيًّا لجلوسه على العرش انقلب عليه الآن وانضم إلى فئة المعارضين.
لقد ذكرنى حوار الرئيس على قناة المحور، والحوار الآخر الذى دار فى الاتحادية مع شخوص لا تمثل إلا شرذمة قليلة من المصريين بمقولة "مارى أنطوانيت" عندما أخبروها أن شعبها لا يجد الخبز، فكان ردها أن لا مشكلة؛ يمكن استبدال الخبز بالكرواسان!
كان كل ما يهم الرئيس هو ضمان شفافية انتخابات البرلمان القادم، شعبه والحمد لله متوافق.. أمن بلده "فُلّة شمعة منورة".. الاقتصاد يتعافى بفضل حكومته العفية ومساعدة قاطنى المقطم.. عشر محافظات فقط لا غير أعلنت العصيان المدنى مش كثير.. الناس تسير فى الشوارع منشرحة سعيدة يملؤها الشعور بالاستقرار.. شباب زى الورد لا بيتسحلوا ولا بيختفوا ولا بينقتلوا ولا بيتهانوا.
سيادة الرئيس
هل يمكن أن تجرى انتخابات برلمانية فى ظل حكومة فاشلة إخوانية لا تمثل سوى عشيرتك ومرشدهم؟
هل يمكن أن تجرى انتخابات برلمانية فى ظل انفلات أمنى لم تشهد مصر طوال تاريخها مثله ووزارة داخلية مهمتها حماية النظام بدلًا من حماية الشعب، لا يهمها تفعيل دورها الأساسى، ولكن تشغلها الخلافات الدائرة حول حق جنودها فى إطلاق اللحى.
هل يمكن أن يكون هناك إشراف كامل من القضاء على الانتخابات البرلمانية كما وعدت سيادتك رغم الدعوى القضائية التى أقامتها اللجنة القانونية الدائمة للدفاع عن رجال القضاء تطالب فيها بوقف انعقاد جلسات مجلس القضاء الأعلى وبطلان تشكيله؛ لكون النائب العام عضوًا فى المجلس وهو مطعون على تعيينه.
الأسئلة كثيرة، ولكن يبدو أن الرئيس وعشيرته يعيشون فى كوكب آخر.
مصر لن تعود إلى عصر مبارك وبرلمان 2010، تذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. تذكر سيناريو خلع مبارك عندما استهان بحجم التظاهرات فى البداية، ثم تنامت التظاهرات وعلا سقف المطالب دون أن يحسن تقدير الموقف، حتى حدث ما حدث، وهذا السيناريو قابل للتكرار.