رئيس التحرير
عصام كامل

«ديفيد أجناتيوس» يكشف كواليس الصفقة النووية الإيرانية.. يؤكد: أوباما يحرز هدفه بإشراك إيران في المصالح المتبادلة.. قيود البحث وإجراءات التفتيش أبرز معوقات الاتفاق..والدول السنية والكونجرس يه


ناقش الكاتب الأمريكي ديفيد أجناتيوس، المسار الدقيق للصفقة النووية الإيرانية، وقال أجناتيوس - في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -: إن البيت الأبيض لديه شعور بالازدهار بعد تسجيل الرئيس باراك أوباما، الهدف الذي أعلن عنه في عام 2009، لإشراك إيران على أساس المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، ولكن على أوباما أن يقلق لما يجب عمله في الفترة المقبلة.


تشكك الأمريكيين

وأشار أجناتيوس، إلى تشكك الكثير من المسئولين الأمريكيين من إطار الاتفاق الذي توصل له وزير الخارجية جون كيري، مع إيران في الأسبوع الماضي، موضحًا المشاكل التي يواجهها الاتفاق، مؤكدًا أن أبرزها فرض القيود على البحث والتطوير لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي توجد تحت الأرض في منشأة فوردو الإيرانية، وآلية رفع العقوبات، ومن ثم إعادتها مرة أخرى في حالة الخداع الإيراني، فضلا عن إجراءات التفتيش على مواقع يفترض أنها غير نووية وإجراء أبحاث سرية.

ثقوب في إطار الاتفاق
ويرى أجناتيوس، أنها ثقوب كبيرة في إطار الاتفاق ولن يكتمل الاتفاق دونها، ومن المؤكد أن الإدارة الأمريكية تحاول التوصل لاتفاق ولكن ستقدم تنازلات تسمح لإيران بحفظ ماء الوجه، بتكلفة متواضعة لمصالح الولايات المتحدة، والهدف الآن لإدارة أوباما خلال الأشهر الثلاثة المقبلة الوصول لاتفاق نهائي.

وعي أوباما
وتابع أجناتيوس: أن أوباما لديه درجة من الوعي منذ البداية لفهم الرؤية الإيرانية، ولكن الأمر يقلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن التاريخ الدبلوماسي يشير إلى أن رؤية العالم من خلال عيون الخصم، أمر ضروري للتفاوض الفعال.

وتابع: "وإذا كان هناك مفاجأة في أسلوب التفاوض الإيراني، فهو التزامها بشكل وثيق لشروط إطار الاتفاق الدولي الذي توصل له في نوفمبر عام 2013؛ حيث أكد الرئيس حسن روحاني، احترام وعوده"، ويرى المسئولون الأمريكيون أن هدف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هو بقاء النظام، ولقد نزل العديد من الإيرانيين للشارع يشيدون بالصفقة النووية، ما يجعله بمثابة "شيك على بياض" للخامنئي ولغيره من المتشددين.

تنافس السنة والشيعة
وأكد أجناتيوس، أن الاختبار الأكثر حساسية لا ينطوي على إيران، وإنما على المملكة العربية السعودية؛ حيث يعلم أوباما الخطر المنتشر في الشرق الأوسط، والتنافس بين المسلمين السنة والشيعة المتمثلة في إيران، والسنة هم السعوديون والمصريون والإماراتيون والأتراك.

وأضاف أن البيت الأبيض ما زال يفكر في التفاصيل، ونهج المشاركة المزدوج الذي يمتد لتقديم ضمان أمني لدول الخليج، متعهدا بالدفاع عنهم في حال حصول أي هجوم من قبل قوى خارجية.

تحدي أوباما
ورأى أجناتيوس، أن التحدي الذي أمام أوباما أن الدول السنية تعاني نوعا من الدوار منذ ثورات الربيع العربي في عام 2011، والتشكك في الولايات المتحدة، وإثارة الحروب بالوكالة الإيرانية، وذكر: "فالدول السنية بحاجة للعثور على أبعاد، بحيث يمكن تحقيق توازن أمني بين إيران وجيرانها، ويدرك أوباما حجم هذه النكسة جيدا، فقد دعم الهجوم السعودي على اليمن، ومن المحتمل أن يؤيد التحرك العسكري التركي في شمال سوريا".

كابوس أوباما
واختتم أجناتيوس مقاله، بأن التعامل مع الكونجرس بمثابة كابوس لأوباما؛ لأنه يحتاج لصيغة تسمح بمنح الطمأنينة لنتنياهو، والحفاظ على صفقة إيرانية جيدة، وقبول أن الرئيس هو من يدير السياسة الخارجية وليس الكونجرس.
الجريدة الرسمية