بالفيديو والصور.. 5 مشاهد تُحيي الذكرى الـ 45 لمذبحة «بحر البقر».. إسرائيل تقتل 30 طفلا وتصيب 50 آخرين بالإعاقة.. الطائرات الأمريكية قصفت المدرسة بـ5 قنابل وصاروخين.. وطيار صهيوني يكشف جريمة
«إيه رأيك في البقع الحمـرا يا ضمير العالم يا عزيزى.. دى لطفـلة مصرية وسمرا كانت من أشـطر تلاميذى... إيه رأى رجـال الفكر الحر.. في الفكرة دى المنقوشة بالدم.. من طفل فقير مولود في المر.. لكن كان حلو ضحوك الفـم".. هكذا بكى الشاعر الراحل صلاح جاهين 30 طفلا مصريا اغتالتهم إسرائيل بطائرات الفانتوم الأمريكية في مذبحة مدرسة "بحر البقر" والتي تحل اليوم الأربعاء الذكرى الـ45 لها.
مذبحة بحر البقر
بدأت المذبحة في تمام التاسعة وعشرين دقيقة من صباح يوم الأربعاء 8 أبريل عام 1970، حينما أطلقت طائرات الفانتوم الإسرائيلية خمس قنابل متتالية وصاروخين على طلاب مدرسة بحر البقر المشتركة، في قرية بحر البقر التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية والذين كان عددهم 130 تلميذا، فقتلت منهم ثلاثين وأصابت خمسين بإصابات بالغة، أدت في عدد من الحالات إلى الإعاقة، وذلك فضلا عن سقوط 10 ضحايا آخرين من أهل القرية، بعدما تعرضت الجمعية الزراعية المجاورة للمدرسة وورشة كبيرة للحدادة لثلاث قنابل.
رد إسرائيل
بررت الحكومة الإسرائيلية برئاسة جولدا مائير المذبحة، بأنها كانت تستهدف أهدافا عسكرية مصرية، حيث ادعت أن مخزن ذخيرة كان موجودا بالمدرسة مما دفع القوات الإسرائيلية إلى ضربه، إلا أن الطيار الصهيوني "امي حاييم" الذي شارك في تلك الجريمة كشف كذب الرواية الإسرائيلية، حيث اعترف بعدما أسرته القوات المصرية في حرب أكتوبر بأنهم قصفوا المدرسة الابتدائية عن عمد، وأنهم كانوا يعرفون أنهم يستهدفون بقنابلهم وصواريخهم مجرد مدرسة ابتدائية وليس هدفا عسكريا.
حرب الاستنزاف
كان الهدف من هذه المجزرة الضغط على الجيش المصري لإيقاف حرب الاستنزاف التي كانت قائمة ضد الكيان الصهيوني إلا أن الضحية كانوا 30 طفلا لا ذنب لهم على الرغم من أن كل المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية تنأى بالأطفال عن الحروب والعمليات العسكرية، إلا أن إسرائيل أرادت تحطيم رقما قياسيا جديدا في تجاهل تلك المواثيق، حيث كانت الخسائر التي تكبدتها جراء الضربات المصرية المتلاحقة في حرب الاستنزاف سببا وضع إسرائيل في موقف سيئ أمام العالم الذي بدأ يتشكك في مقولة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر وبالتالي فلم تجد الحكومة الإسرائيلية إلا الأطفال لتحقق على أشلائهم أي نصر يحسن صورتها.
الطائرات الأمريكية
ولكن وعلى الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية كانت هي الفاعلة والطائرات الأمريكية هي الوسيلة، إلا أن ذلك لم يمنع وجود مجرمين آخرين يتحملون دماء أطفال بحر البقر، ومنهم المصري ''سيد العطري'' وهو فلاح من قرية ''بحر البقر'' والذي تم تجنيده من قبل عملاء الموساد، حيث كان يرسل المعلومات التي تخص الرأي العام المصري إلى الموساد في فترة حرب الاستنزاف.
طائرات الفانتوم
وقد لعب العطري دورًا كبيرًا في مذبحة بحر البقر، حيث تم استخدامه في زرع جهاز رادار بالمدرسة بواسطته استطاعت طائرات الفانتوم قصف المدرسة ونسفها بسهولة، حيث تم إلقاء القبض عليه بعد جريمة قصف المدرسة، وعرف الأهالي أنه ضمن شبكة جاسوسية تعمل لأكثر من خمس سنوات قبل الحادث، وحكم عليه بالسجن المؤبد إلا أنه قضى في السجن أكثر من أربعين عامًا انتهت بالإفراج عنه في مارس 2011.