رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: مجلة أمريكية تكشف تخبط إدارة "أوباما" تجاه مصر.. «ديفيد أجناتيوس» يكشف كواليس الصفقة النووية الإيرانية.. «أردوغان» يستغل الصفقات التجارية التركية مع إيران


تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بالعديد من القضايا الدولية التي كان من أبرزها سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه مصر والرسائل المختلطة الموجهة للقاهرة.


وصفت مجلة "ذا انترناشيونال انتريست" الأمريكية إعادة الرئيس باراك أوباما المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، بأنه تحول مختلط في سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر، كما أنه حطم العلاقات الأمريكية المصرية.

استئناف المساعدات

أشارت المجلة إلى قرار الرئيس باراك أوباما بإعادة المساعدات العسكرية التي علقت بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وإرسال صواريخ الهاربون، وطائرات "أف-16"، فضلًا عن إنهاء سياسة تمويل التدفق النقدي.

وقالت المجلة: لفهم سياسة أوباما علينا تذكر حقيقة واحدة وهي أن المسئولين في الإدارة الأمريكية حثوا أوباما على اتخاذ قرار بشأن مستقبل المساعدات العسكرية لمصر وخاصة أنها حليف إستراتيجي للولايات المتحدة منذ فترة طويلة وتواجه الإرهابيين من غرب ليبيا إلى شرق سيناء المصرية.

وأوضحت المجلة أن تردد أوباما في الفترة الماضية عكس التناقض العميق في إدارته حيث لم تتمكن الإدارة من تحديد ما إذا كانت مصر الشريك الإستراتيجي الذي ينبغي دعمه بسخاء أو المستبد الوحشي الذي لا ينبغي تقديم المساعدات له حتى تتبع مسارا أكثر ديمقراطية.

ولفتت المجلة إلى أن إدارة أوباما تعتقد أن الحكومة المصرية تفسر سياستها بأنها التزام من واشنطن نحو الأمن المصري ولكن أيضا تنظر للمخاوف الأمريكية للتنمية السياسية على المدي الطويل في البلاد.

ورأت المجلة إن إدارة أوباما رسمت خطوطا رمادية من اللون البيض والأسود في سياستها المختلطة تجاه القاهرة التي تواجه تهديدات متعددة على العديد من الجبهات.


المسار الدقيق للصفقة النووية الإيرانية

ناقش الكاتب الأمريكي ديفيد أجناتيوس، المسار الدقيق للصفقة النووية الإيرانية، وقال أجناتيوس - في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن البيت الأبيض لديه شعور بالازدهار بعد تسجيل الرئيس باراك أوباما، الهدف الذي أعلن عنه في عام 2009، لإشراك إيران على أساس المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، ولكن على أوباما أن يقلق لما يجب عمله في الفترة المقبلة.

وأشار أجناتيوس، إلى تشكك الكثير من المسئولين الأمريكيين من إطار الاتفاق الذي توصل له وزير الخارجية جون كيري، مع إيران في الأسبوع الماضي، موضحًا المشاكل التي يواجهها الاتفاق، مؤكدًا أن أبرزها فرض القيود على البحث والتطوير لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي توجد تحت الأرض في منشأة فوردو الإيرانية، وآلية رفع العقوبات، ومن ثم إعادتها مرة أخرى في حالة الخداع الإيراني، فضلا عن إجراءات التفتيش على مواقع يفترض أنها غير نووية وإجراء أبحاث سرية.

ويرى أجناتيوس، أنها ثقوب كبيرة في إطار الاتفاق ولن يكتمل الاتفاق دونها، ومن المؤكد أن الإدارة الأمريكية تحاول التوصل لاتفاق ولكن ستقدم تنازلات تسمح لإيران بحفظ ماء الوجه، بتكلفة متواضعة لمصالح الولايات المتحدة، والهدف الآن لإدارة أوباما خلال الأشهر الثلاثة المقبلة الوصول لاتفاق نهائي.


وأكد أجناتيوس، أن الاختبار الأكثر حساسية لا ينطوي على إيران، وإنما على المملكة العربية السعودية؛ حيث يعلم أوباما الخطر المنتشر في الشرق الأوسط، والتنافس بين المسلمين السنة والشيعة المتمثلة في إيران، والسنة هم السعوديون والمصريون والإماراتيون والأتراك.

وأضاف أن البيت الأبيض ما زال يفكر في التفاصيل، ونهج المشاركة المزدوج الذي يمتد لتقديم ضمان أمني لدول الخليج، متعهدا بالدفاع عنهم في حال حصول أي هجوم من قبل قوى خارجية.

صفقات تجارية تركية إيرانية

أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يسعى لعقد صفقات تجارية مع إيران في حين يقاوم طموحاتها.

وأشارت إلى زيارة أردوغان المثيرة للجدل إلى إيران، والتي جاءت بعد إعلان دعمه للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمكافحة التهديد الإيراني في اليمن.

وأوضحت الصحيفة أن زيارة أردوغان جاءت في وقت توتر سياسي متصاعد، لكنه عزز الفرص التجارية، على الرغم من الانقسامات الطائفية في منطقة الشرق الأوسط، ما يشير إلى أن توثيق الروابط الاقتصادية يمكن أن يكون أمرا مربحًا بشكل خاص لتركيا، وخاصة أن إيران اتفقت الأسبوع الماضي على إطار الاتفاق النووي الذي يسمح بإزالة العقوبات الاقتصادية من على طهران.

ونقلت الصحيفة عن هارون شتاين، بمعهد الخدمات المتحدة الملكي، وهي مؤسسة بحثية مقرها لندن، قوله: إن تركيا دولة ذات موارد قليلة الطاقة ولا تريد أن تؤثر القضايا الدبلوماسية في الصفقات التجارية مع إيران الغنية بالنفط والغاز، فتركيا تنظر لموقعها الجغرافي ومصلحتها على المدى الطويل وتسعى للاستفادة بأقصى حد من رفع العقوبات من على إيران".

ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان خلال زيارته لإيران طالب بزيادة التعاون التجاري بين البلدين، واقترح بالتوسط بين المقاتلين في سوريا على الرغم من اتهام أنقرة مؤخرًا الإيرانيين بسعيهم لطرد تنظيم داعش من العراق لزيادة النفوذ الشيعي في البلاد.


وأضافت أن تركيا تسعى لاستغلال أي فرصة تجارية مع إيران للاستفادة من رفع العقوبات عليها حيث أعلن أردوغان عن 8 اتفاقيات أمس الثلاثاء، وهناك بعض التقارير التي تشير أيضًا إلى استئناف عمليات النقل غير النقدية المثيرة للجدل لإيران مع ارتفاع صادرات الذهب التركية إلى سويسرا.
الجريدة الرسمية